هاكونا ماتاتا ، جمبو ، كاريبو هي عبارات مختصرة تعبر عن الترحيب و الاستجابة و أن كل شيء على ما يرام ..
هذا ما يبادرك به الماساي بلغتهم السواحلية المحببة عندما تلتقي بهم.
شعب الماساي هم شعب ودود طيب ، يحب الحياة و البهجة على الرغم من مظهرهم الخارجي الذي قد يوحي بالخوف
و الرهبة منهم.
عشقهم للألوان الزاهية و خاصة الأحمر و الأزرق و رقصهم الدائم على إيقاع الطبول الإفريقية هو ما يميزهم بالرغبة المتجددة في الحياة و الاستمتاع بالتفاصيل اليومية التي اعتادوا عليها ولا يرغبون كثيراً في تغييرها مع كل هذا التغيير الذي يجتاح العالم باستمرار.
هم شعب يحب الأصالة و التمسك بالعادات العريقة التي ترعرع عليها أسلافهم .
من هم شعب الماساي ؟
هي من أشهر المجموعات العرقية الإفريقية التي تستوطن قرب بحيرة توركانا التي تعد ضمن الامتداد الجغرافي الطبيعي للبحر الأحمر والذي يمتد من شمال كينيا ويشمل تنزانيا. تعيش قبائل الماساي التي تعتبر ضمناً لتقسيمات علم الأجناس من القبائل النيلية لوقوعها جغرافياً في مناطق منابع النيل ولهجتها المقاربة لمثيلاتها من القبائل النيلية الممتدة من الكونغو مرورا بأوغندا وكينيا وتنزانيا.
يعتبر شعب الماساي قوم شبه رحل و هم يمنتهنون الرعي و تربية الأبقار ، يبلغ تعداد الماساي حوالي مليوني نسمة في تعداد تقديري و غير رسمي ..
تلك القبائل المنغلقة على نفسها يكرس الفرد فيها حياته فقط لرعي وتربية الأبقار، الماساي قبائل مسالمة رغم مظهرهم إلا أنهم قوم محاربون أولو بأس عند الحاجة للدفاع عن أبقارهم لهذا يخشاهم جيرانهم الرعاة من قبائل الزامبورو والكيكويو والباري ولا يدخلون معهم في صدام خاصة عند تماس مناطق الرعي السهلية الواسعة التي تعرف بالساڤانا .
تاريخ و أصول شعب الماساي
يعيش شعب الماساي في منطقة البحيرات العُظمى الإفريقية التي وصلوا إليها عبر جنوب السودان من وادي النيل الأدنى شمال بحيرة توركانا (شمال غرب كينيا) ، ثم بدأت القبائل تهاجر جنوباً قبيل القرن الخامس عشر لتصل إلى مساحة كبيرة من الأرض تمتد من شمال كينيا إلى وسط تنزانيا بين القرن السابع عشر و أواخر القرن الثامن عشر.
تواجد شعب الماساي في شمال تنزانيا و جنوب كينيا
و في منتصف القرن التاسع عشر امتدت قبائل الماساي لتصل إلى أكبر اتساع لها ، حيث غطوا تقريباً كل الوادي المتصدع العظيم و الأراضي المجاورة في الشمال إلى دودوما في الجنوب.
بشكل إجمالي يوجد في الأساس اثنان وعشرون قطاعًا جغرافيًا أو قبيلة فرعية من مجتمع الماساي، ولكل منها عاداتها ومظهرها وقيادتها ولهجتها الخاصة. تُعرف هذه التقسيمات الفرعية باسم “الأمم” أو “إيلوشون” بلغة الماساي .
و من الجدير بالذكر أن طائفة كبيرة من هذا الشعب قد دخلوا الدين الإسلامي، و البعض أيضاً اعتنق النصرانية .
ثقافة وتقاليد شعب الماساي
يتسّم مجتمع الماساي بطبيعة ونظام أبوي قوي، إذ يتولّى كبار السن اتخاذ القرارات المتعلقة بأغلب الأمور الرئيسية بالنسبة لكل مجموعة من جماعات الماساي إذ تغطي مجموعة كاملة من القوانين الشفوية جوانب عديدة من السلوك. لا يوجد قانون عقوبة الإعدام بشكل رسمي، وعادةّ ما تنتهي المشكلة بمقايضة الماشية كتعويض .
أهم ما يميز شعب الماساي أنه شعب محارب بقوة عن كل ما يخصهم، لذا نجد لديهم قانون بفصل الشباب قبل أن يبلغوا عن خيمهم، في حين تظل المرأة في منزلها لتربية الأبناء، كما يتميزون ببنيتهم القوية وطول قاماتهم الفارع، و بالقدرة على البقاء أحياء في البيئة القاسية والطبيعة الوعرة للوادي المتصدع العظيم، دائماً تراهم يقطعون مسافات كبيرة بحثاً عن مراعٍ خضراء ومصادر مياه لقطعانهم، تربطهم روابط قوية بتلك القطعان، فنراهم يعتنون بظباء النور، وحمير الزرد، والزرافات، وغيرها من الحيوانات البرية التي تشاركهم موطنهم.
