
كشف تقرير اقتصادي حديث صادر عن شركة بروكابيتا للاستشارات الإدارية، عن أن سوق التوظيف بالكويت في عام 2021 واجه تحديات كبيرة خلال السنتين الأخيرتين، كان أبرزها عدم توافر الكفاءات المطلوبة في السوق الكويتي بنسبة 59.7% نتيجة الفجوة الكبيرة في العرض والطلب على الكفاءات والمواهب في سوق العمل، بالإضافة إلى عدم استقرار السوق والاقتصاد المحلي بنسبة 38.8%، وذلك بسبب مستجدات وتبعات جائحة فيروس كورونا.
ولفت التقرير إلى وجود اختلاف بين الأجور والمزايا المعروضة بنسبة 31.3%، بسبب تغييرات الأجور الناتج عن الاختلال الهيكلي في سوق العمل وفقاً لصحيفة الأنباء.
توجهات السوق المحلي
وحول هذا التقرير، أكد الرئيس التنفيذي لشركة بروكابيتا للاستشارات الإدارية ومؤسس شركة ZENITHR للحلول الذكية للموارد البشرية، محمد أبوالرب أن نسبة المشاركة كانت مرتفعة للغاية، حيث شارك في التقرير أكثر من 220 شركة من 12 قطاعا اقتصاديا بالكويت والسعودية، وتضمن التقرير ممارسات إدارة المواهب لما لها من أهمية بالغة لدى قياديي الأعمال.
وأضاف ان التقرير يقدم نظرة واسعة لتوجهات السوق المحلي وقطاع الأعمال، ويظهر انعكاسا للخلل الهيكلي الحاصل في سوق العمل على الأجور المقدمة للكفاءات والتخصصات النادرة، ومدى تأثر الأعمال بها وتداعياتها.
وأوضح أنه تم جمع نتائج الاستبيان وتحليلها ومقارنتها مع نتائج العام الماضي (2020) ونتائج التقرير النصف السنوي لعام (2021) على أسس علمية ودقيقة، بالإضافة إلى مقارنتها بالممارسات العالمية.
وفقا لتحليل قاعدة بيانات إدارة التوظيف لدى شركة بروكابيتا، فقط بلغ متوسط عدد المتقدمين لكل وظيفة شاغرة 146 متقدما (يتراوحون بين 285 لوظائف حديثي التخرج، والوظائف ذات العرض العالي المتوافرة بشكل كبير في السوق العمل، وتصل إلى 7 متقدمين فقط للوظائف القيادية والتنفيذية والمهارات المتخصصة التي تعاني من نقص كبير وندرة في سوق العمل).
وعلى الرغم من زيادة طلبات التوظيف، فإن مدى التوافق بين مقدمي طلبات التوظيف ومتطلبات الوظائف الشاغرة (Matching Score) مازال منخفضا مسجلا نسبة 15% فقط، ويعلل ذلك لعدم توافر المؤهلات والخبرات المطلوبة في سوق العمل في التخصصات المختلفة والمطلوبة من قبل أصحاب العمل ولارتفاع نسبة الباحثين عن العمل مما يعزز الخلل الهيكلي بالسوق.
معدل الدوران الوظيفي
وأظهرت نتائج الاستبيان أن معدل الدوران الوظيفي للشركات المشاركة في عام 2021 هو 12.3%، مما يمثل انخفاضا نسبيا مقارنة بمعدل الدوران الوظيفي المسجل في ديسمبر 2020 بنسبة 15.1%، وانخفاضا كبيرا عن ذروة معدل الدوران الوظيفي والمسجل في النصف الأول من 2021 بنسبة 18.2% والذي يعتبر الأعلى في الآونة الأخيرة.
كذلك شهد العام 2021 تحسنا ملحوظا في النصف الثاني مما أدى إلى انخفاض معدل الدوران الوظيفي وخصوصا معدل الدوران الوظيفي غير الطوعي (إنهاء الخدمات) حيث سجل ما نسبته 3.6%.
وبالمقابل شهد معدل الدوران الوظيفي الطوعي (الاستقالات) ازديادا ملحوظا في النصف الثاني بنسبة 8.7%، مما يدل على تحسن بيئة الأعمال وعودة العديد من الشركات إلى التعيين واستقطاب الموظفين مرة أخرى.
متوسط سنوات الخدمة
وأوضحت نتائج الاستبيان أن متوسط سنوات خدمة الموظف في سوق العمل الكويتي يتراوح بين 5 و10 سنوات لـ 36.7% من الشركات المشاركة، ويدل ذلك على مستوى عال من الرضا والاستقرار الوظيفي وانسجام الموظف مع ثقافة العمل، في حين أن متوسط خدمة الموظف لـ 2% فقط من الشركات المشاركة أقل من سنة واحدة.
وأوضح أبوالرب أنه من الضروري تطبيق استراتيجيات فعالة للاحتفاظ بالموظفين ذوي الكفاءات العالية لما لهم من دور كبير في إنجاز الأعمال وتحقيق أهداف العمل، كما يرجى التنويه أن استبدال هذه الكفاءات قد لا يكون بالسهولة المتوقعة ومكلفا في الوقت نفسه.
التدريب والتطوير
تعتبر البرامج التدريبية أحد أهم الأركان التي تساهم في تطوير الموظفين والحفاظ عليهم وبالتالي رفع إنتاجيتهم، مع أهمية الخطط التدريبية، فقد شهد الاستثمار في قطاع التدريب ارتفاعا ملحوظا مقارنة بعام 2020، لكن لايزال أقل من المتوقع لما قبل جائحة كوفيد-19 ويعود ذلك لتبعات الجائحة وإجراءات خفض الموازنات المتعلقة بالتدريب لدى العديد من الشركات.
فقد أوضحت نتائج الاستبيان أن 31.2% من الشركات المشاركة قدمت برامج تدريبية للموظفين في عام 2021.
أما بالنسبة لتحديد الاحتياجات التدريبية فإن 69.2% من الشركات تعتمد بشكل رئيسي على توصية المدير المباشر، يليها خطط التطوير الفردية/ نتائج تقييم الأداء بنسبة 50%.