بوتسوانا

تعرّف على “ألماسة أفريقيا”.. بوتسوانا المعجزة الاقتصادية وصديقة البيئة

تعتبر بوتسوانا من بين الدول الأقل كثافة سكانية في العالم، إذ بالكاد يتخطى عدد السكان في البلد مليوني نسمة، ورغم أن عدد سكانها قد يكون ضئيلاً، إلا أن البلاد الواقعة جنوب القارة الأفريقية، لا تعاني من نقص في حياتها البرية، إذ أنها بمثابة موطن لـ40 بالمائة من فيلة أفريقيا بأكملها، وتشهد عدد سياح أكبر من عدد سكانها سنوياً، بحوالي 2.7 مليون زائر سنوياً، بحسب وزير البيئة والحياة البرية والسياحة، تشيديدي خاما.

تواجه بوتسوانا ازدهاراً في صناعة السياحة البيئية حالياً، ويرجع الفضل بذلك إلى مبادرة البلاد لجعلها رائدة في مجال الحفاظ على البيئة والبرية.

أما بالنسبة لاقتصاد البلاد، فتأتي السياحة في المرتبة الثانية في بوتسوانا بعد صناعة الألماس، التي تعتبر قصة نجاح أفريقية، بعدما حولت بوتسوانا نفسها من واحدة من أفقر البلدان في العالم إلى بلد متوسط الدخل بناتج محلي إجمالي للفرد يبلغ ما قيمته 17,700 دولار في العام 2015.

قام فندق تشوبي غيم لودج باتباع خطوات كثيرة في اتجاه السياحة الصديقة للبيئة، مثل التقليل من بصمة نفاياته من خلال استخدام المركبات الكهربائية والمياه المعاد تدويرها.

كما تساهم السياحة البيئية في بوتسوانا بحوالي 4 أو 5 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، إذ قامت الدولة في العام 2002، بتبني استراتيجية سياحة بيئية وطنية تهدف إلى الحفاظ على الموارد الطبيعية والحياة البرية بحسب قول خاما.

تستقبل بوتسوانا عدد سياح أكثر من عدد سكانها الذي يبلغ حوالي مليوني نسمة كل عام، أي بحوالي 2.7 مليون زائر سنوياً.

وقد بدأ الحفاظ على البرية في دلتا أوكافانغو، والتي غالباً ما يشار إليها من قبل السكان المحليين باسم “جوهرة كالاهاري،” وتعتبر أحد أكبر ظواهر الدلتا الداخلية في العالم.

سائحة في رحلة قارب في دلتا أوكافانغو. وتعتمد بوتسوانا على السياحة كثيراً، كما تشكل السياحة البيئية في بوتسوانا حوالي 4 أو 5 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.

وأصبحت بوتسوانا واحدة من أسرع الاقتصادات نموا في العالم، إذ بلغ متوسط معدل النمو السنوي نحو 9 في المائة، متجاوزة بهذه النسبة أغلب دول العالم. تبقى الشفافية الكلمة السر في المعجزة البوتسوانية، فقد صنفت من قبل منظمة الشفافية العالمية، 2002، في المرتبة الـ24 عالميا في مؤشر انعدام الفساد، متقدمة بأشواط على دول غربية كفرنسا وإيطاليا وكوريا الجنوبية، ولا تزال من حينها إلى اليوم في رأس قائمة هذا المؤشر، بعد اقتناع الجميع بأن الشفافية أساس استقرار وتقدم الشعوب والأمم.

تعتبر دلتا أوكافانغو أحد أكبر ظواهر الدلتا الداخلية في العالم، كما أنها بمثابة موطن وافر للحياة البرية المتنوعة.

يزكي تقرير جودة المؤسسات الاقتصادية، الصادر عن معهد فرايز الكندي، هذه الحقيقة، بتأكيده تمتع بوتسوانا بحكومة غير تدخلية “6,32/10″، ومتانة النظام القضائي وحماية حقوق الملكية “8,03/10″، والتحكم المهم في معدلات التضخم “8,53/10″، ومرونة التنظيم داخل أسواق المال والعمل والاستثمار “7,53/10”.

يقع فندق مينو إي كوينا لودج تحت مظلة نهرية على نهر بوتيتي، الذي يعتبر أحد “الأنهار المعجزة” في شمال البلاد. ويتميز الفندق بأحد صالاته التي صنع سقفها من مظلة باراشوت.

كما تزكيه الأرقام الرسمية، حيث تجاوز عدد المدارس الابتدائية 800 مدرسة، والمدارس الثانوية 280، وأنشئت جامعة تضم تسع كليات، ما أسهم في تخفيض نسبة الأمية إلى 11 في المائة. وعلى مستوى الاستقرار السياسي جاءت في المرتبة الـ48 عالميا، بحسب مؤشر الديمقراطية لجامعة فوجتزبرج الألمانية 2021.

غابورون، عاصمة بوتسوانا، هي مدينة نابضة بالحياة ومتنامية تقدم مزيجًا فريدًا من التقدم الاقتصادي ووسائل الراحة الحديثة والثقافة الأفريقية التقليدية

وقد حققت بوتسوانا معجزة اقتصادية بوصفها الألماسة النقية اللامعة في عمق القارة السمراء.

زر الذهاب إلى الأعلى