حسابات خاطئة وراء الضربة الإسرائيلية على قنصلية إيران

قبل لحظات فقط من الغارة الجوية الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل عناصر في الحرس الثوري الإيراني في القنصلية الإيرانية في دمشق، أبلغت سلطات الاحتلال الاسرائيلية الولايات المتحدة بالهجوم ليتفاجأ حليف “إسرائيل” بما حدث.
وحسب موقع “نيويورك تايمز” الأميركي فإنه ومباشرة بعد علمهم بالهجوم توقع مسؤول أمريكي وآخرون، أن الضربة الإسرائيلية قد تكون لها عواقب وخيمة، وأعرب المسؤولون الأمريكيون علنا عن دعمهم ل”إسرائيل”، لكنهم عبروا سرا عن غضبهم من أنها ستتخذ مثل هذا الإجراء العدواني ضد إيران دون استشارة واشنطن.
ووفقا للعديد من المسؤولين الأمريكيين فإن “الإسرائيليين” أخطأوا في حساباتهم، معتقدين أن إيران لن ترد.
دورة انتقامية
واعتبرت الصحيفة أن قواعد الاشتباك في الصراع المتواصل منذ فترة طويلة بين الكيان الإسرائيلي وإيران قد تغيرت في الأشهر الأخيرة، مما يجعل من الصعب أكثر من أي وقت مضى قياس نوايا الطرف الآخر وردود أفعاله.
وقال علي فايز، مدير شؤون إيران في مجموعة الأزمات الدولية: “إذا دخلنا في جولة أخرى من الإجراءات الانتقامية، فمن الممكن أن تخرج الأمور عن نطاق السيطرة بسهولة، ليس فقط بالنسبة لإيران و”إسرائيل”، ولكن لبقية المنطقة والعالم بأسره”.
قرار مهم دون العودة لواشنطن
وقال مسؤولان “إسرائيليان” إن التخطيط للضربة الإسرائيلية في سوريا بدأ قبل شهرين، وكان الهدف هو محمد رضا زاهدي، قائد فيلق القدس الإيراني في سوريا ولبنان، وهو فرع من الحرس الثوري. وقبل ذلك بأسبوع تقريبا، وافق مجلس حكومة الاحتلال الحربي على العملية، وفقا لسجلات وزارة الحرب الإسرائيلية التي لخصت الاستعدادات للضرب.
كما أوضحت هذه السجلات نطاق ردود الفعل التي توقعتها حكومة الاحتلال من إيران، ومن بينها هجمات صغيرة النطاق من قبل وكلاء وهجوم صغير الحجم من إيران.
ووجد المسؤولون الأميركيون أنفسهم في موقف غير واضح، حيث ظلوا في حالة من عدم اليقين بشأن إجراء مهم اتخذته حليف وثيق مثل الكيان الإسرائيلي، حتى عندما أبلغت إيران، الخصم القديم، عن نواياها مقدما.
الرد على الرد
وأطلقت إيران، مطلع الأسبوع، أزيد من 300 طائرة بدون طيار وصاروخ على كيان الاحتلال الاسرائيلي الذي زعم أنه اعترض 99 في المئة من الصواريخ بمساعدة الولايات المتحدة وحلفاء آخرين وأن الهجوم لم يسبب سوى أضرار طفيفة طالت قاعدة عسكرية في جنوب فلسطين المحتلة.
ونقل موقع “أكسيوس” عن مسؤول أميركي ومصدر آخر مطلع، أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أبلغ نظيره الأميركي لويد أوستن، الأحد، أن إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوق.
وأوضح المصدران أن غالانت قال لأوستن في مكالمة هاتفية، أن ” إسرائيل لا يمكنها السماح بإطلاق صواريخ بالستية على أراضيها دون رد”، و إنها “لن تقبل معادلة ترد فيها إيران بهجوم مباشر في كل مرة تضرب فيها إسرائيل أهدافا في سوريا”.