أما عن زعيم القبيلة، فله ما يميزه عن غيره، دائمًا تراه يرتدي قبعة من لباد الأسد، أو يرتدي قناع ريش النعام الأسود على الوجه، دلالة على مكانته الاجتماعية وشجاعته ونفوذه.
في حين تتميز النساء بارتداء الحلي المصنوعة من الخرز على شكل حلقات ملونة توضع على الرقبة، كما أنهن حليقات الرأس، حافيات الأقدام، ذات آذان مثقوبة، ينتمون للعديد من العادات والتقاليد ، و أما عن دورها الاجتماعي فلها أهمية كبيرة في حياة الماساي بالإضافة إلي تربية الأبناء وإحضار الماء والحطب وبناء المنازل وتصميم الحلي وعمل الملابس، فهي تقوم بذبح المواشي المرشحة للأكل والمآرب الأخرى وتوزيع الألبان وفصل منتجاتها، كما أنها لها بعض الحقوق عند الزوج، فرغم قوته كمحارب لا يستطيع أن يدخل المنزل إلا باذنها، فمنزل الزوجية ملكية خاصة للزوجة في شعب الماساي .
ويتكون النظام الغذائي التقليدي لقبيلة الماساي من ستة أطعمة أساسية، هي: اللحوم والحليب والدهون والعسل ولحاء الشجر والدجاج والسمك. والملح ممنوع. بينما تشمل اللحوم المسموح بها: لحم البقر المحمص والماعز والضأن .
بيوت شعب الماساي
يعيش شعب الماساي في معسكرات مبنية من خيام من الجلود والطين والقش، تتراوح أعدادها ما بين 10 خيام إلي 20 خيمة تسمي “أنجانج”، وهي للمتزوجين فقط، ويحيط بها عادة سياج كثيف من الشجر الشوكي منعا لاعتداء الحيوانات المفترسة، وتسللس غرباء القبائل الأخرى، وتحمي العائلات وقطعان الماشية والأغنام والخراف الخاصة بها، وهي مظلمة تماماً إلا من فتحة في السقف تسمح بالضوء وتعمل على تهوية دخان الحطب المستعمل في الطبخ وتتكون من غرفتين فقط إحداهما تستخدم لأغراض الطبخ و الأكل و الثانية للنوم والمعيشة.
الاحتفالات و الموسيقى لدى شعب الماساي
شعب الماساي يحب الفرح و البهجة و يعبرون عن ذلك بطريقتهم الخاصة التي تتجلى في اختيارهم الألوان الزاهية لملابسهم التقليدية و إكسسواراتهم الملونة التي تصنعها النساء بعناية و محبة وصبر لأنها تعني الكثير لهم وخاصة الفتيات المقبلات على الزواج ، و لكن أكثر ما يميز شعب الماساي هو رقصتهم الخاصة بهم و التي تُسمى (أودومو) و التي يمارسونها في الاحتفالات و مناسبات الفرح و تُسمى أحياناً رقصة المحارب ، و هي فرصة لفتى الماساي حيث يظهر فيها قوته و قدرته على التحمل من خلال هذه الرقصة المرحة التي تعتمد على وجود اثنين في وسط دائرة يقفزون بقدر ما يستطيعون إلى الأعلى مع حرابهم برتابة معينة وبقدر ما يستطيعون وأيديهم إلى أسفل .
للنساء أيضاً نصيب من الفرح و المشاركة في هذه الرقصة التقليدية الهامة لدى شعب الماساي ، إذ تشارك النسوة اللاتي أنجبن أو مهيئات للزواج في الرقصة بهز خفيف للجسم للأمام والخلف مع تحريك للوسط ولا يسمح لتك التي لا تنجب بالرقص حيث تعتبر نذير شؤم .
عادات و تقاليد غريبة لدى شعب الماساي
_ يقوم أفراد هذه القبيلة في بعض الأحيان بشرب دم البقر بعد مزجه بالحليب، لأعتقادهم أن دم البقر يعطي بروتينات أكثر من اللحم واللبن ، و يقوي المناعة بشكل عام .
_ يقوم المحارب الفتي بقتل أسد باستخدام حربة كتعبير على التحول من طور الفتى الصغير إلى طور المحارب القوي، وكإظهارٍ للقوة والحكمة والمهارة و لذلك يسمى الماساي (محارب الأسود).
_ مهر العروس يحدد بعدد من الأبقار التي قد تزيد أو تنقص بحسب غنى العريس و مكانة العروس، وتتزين العروس بأكبر عدد من العقود والحلقان المصنوعة من الخرز الزاهي الألوان ، كما تحلق العروس شعر رأسها إظهاراً لطاعتها لزوجها ، و ولاءً للحياة الزوجية الجديدة.