بالتعاون مع الأمم المتحدة.. الكويت تبني مصدّات لتخفيف موجات الغبار
باشرت الكويت، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، العمل على أرض الواقع؛ لتفعيل منحة تمويل مشروع «التكیُّف والصمود» للعواصف الرملیة والترابیة العابرة للحدود القادمة من جنوب العراق، والتي يقدمها الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية بقيمة 4 ملايين دينار وتمتد لأربع سنوات، وذلك في خطوة مهمة للتخلص من «ضيف البلاد المزعج» الذي يزورها سنوياً بمعدل يصل في مجمله إلى أربعة أشهر متصلة من العواصف الرملية والأتربة.
وقع معهد الكویت للأبحاث العلمیة، مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشریة، اتفاقیة لتفعيل منحة تمويل مشروع «التكیف والصمود» للعواصف الرملیة والترابیة العابرة للحدود القادمة من العراق، والتي يقدمها الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية بقيمة 4 ملايين دينار وتمتد لأربع سنوات، وذلك بحضور القائم بأعمال المدیر العام للمعهد د.مانع السدیراوي ورئیسة المكتب الإقلیمي لدول الخلیج العربي في برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشریة د.أمیرة الحسن.
وقال السدیراوي ان المشروع الذي سيبدأ تنفيذه خلال أسابيع قليلة، يهدف لمعرفة المسببات المكونة للعواصف الرملیة والترابیة، من النواحي المناخیة والجیولوجیة والكیمیائیة، وحمایة ورفع إمكانات التكیُّف والصمود في مناطق العواصف واستیعاب آثارها السلبیة، وتقلیص حدوث العواصف الرملیة والترابیة، اضافة إلى تحقيق مجموعة من أهداف التنمیة المستدامة وإنتاج آلیات ومؤشرات القیاس للتخفیف من آثار العواصف.
واوضح ان المشروع یتم تنفیذه في منطقتین جنوب الأراضي العراقیة مساحتیهما المجتمعة تبلغ 8212 كیلومتراً مربعاً، وتعتبران مصدرین رئیسيین للعواصف الترابیة التي ترد الى الكويت، وتم تحديد المنطقتين بعد دراسات عدیدة نفذها معهد الأبحاث الكويتي في مجلات علمیة مرموقة، وحدد من خلالها مواقع العواصف الترابیة التي تصل إلى الكویت منذ عام 2020 حتى نهایة 2022.
خسائر كبيرة
قال السدیراوي إن الخسائر الناجمة عن العواصف الرملیة والغبار قدرت سنویاً بـ190 ملیون دینار، في حین أن المشروع الذي سینفذ من خلال برنامج الأمم المتحدة بقیمة 4 ملایین دینار، یستهدف مناطق محددة تقع على بعد 250 كلیومتراً شمال الحدود الكویتیة ولها تأثیر مباشر في البلاد بنسبة تصل إلى %40 من إجمالي الغبار الذي تتعرض له الكویت وجنوب العراق والمنطقة الشرقیة في السعودیة وقطر والبحرین وأجزاء من الامارات.
وأضاف ان العواصف الترابیة تسببت في إغلاق الموانئ والطرق وخسائر اقتصادیة كبیرة، علاوة على الأضرار الصحیة والبیئیة، كما أن العواصف الرملیة العابرة للحدود زادت من 60 طناً للكیلومتر المربع الواحد عام 2006 إلى نحو 500 طن لكل كیلومتر مربع في 2022.
ولفت الى ان المشروع سيعمل على تثبیت التربة في مناطق شمال العراق، وبالتالي تخفیف الغبار العابر للحدود الكويتية.
تأهیل المناطق المتضررة
أكد السدیراوي انه سیتم تصمیم بنیة تحتیة مبتكرة لإعادة تأهیل المناطق المتضررة من العواصف الرملیة والترابیة بشكل مستدام، والتخفیف من آثارها الضارة، یعتمد على طرق عديدة بينها التثبیت بالنباتات الفطریة والأشجار، وبمشاركة مجتمعیة وتعاون بین جهات الدولتین في الكویت والعراق.
وزاد بأن المشروع سیضع الكویت في مكانة رائدة إقلیمیاً، لتعزیز قدرة المدن على الصمود أمام العواصف الرملیة والترابیة.
ولفت إلى أن المشروع سیتم عبر استعمال الآلیات الثقیلة كالحفارات وقلابات التربة لوضع طبقة طینیة ثقیلة، وتماسك الطبقة الطینیة عند سقوط الأمطار، مما یعطي فرصة لنمو النبات الطبیعي، وزراعة أشجار فطریة ومقاومة للجفاف كمصدات الریاح للمساعدة في تثبیت التربة وزیادة الكثافة النباتیة، وتوفیر المیاه من مأخذ مائي من نهر الفرات الشرقي والروافد القریبة عن طریق حفر قنوات بطول 40 كلم لتغذي المناطق التي ستتم زراعتها، ومساعدة المزارعین في «ذي قار ومیسان» لإیصال المیاه لأراضیهم المتروكة، إضافة إلى إقامة منشآت مائیة، مثل الآبار وقنوات الري.
أهداف المشروع
– معرفة مسببات العواصف الرملية مناخياً وجيولوجياً وكيميائياً
– حماية إمكانات التكيُّف والصمود بمناطق العواصف واستيعاب سلبياتها
– تقليص حدوث العواصف الرملية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة
– إنتاج آليات ومؤشرات قياس للتخفيف من آثار العواصف الترابية
آلية التطبيق
– استعمال الآليات الثقيلة كالحفارات لوضع طبقة طينية ثقيلة
– تماسك الطبقة الطينية بسقوط الأمطار واستغلالها في غرس النبات
– زراعة مصدات رياح تساعد في تثبيت التربة وزيادة الكثافة النباتية
– حفر قناة لتغذية المناطق المزروعة وإقامة منشآت آبار وقنوات ري
القبس