طلبت شركة النفط البنغلاديشية من الحكومة التفاوض على شراء الوقود من الهند بالروبية بدلًا من الدولار الأميركي، وسط نقص حاد في الاحتياطي من النقد الأجنبي في البلاد.
في الوقت نفسه، تهدد شركات تسويق عالمية بوقف الإمدادات إلى الدولة الآسيوية؛ لذا طلبت الشركة أن تسمح الحكومة للبنك التجاري الوطني بتسوية مدفوعات الوقود الهندي بالروبية.
وكشف خطاب شركة النفط البنغلاديشية، الذي أرسلته للحكومة، عن أنها مضطرة إلى دفع 41.1 مليون دولار أميركي لمصفاة نفط (نوماليغارا) الهندية، التي تمتلك “أويل إنديا” المملوكة للدولة، خلال العام الجاري (2023)، وهي قيمة مشتريات الديزل من المصفاة.
وتبلغ قيمة مستحقات الديزل ووقود الطائرات التي اشترتها شركة النفط البنغلاديشية من شركة “إنديان أويل كورب” الهندية نحو 147.2 مليون دولار.
وشهدت بنغلاديش، الدولة الآسيوية التي يبلغ حجم اقتصادها 416 مليار دولار، ويسكنها 170 مليون نسمة، نموًا متسارعًا خلال السنوات الأخيرة.
غير أن ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء الناجم عن الحرب الروسية- الاوكرانية، التي بدأت في 24 فبراير/شباط 2022، تسبب في تضخم فاتورة الاستيراد، وعجز ميزان المدفوعات الحالي.
وفي يناير/كانون الثاني 2023، وافق صندوق النقد الدولي على قرض لبنغلاديش قيمته 4.7 مليار دولار، مع باقي دول جنوب آسيا مثل سريلانكا وباكستان.
لكن قروض الصندوق الدولي تتطلب إجراءات عديدة ومعقّدة يجب أن تنفذها الدول قبل الحصول عليها، وعادة ما تدفعها القروض على دفعات كل مدة، وبعد مراجعات عديدة لمدى الالتزام بشروط القرض.
وأشارت شركة النفط البنغلاديشية، في خطابها إلى الحكومة، إلى أنه بسبب “شح النقد الأجنبي والدولار الأميركي على وجه الخصوص، وعجز البنك المركزي عن توفيره، أصبحت المصارف المحلية غير قادرة على تغطية مستحقات الواردات”.
وأوضحت الشركة أنها لا تستطيع إبرام تعاقدات على استيراد كميات جديدة في ضوء هذه الأزمة، محذرة من تفاقم وضع نقص الوقود؛ إذ تستورد شركة النفط البنغلاديشية 500 ألف طن من الوقود و100 ألف طن من الخام شهريًا.