جيولوجيون يطالبون بالتخطيط للطوارىء: حان الوقت لإقرار «كود بناء» للزلازل في الكويت
دعا متخصصون في علم الجيولوجيا ورصد الزلازل في الكويت إلى تسريع الخطوات المحلية، التي تسهم في الحفاظ على الأرواح وتفادي وقوع حوادث ناتجة عن زلازل في المناطق المحيطة بالبلاد مستقبلاً، مشددين على أنه حان الوقت لإقرار «كود للزلازل» في الكويت، في أعقاب الحوادث الجسيمة للزلازل التي ضربت سوريا وتركيا مؤخراً، وخلفت آلاف القتلى والمصابين.
وبينما طمأن هؤلاء المتخصصون خلال حلقة نقاشية نظمها مركز صباح الأحمد للتدريب البيئي بالجمعية الكويتية لحماية البيئة، بالتعاون مع الجمعية الكويتية لعلوم الأرض، بأن الكويت بعيدة عن مراكز الزلازل بما لا يقل عن 300 كم2، وأن ضرر الهزات التي تحصل في المناطق المحيطة يكون محدوداً، فإنهم أكدوا ضرورة تعجيل تخصيص «كود بناء» خاص بالزلازل، لاسيما في المباني العالية، ومتابعة أعمال تنفيذ المباني والمقاولات، اتساقاً مع الكود المعني والمتبع لدى بلدية الكويت.
وأشاروا إلى ضرورة وضع ملّاك البنايات السكنية المرتفعة أجهزة استشعار أسفل ووسط وأعلى المباني لتنبيه السكان أو الموظفين، بأن الوضع مستقر وطبيعي، وفي حال كانت هناك اهتزازات يمنحهم إشارات معينة، إلى جانب أهمية وضع خطط إخلاء سريعة وعاجلة للمباني لتفادي سقوط الضحايا.
وقالت الأستاذة المشاركة في علم الجيولوجيا في «التطبيقي»، والمتخصصة في علم بصريات وجيوكيمياء الصخور الرسوبية والبيئة، د. إلهام اللنقاوي: «إن الكويت تأثرت في نوفمبر 2017 بزلزال ضرب العراق والسعودية وإيران بدرجة 7.2 على مقياس ريختر، ويمكن للكويت أن تتأثر بحركة لوح شبه الجزيرة العربية باتجاه الشمال الشرقي، التي قد تؤدي إلى ضغط على الألواح المقاربة لها».
بدوره، أفاد مشرف الشبكة الوطنية الكويتية لرصد الزلازل، د. عبدالله العنزي، بأن «هناك مصدرين للزلازل يؤثران في الكويت، أحدهما مجموعة من زلازل في مناطق المناقيش وأم قدير جنوباً، والروضتين والصابرية شمالاً، وآخر من جبال زاغروس نتيجة الأنشطة التكتونية».
وأضاف العنزي أن الباحثين يرون أن تأثير الزلازل على الكويت بسيط جداً، ويقتصر الشعور بها على المناطق الساحلية لسببين، الأول: علو المباني في هذه المناطق، والثاني: طبيعة التربة الطينية الساحلية في البلاد، والتي تساعد على تضحم الإحساس بالزلازل، مبيناً أن أكبر الزلازل التي ضربت منطقة برقان بقياس 5 درجات ريختر لم يكن لها تأثير مدمر، بل كان محدوداً جداً في منطقة صباح الأحمد.
من ناحيته، لفت الأستاذ المساعد في علوم الجيولوجيا في جامعة الكويت محمد نقي إلى أن «الصفيحة الأناضولية من الشمال، يحدها صدع كبير جداً بمسافة 1500 كم، يمتد من شرق تركيا إلى بحر إيجه، وهو صدع يتحرّك بشكل مواز لبعضه، مشابه لصدع ولاية كاليفورنيا (سان أندرياس)، ويشكل منطقة نشطة زلزالياً، ونستقبل عدداً كبيرًا من الزلازل منذ عام 1939، ومنذ ذلك الحين استمرت الزلازل بالتعاقب على منطقة الصدع».
وأوضح نقي أنه «بناء على هذه النظرية، يتوقع العلماء أن يكون الزلزال القادم من اتجاه الشرق نحو بحر مرمرة جنوب أسطنبول، التي يسكن بها نحو 15 مليون نسمة».
القبس