بين الوباء والحرب.. “سناب شات” تسرّح 20 في المئة من موظفيها
تخطط شركة “سناب شات” لتسريح ما يقرب من 20 في المائة من موظفيها، الذين يزيد عددهم على 6400 موظف، حسبما كشفت مصادر مطلعة لموقع “ذا فيرج” الأميركي التقني.
وكشف المصدر أن عمليات التسريح، التي كانت تخطط لها الشركة خلال الأسابيع العديدة الماضية، “ستبدأ خلال أيام، وستؤثر على بعض الإدارات بشكل أقوى من غيرها، وسيكون الفريق الذي يعمل على تطوير التطبيقات والألعاب داخل سناب شات من أشد المتأثرين بهذا القرار”.
كما سيشهد قسم الأجهزة في سناب شات، وهو المسؤول عن نظارات “AR Spectacles” وطائرة “Pixy” بدون طيار التي تم إلغاؤها مؤخرا، بعد أن كانت معروضة للبيع لبضعة أشهر فقط، خطر تسريح العديد من الموظفين أيضا.
حتى إن تطبيق الخرائط الاجتماعية “zenly”، الذي اشترته سناب شات عام 2017، سيشهد تخفيضات كبيرة في العمالة، وعندما تواصل “ذا فيرج” مع المتحدث باسم شركة سناب شات، روس كاديتز بيك، رفض التعليق على خطط التسريح.
ورغم امتناع شركة “سناب” عن التعليق، فإن تلك الخطوة كانت متوقعة، في رأي الخبير التقني، محمد عادل، الذي يقول، في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن “الأزمة لا تقتصر على شركة سناب شات، لكنها تطول كل شركات التكنولوجيا”.
ويضيف: “وباء كورونا كان صعبا على الاقتصاد العالمي، وسوق تكنولوجيا المعلومات في القلب منه، حتى وإن خفت الأزمة فلم يغير ذلك من الأمر الكثير، حيث زادت نفقات تلك الشركات من إيجارات ومرافق بعد عودة الموظفين للعمل من المكاتب، في ظل وجود آمال لتحسن حال الاقتصاد، والتي عصف بها اشتعال الحرب الروسية الأوكرانية بعد ذلك”.
فمثل نظرائها التقنيين الآخرين، وظفت سناب شات الموظفين بقوة خلال الوباء. ودخلت في مارس 2020 بنحو 3427 موظفا بدوام كامل، وانتهت في الربع الأخير بـ6446، بزيادة قدرها 38 بالمائة عن نفس الفترة من العام الماضي.
وفي مايو من عام 2021، قامت الشركة بأكبر عملية استحواذ على الإطلاق، عن طريق شراء “WaveOptics”، مورد شاشات “AR” المستخدمة في أحدث نظارة “Spectacles”، مقابل أكثر من 500 مليون دولار.
لكن برزت المشكلة في أن سناب شات لم تحقق نجاحا كبيرا في الخروج من أزمة الوباء، وذلك بسبب مخاوف الركود والمشكلة التي واجهتها خلال حملة “آبل” على تتبع الإعلانات عبر تطبيقات “iOS”.
ورغم استمرار مستخدمي سناب شات في النمو بقوة، حيث أصبح لديها 347 مليون مستخدم يوميا، مما يزيد على عدد مستخدمي “تويتر”، فإنها تمكنت من جني الأرباح مرة واحدة فقط منذ طرحها للاكتتاب العام سنة 2017.
ويفسر عادل ذلك بالقول: “كان للحرب الروسية الأوكرانية الفضل في تراجع قيمة اليورو أمام الدولار بشكل غير مسبوق، مما أثر على اقتصاد الشركات التكنولوجية العالمية، وشركة سناب شات من بينها، لما للسوق الأوروبية من أهمية كبيرة لتلك الشركات”.
ويتابع: “خفضت الشركات الإعلانية نفقاتها في مواجهة الأزمة، مما قلل من إيرادات تلك الشركات، التي يقوم نموذجها الربحي على إيرادات الإعلانات مقابل بيانات المستخدمين”.
وفقد سهم سناب شات ما يقرب من 80 في المائة من قيمته منذ بداية هذا العام. وقالت الشركة في مايو الماضي إنها “ستبطئ التوظيف لخفض التكاليف”، ثم قدمت أرباحا متدنية للربع الثاني، وقالت إنها “لن تتوقع نتائج الربع الثالث”.
وكان لتلك المعطيات الفضل في حلول تلك الخطوة، ويقصد عادل في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”، قيام سناب شات بتسريح عدد هائل من موظفيها تخفيضا للنفقات، “وهي الخطوة التي سبقتها إليها شركة ميتا وميكروسوفت وآبل وغوغل”.
وإن لم تكن هناك ضرورة لتسريح الموظفين بالنسبة إلى شركة سناب شات، فإنها راعت “تسريح الموظفين المرتبطين بالجوانب الإدارية، مع الاحتفاظ بالموظفين المرتبطين بالجوانب التقنية، حتى لا يتأثر مركز قوة الشركة في منافستها مع الشركات التكنولوجية الأخرى” وفق الخبير التقني.