Featuredمنوعات

بعد انقسام استمر 45 سنة.. هذه الاتفاقية وحّدت ألمانيا

عقب استسلامها يوم 8 أيار/مايو 1945 للحلفاء، فقدت ألمانيا سيادتها حيث تقاسمت كل من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا والاتحاد السوفيتي أراضيها التي تحولت لمناطق نفوذ.

ومع احتدام الصراع ضمن الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي والمعسكر الغربي، لم تتردد كل من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا في توحيد مناطق نفوذها التي تحولت سنة 1949 لما يعرف بجمهورية ألمانيا الفيدرالية.

في المقابل، أنشأ الاتحاد السوفيتي خلال نفس الفترة جمهورية ألمانيا الديمقراطية، أو ألمانيا الشرقية، بالمناطق التي هيمن عليها عقب الحرب العالمية الثانية.

وعقب اتفاقيات باريس للعام 1954، سمح لجمهورية ألمانيا الفيدرالية بالالتحاق بحلف شمال الأطلسي كما سمح لها باستعادة سيادتها. وفي المقابل، اضطرت الأخيرة لقبول تواجد قوات أجنبية على أراضيها بشكل دائم.

التغييرات بالقارة الأوروبية بالثمانينيات

بعد مضي نحو 40 سنة عن تقسيم ألمانيا لدولتين، شهدت القارة الأوروبية تغييرات هامة مهدت لإعادة توحيد البلاد. فأواخر الثمانينيات، انهار المعسكر الشرقي عقب سقوط معظم الأنظمة الشيوعية به وعدم تدخل الاتحاد السوفيتي للدفاع عنها وإبقائها بسدة الحكم كما حصل بالعقود السابقة بكل من المجر وتشيكوسلوفاكيا.

فضلا عن ذلك، شهد يوم 9 تشرين الثاني/نوفمبر 1989، انهيار جدار برلين الذي أسسه الاتحاد السوفيتي، وألمانيا الشرقية، لعزل برلين الشرقية عن الغربية.

صورة لعملية رفع العلم السوفيتي فوق مبنى الرايخستاغ الألماني ببرلين

من جهة ثانية، شهد الاتحاد السوفيتي منذ منتصف الثمانينيات العديد من التغييرات السياسية التي أحدثتها سياسة غورباتشوف والتي سمحت بمزيد من الحريات ومهدت لسقوط الاتحاد السوفيتي.

ولضمان تحقيق الوحدة الألمانية، عقب سقوط جدار برلين، اتجه المنتصرون بالحرب العالمية الثانية لعقد اجتماعات بهدف التوصل لاتفاقيات تحمي مصالح كل منها وتضمن عدم تحول ألمانيا لقوة عسكرية.

معاهدة التسوية النهائية فيما يتعلق بألمانيا

انطلاقا من ذلك، ظهرت معاهدة التسوية النهائية فيما يتعلق بألمانيا المعروفة أيضا باتفاقية (4+2). وقد مثل الأربعة حينها المنتصرون بالحرب العالمية الثانية، الذين امتلكوا حق النقض وكانوا قادرين على إجهاض الاتفاقية خلال المفاوضات، إضافة لكل من ألمانيا الغربية وألمانيا الشرقية.

بمقدمة هذه المعاهدة التي وقعت يوم 12 أيلول/سبتمبر 1990 بموسكو، يتواجد نص يذكر بما آلت إليه القارة الأوروبية عقب الحرب العالمية الثانية وانقسامها ونهاية الصراع بين المعسكرين الغربي والشرقي.

صورة للموقعين على الإتفاقية يوم 12 سبتمبر 1990

كما يذكر هذا النص أيضا ببنود ميثاق الأمم المتحدة ويؤكد على المساواة بين الشعوب وحق تقرير المصير وحماية السلم العالمي. من جهة أخرى، يؤكد المجتمعون بهذا النص على أهمية الوحدة الألمانية للحفاظ على السلم والاستقرار بالقارة الأوروبية.

وبالبند الأول من الميثاق، تم الاعتراف بحدود ألمانيا للعام 1945 كما منع الألمان من المطالبة بأية أراض خسروها لصالح البولنديين بعد الحرب.

وبالبندين الثاني والثالث، أكد الجميع على الطابع السلمي لألمانيا كما تعهدت الأخيرة بعدم صناعة أو امتلاك أسلحة نووية أو بيولوجية وتخفيض عدد قواتها لنحو 370 ألف عسكري.

جنود سوفييت ببرلين سنة 1945

بالبندين الرابع والخامس، تم الحديث عن التواجد السوفيتي بألمانيا الذي كان من المقرر أن ينتهي بحلول العام 1994. كما فرضت المعاهدة بالبند الخامس عدم وضع أية أسلحة نووية تابعة لحلف شمال الأطلسي بمناطق ألمانيا الشرقية السابقة.

بالبندين السادس والسابع، تعهد الجميع باحترام سيادة ألمانيا والسماح لها بعقد تحالفات. وبالبنود الثامنة والتاسعة والعاشرة، تم الحديث على شروط تعديل وتطبيق هذه الاتفاقية.

وساهمت هذه الاتفاقية في تحقيق الوحدة الألمانية التي كانت قد وقعت بين ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية أواخر آب/أغسطس 1990. وبحلول يوم 3 تشرين الأول/أكتوبر 1990، أعلنت ألمانيا الشرقية انحلالها وتفككها لتتحد بذلك مع ألمانيا الغربية ضمن ما عرف رسميا بجمهورية ألمانيا الاتحادية.

زر الذهاب إلى الأعلى