كازاخستان

تحالف الحضارات والأديان جلسة أممية في كازاخستان لصون المواقع المقدسة

عبدالحميد حميد الكبي

انطلقت في العاصمة الكازاخستانية أستانا، جلسة استثنائية تحت رعاية الأمم المتحدة، تجمع قادة الأديان العالمية والتقليدية في لحظة تاريخية تهدف إلى حماية المواقع الدينية، رمز التراث الإنساني والروحي. بحضور نائب الأمين العام للأمم المتحدة، ميغيل أنخيل موراتينوس، ورئيس مجلس الشيوخ الكازاخستاني، مولين أشيمبايف، شكّلت هذه الجلسة منصة عالمية لتعزيز الحوار بين الأديان والثقافات، مؤكدة على أهمية التسامح والوحدة في مواجهة التحديات العالمية. في عالم يشهد تصاعد التعصب وتدنيس الأماكن المقدسة، تأتي هذه المبادرة كصرح للتضامن والعمل المشترك، حاملة رسالة أمل للسلام والتعايش.

وفي كلمته الترحيبية، أكد مولين أشيمبايف، رئيس أمانة المؤتمر، على التزام كازاخستان بمبدأ “الوحدة في التنوع”، مشيرًا إلى تاريخها الطويل كجسر حضاري يربط بين الشرق والغرب.

وأوضح أن المواقع الدينية في كازاخستان، التي تجمع بين المعابد والمزارات المتنوعة، تشكل جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي للبلاد. كما شدد على دعم كازاخستان لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة لعام 2023 بشأن الحوار بين الأديان ومكافحة خطاب الكراهية، إلى جانب خطة عمل الأمم المتحدة لحماية المواقع الدينية.

أشاد أشيمبايف بدور تحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة في تعزيز السلام ومكافحة التطرف والتمييز الديني على مدار عقدين من الزمن. وأشار إلى أن هذه الجلسة تمثل استمرارًا لجهود المنتدى العالمي العاشر لتحالف الحضارات الذي عُقد في البرتغال عام 2024، حيث ناقش القادة قضايا إنسانية ملحة. وأكد أن حماية المواقع الدينية ليست مجرد واجب ديني، بل مسؤولية إنسانية مشتركة.

خلال الحوار المفتوح، عبر القادة الدينيون والمسؤولون الحكوميون عن قلقهم إزاء تصاعد التهديدات التي تواجه المواقع الدينية، بما في ذلك أعمال التخريب وتدنيس الأماكن المقدسة والعنف الناتج عن التعصب. وأجمع المشاركون على ضرورة صياغة نهج منسقة لضمان أمن أماكن العبادة، مع إطلاق نداء عالمي لتعزيز الشراكة بين المنظمات الدينية والدول والمؤسسات الدولية، وتطوير آليات قانونية مستدامة لحماية المزارات.

وقدم ميغيل أنخيل موراتينوس خطة عمل الأمم المتحدة لحماية المواقع الدينية، التي تضمنت تدابير عملية لتأمين أماكن العبادة، حماية المؤمنين، وتعزيز قيم التسامح والتضامن العالمي. وأشاد موراتينوس بالدور الريادي لكازاخستان في تعزيز السلام والاستقرار، معربًا عن التزام الأمم المتحدة بدعم المبادرات المشتركة في هذا المجال.

في اليوم ذاته، عقد أشيمبايف لقاءً ثنائيًا مع موراتينوس لمناقشة آفاق التعاون في تعزيز الوئام بين الأديان والحوار العالمي. تناولت المحادثات قضايا التعليم، تنمية الشباب، الهجرة، دور المرأة، ووسائل الإعلام، مؤكدين على أهمية الجهود المشتركة لمواجهة التحديات العالمية.

واختتمت الجلسة برسالة قوية مفادها أن حماية المواقع الدينية مسؤولية مشتركة تتطلب تعاونًا عالميًا. وأكد المشاركون أن مؤتمر قادة الأديان العالمية والتقليدية يشكل منصة فريدة لتعزيز التسامح والاحترام المتبادل، مما يعزز الأمل في بناء عالم أكثر سلامًا وتضامنًا.

زر الذهاب إلى الأعلى