بوتسوانا

بوتسوانا تطلق مبادرات سياحية طموحة لتعزيز التنوع وجذب الزوار

يشهد قطاع السياحة في بوتسوانا، المعروفة بمناظرها الطبيعية الآسرة وحياتها البرية الغنية، مرحلة تحول كبيرة تهدف إلى توسيع دائرة الجذب السياحي إلى ما هو أبعد من رحلات السفاري التقليدية. وتأتي هذه الجهود ضمن إطار الخطة الوطنية الثانية عشرة للتنمية التي تركز على ابتكار معالم جديدة ومتنوعة تستقطب شرائح واسعة من الزوار. وتشمل المبادرات البارزة مشاريع تلفريك في غابورون وكاساني، إضافة إلى إنشاء حديقة مائية ضخمة في ماون، ما يعكس تسارع وتيرة النمو السياحي وفتح آفاق اقتصادية واعدة.

مشاريع التلفريك: تجربة مطلّة على آفاق جديدة

يمثل مشروع التلفريك أحد أبرز الإضافات التي تعزز تجربة السياحة في بوتسوانا للمرة الأولى. ففي غابورون، يجري التخطيط لتلفريك يوفر إطلالات بانورامية على العاصمة وتلة كغالي الشهيرة، مانحًا الزوار تجربة فريدة تجمع بين المتعة واستكشاف جمال الطبيعة. أما في كاساني شمال البلاد، فسيتيح التلفريك المقترح مشاهد خلابة لنهر تشوبي ومناطق الحياة البرية المحيطة، مما يشكل نقلة نوعية في قطاع المغامرات السياحية.

من المتوقع أن تتحول هذه المشاريع عند اكتمالها إلى وجهات رئيسية للمقيمين والسياح، خصوصًا الباحثين عن أنماط جديدة من الترفيه وتجارب السفر.

منتزه ماون المائي: إضافة عائلية نوعية

في موازاة مشاريع التلفريك، تعمل بوتسوانا على تطوير منتزه مائي ومنتجع ضخم في ماون بالقرب من دلتا أوكافانغو، ليكون أحد أكبر وجهات الترفيه العائلي في البلاد. وسيضم المنتزه مجموعة من الألعاب المائية والمنزلقات والمسابح والمناطق الترفيهية المناسبة لجميع الأعمار، ما يجعله نقطة جذب رئيسية للعائلات ومحبي الأنشطة المائية.

ويُتوقع أن يسهم هذا المشروع في دعم الاقتصاد المحلي من خلال توفير فرص عمل جديدة وتنشيط قطاع الضيافة والسياحة.

الخطة الوطنية للتنمية 12: رؤية لقطاع متنوع

ترتكز عملية تطوير القطاع على برنامج التنمية الوطنية الثاني عشر، الذي يهدف إلى إطلاق ما لا يقل عن 15 مشروعًا سياحيًا جديدًا في مناطق مخصصة. وتسعى الحكومة من خلال هذه الاستراتيجية إلى تنويع المنتجات السياحية عبر فتح أسواق جديدة تشمل السياحة الزراعية، ومسارات التراث، وسياحة المغامرات، والسياحة الصحية والرياضية.

كما تشجع الدولة التعاون بين القطاعين العام والخاص عبر مبادرة “دعوة للأفكار”، التي تهدف إلى جمع مقترحات مبتكرة لتطوير مشاريع قادرة على تشكيل مستقبل السياحة في بوتسوانا.

آليات المتابعة والتقييم

حرصًا على نجاح هذه المشاريع، وضعت الحكومة أنظمة متابعة دقيقة تشمل تقارير ربع سنوية وسنوية لتقييم التقدم. كما تتعاون مع جهات محورية في القطاع مثل جمعية الفنادق والسياحة (HATAB) وجمعية مرشدي بوتسوانا (BOGA) لضمان الالتزام بالمعايير الدولية وتعزيز الجودة.

آفاق مستقبلية واعدة

من المتوقع أن يشهد قطاع السياحة في بوتسوانا نموًا كبيرًا خلال السنوات المقبلة، مدفوعًا بالمشاريع الحديثة والبنية التحتية المتنامية. فإضافة التلفريك والمنتزهات المائية وتطوير منتجات سياحية جديدة، كلها عوامل ستجعل البلاد أكثر جاذبية على المستوى الدولي، وتضعها في موقع ريادي كوجهة تجمع بين الطبيعة والمغامرة والترفيه.

زر الذهاب إلى الأعلى