الشبان الكشميريون يتمتعون بالمواهب ولا يمكن استبدالها بأي من الظروف، لكن السياسات التافهة والأجندات مسؤولة عن إبقاء هؤلاء في القفص.
في الشهر الماضي، أفادتنا الأخبار العديدة عن تقدم الشبان الكشميريين المتنافسين على الصعيد الدولي والوطني واجتاحت موجة من الفرح البلاد بأكملها. أشاد الناس بتفاني حاكم الولاية.
وكسرت عالمة كشميرية السقف الزجاجي في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات الذي يهيمن عليه الذكور من خلال الحصول على زمالة مرموقة في مجلس أبحاث العلوم والهندسة (SERB-POWER) في علوم الحياة. الدكتورة نشيمن أشرف هي أول امرأة من كشمير تحصل على زمالة SERB-POWER 2022. وهي مبادرة لتمكين الباحثات الهنديات في العلوم والتكنولوجيا والابتكار (STI).
في وقت سابق حصلت على زمالة سي أس آي أر رامن (CSIR Raman) البحثية للعمل كعالمة زائرة في جامعة كنتاكي، الولايات المتحدة الأمريكية، وزمالة إيمبو (EMBO) قصيرة الأجل للعمل في إسبانيا.
“ينتابك الخوف من أنك لست جيدًا بما يكفي للتقدم.” قالت الدكتورة نشيمن، التي تعمل حاليًا كعالمة أولى في قسم التكنولوجيا الحيوية النباتية في المعهد الهندي للطب التكاملي (CSIR-IIIM) فرع سريناغار، وأفادت نشيمن “يجب أن تؤمن الإناث بأنفسهن ويدفعن حدودهن بأنفسهن.”
يركز عملها البحثي بشكل أساسي على تحسين الزعفران. هدفنا هو تقديم حلول من أجل نوعية جيدة من الزعفران من خلال تعزيز زراعة الزعفران وإنتاجه. وقالت إن هذا سيفيد مزارعي الزعفران ومجتمع المزارعين إلى حد كبير. ولدت وترعرعت في مدينة سريناغار القديمة، طوّرت الدكتورة نشيمن موهبة لتجربة أشياء مختلفة منذ طفولتها. “حاولت دائمًا مشاركة أي معرفة اكتسبتها مع الآخرين. إلى جانب ذلك، فإن هذا الانجذاب لتجربة أشياء مختلفة قدمني إلى مفاهيم العلم والبحث في نهاية المطاف.”
حصلت على درجة الدكتوراة من المعهد الوطني لأبحاث الجينوم النباتي التابع لجامعة جواهر لال نهرو بعد حصولها على درجة الماجستير في الكيمياء الحيوية من جامعة جي بي بانت للزراعة والتكنولوجيا في عام 2010، ثم عادت إلى سريناغار وهي تحلم برد الجميل لمجتمعها من خلال خبرتها العلمية. لكن رحلتها نحو العلم الجيد لم تكن بسهولة. ويرجع ذلك إلى حقيقة أن عدد النساء في المناصب العليا يقل في الوادي لأن عدد النساء اللواتي يخترن وظائف في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات منخفض. تتفاقم هذه المشكلة بسبب التحيز اللاواعي وعدم وجود تدابير استباقية من قبل المؤسسات لتحسين عدد النساء في القوى العاملة. ومع ذلك، استمرت الدكتورة نشيمن في تحقيق حلمها رغم كل الصعاب.
قالت “انا اتذكر لقد كانت مساحة فارغة عندما عدتُ إلى سريناغار. كما لو كانت مهمة ضخمة لتحويل كل شيء إلى مختبر بيولوجيا جزيئية معياري. بينما كان لدي الكثير من المساعدات عند الحاجة ويمكنني التنقل في العالم الذي يسيطر عليه الذكور مع الدعم، كانت هناك حاجة ومتطلبات يمكننا القيام بها أيضًا لإثبات قوتنا وتمكننا.”
إنها تعتقد أن حياة الباحث يمكن أن تكون مرهقة ولكن كل التوتر يتلاشى عندما انت تدرك حقيقة واحدة وتحقق نجاحا واحداً لم يسبق إليه أحد قبلك. هذا الشعور بالمساهمة في محيط المعرفة اللبشرية هو شعور قوي جدًا حقًا. هذه اللحظات المبهجة هي ما نعيش من أجلها. وصرحت الدكتورة نشيمن بأن هذا هو ما يحفز جميع الباحثين.
وعندما سئلت الدكتورة نشيمن عن نصيحة يتم توجيهها إلى النساء في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات أجابت بأنه قد تبدو الأمور صعبة ولكنها ليست مستحيلة. قم بالتعامل مع المشكلات الكبيرة وجهاً لوجه، واستكشف كل جانب بنفسك أو بالتعاون، ولا تستسلم.”
(بقلم مدثر أشرفي كاتب صحفي حر وباحث في الجامعة الملية الإسلامية)