Featuredاقتصاد

“جسر الطاقة”.. منفذ اليونان وبلغاريا للهروب من الغاز الروسي

احتفت اليونان وبلغاريا، الجمعة، بوضع اللمسات الأخيرة على خط أنابيب للغاز بين البلدين، وهو مشروع تأخر إنجازه كثيراً ويأمل البلدان الآن في أن يسهم بإنهاء اعتمادهما، واعتماد أوروبا لاحقاً على الغاز الروسي.

وقطعت شركة الطاقة الروسية العملاقة “غازبروم” إمداداتها من الغاز إلى بلغاريا، عضو الاتحاد الأوروبي، منذ 27 أبريل بسبب رفضها دفع المقابل بالروبل.

وتستهلك بلغاريا قرابة 3 مليارات متر مكعب من الغاز سنوياً، يأتي ما يزيد على 90 في المئة منها من روسيا.

وقال رئيس الوزراء البلغاري المنتهية ولايته كيريل بيتكوف، في سياق كلامه عن خط الأنابيب، الذي بلغت تكلفته 220 مليون يورو (226 مليون دولار) إن “هذا الرابط سيغير خارطة الطاقة في المنطقة”.

وسينقل خط الأنابيب  المذكور الغاز من مدينة كوموتيني (شمال اليونان) إلى ستارا زاجورا في بلغاريا، وسيتم ربطه بخط أنابيب آخر ينقل الغاز من أذربيجان.

وسيتيح الخط لبلغاريا الاتصال عبر اليونان بخط الأنابيب “تاناب/تاب” (TANAP/TAP) المصمم لتزويد غرب أوروبا بالغاز من الحقل الأذربيجاني العملاق شاه دنيز والذي يقع في بحر قزوين.

وستنقل الأنابيب الغاز أيضاً من مصادر أخرى، خصوصاً من الجزائر وقطر، عبر محطة الغاز المسال في ريفيثوسا، غرب أثينا، ومن المحطة المقرر إنشاؤها في الكسندروبوليس بشمال شرق اليونان.

“لحظة مهمة”

وقال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس إن استكمال “جسر الطاقة” يمثل “لحظة مهمة لمنطقة البلقان وأوروبا ككل” لأنه سيساعد أوروبا على تقليص اعتمادها على غاز روسيا في أعقاب غزوها لأوكرانيا.

وقال بيتكوف إن “بلغاريا تنجح في تنويع مواردها من الطاقة وستبدأ في تلقي الغاز من أذربيجان في الأسابيع القليلة المقبلة”، لافتاً إلى أن خط الأنابيب ما زال بحاجة إلى بعض عمليات الفحص الفني والحصول على بعض التصاريح قبل أن يبدأ الغاز في التدفق من أذربيجان.

وقال مسؤولون يونانيون وبلغار إن من المتوقع أن يبدأ خط الأنابيب البالغ طوله 180 كيلومتراً العمل بحلول أوائل أغسطس المقبل، على أن تبلغ طاقته الأولية 3 مليارات متر مكعب مع وجود خطط لرفع طاقته إلى 5 مليارات متر مكعب.

الغاز المسال

من جهة أخرى، تخوض الحكومة البلغارية مفاوضات مع الولايات المتحدة ومصر لشراء الغاز الطبيعي المسال، المطلوب بشدة في أوروبا حالياً، كبديل للغاز الروسي.

وتملك بلغاريا احتياطات في مستودع شيرين (شمال غربي) يمكنها أن تغطي قسماً كبيراً من الاستهلاك على مدى 42 يوماً، بحسب ما أوضح مسؤول شركة “بلغار ترانس غاز” الحكومية فلاديمير مالينوف.

غير أن درجات الحرارة المعتدلة، خففت في الوقت الحاضر من وطأة صدمة نقص الغاز على الأسر البلغارية، التي لا يزال العديد منها يذكر أزمة انقطاع الغاز لفترة طويلة في يناير 2009 وسط الشتاء بسبب خلاف آنذاك أيضاً بين روسيا وأوكرانيا.

وأرجأت السلطات باستمرار منذ ذلك الحين مسألة تنويع مصادر إمدادها، في حين اعتبر مارتين فلاديميروف من مركز الدراسات حول الديموقراطية ومقره في صوفيا أن قرار غازبروم يشكل “فرصة فريدة” للإفلات أخيرا من قبضة روسيا في مجال الطاقة.

زر الذهاب إلى الأعلى