بوتسوانا “الماسة الأفريقية”.. جمالية الحياة البرية في إطار الرفاهية الفاخرة
تعتبر بوتسوانا، البلد الواقع في وسط جنوب القارة الإفريقية، على ارتفاع قرابة 950 متراً عن سطح البحر، واحدة من أفضل وجهات السفاري في أفريقيا، لأنها تقدم لزوارها فرصة الاستمتاع برحلات السفاري وعيش الحياة البرية، في إطار من الرفاهية الفاخرة.
وبفضل سياسة السياحة البيئية التي اعتمدها المسؤولون هناك، انتشرت في أرجاء بوتسوانا المخيمات الفاخرة التي تستقطب الزوار الباحثين عن الهدوء والسكينة والتواصل مع الطبيعة البرية وكائناتها.
تعتبر بوتسوانا من بين الدول الأقل كثافة سكانية في العالم، إذ بالكاد يتخطى عدد السكان في البلد الذي يبلغ حجمه مساحة فرنسا مليوني نسمة.
ورغم أن عدد سكانها قد يكون ضئيلاً، إلا أن البلاد الواقعة جنوب القارة الأفريقية، لا تعاني من نقص في حياتها البرية، إذ أنها بمثابة موطن لـ40 بالمائة من فيلة أفريقيا بأكملها، وتشهد عدد سياح أكبر من عدد سكانها سنوياً، بحوالي 2.7 مليون زائر سنوياً، بحسب وزير البيئة والحياة البرية والسياحة، تشيديدي خاما.
أما بالنسبة لاقتصاد البلاد، فتأتي السياحة في المرتبة الثانية في بوتسوانا بعد صناعة الألماس، التي تعتبر قصة نجاح أفريقية، بعدما حولت بوتسوانا نفسها من واحدة من أفقر البلدان في العالم إلى بلد متوسط الدخل بناتج محلي إجمالي للفرد يبلغ ما قيمته 17,700 دولار في العام 2015.
وتتميز جمهورية بوتسوانا بالعديد من المزارات السياحية التي تجعل منها دولة جاذبة لأعداد هائلة من السياح، فلا يقتصر ذلك على الأماكن التاريخية بها، والتي هي بحق تجربة رائعة، إلا أنّها تتميز أيضًا بمناظر طبيعية متنوعة ومذهلة، بالإضافة إلى حدائق الحيوانات المدهشة الموجودة بها، إذ تتميز بوتسوانا بأعلى تواجد لأفيال إفريقيا، إذ يتواجد بها حوالي 13.0451 فيلًا، ولذلك تعدّ بوتسوانا واحدة من عجائب الدنيا السبع الطبيعية في إفريقيا، لذلك تقدم السياحة في بوتسوانا أفضل فرصة لمشاهدة هذه الحيوانات الفريدة والمثيرة للاهتمام، وذلك من خلال العديد من جولات الحياة البرية ورحلات السفاري التي يتم تنظيمها دوريًا للعديد من الأفواج السياحية من مختلف بلاد العالم، فهناك ما يقرب من 38 ٪ من أراضي بوتسوانا محميات طبيعية ومتنزهات ومساحات خضراء متنوعة وبأماكن متفرقة.
وحققت بوتسوانا منذ الاستقلال طفرة هائلة في النمو الاقتصادي الذي أثر إيجاباً على دخل المواطنين، وقد أسهم في ذلك عدد من المشروعات التي ساعدت الدولة في تأسيسها، بالإضاف لحزمة من الاستثمارات التي ساعدت في النهوض باقتصاد الدولة.
كما تساهم السياحة البيئية في بوتسوانا بحوالي 4 أو 5 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، إذ قامت الدولة في العام 2002، بتبني استراتيجية سياحة بيئية وطنية تهدف إلى الحفاظ على الموارد الطبيعية والحياة البرية بحسب قول خاما.
وتشهد بوتسوانا ازدهاراً في صناعة السياحة البيئية حالياً، ويرجع الفضل بذلك جزئياً إلى مبادرة البلاد لجعلها رائدة في مجال الحفاظ على البيئة والبرية.
وقد بدأ الحفاظ على البرية في دلتا أوكافانغو، والتي غالباً ما يشار إليها من قبل السكان المحليين باسم “جوهرة كالاهاري”.
وتزخر بوتسوانا بالمحميات والمناظر الطبيعية الخلابة والفريدة، فمن صحراء كالاهاري الشاسعة والمهيبة، إلى أجواء السكينة والصفاء في دلتا أوكافانغو التي تعد أحد أكبر ظواهر الدلتا الداخلية في العالم، كما أنها بمثابة موطن وافر للحياة البرية المتنوعة.
وتشتهر جمهورية بوتسوانا بعدد من الرياضات التي تنتشر بها، ومن أكثر أنواع تلك الرياضات التي تحظى بشعبية هائلة هي كرة القدم، حيث يتابع أعداد كبيرة من المواطنين مباريات دوري كرة القدم في بوتسوانا.
وتعد الفترة الممتدة من شهر يونيو إلى سبتمبر، الأفضل لزيارة المتنزهات والمحميات والقيام برحلات السفاري في بوتسوانا لاسيما موريمي وأوكافانغو وتشوبي. أما الحدائق الأخرى فإن أفضل وقت لزيارتها هي خلال الفترة من شهر مارس إلى مايو.