انتصار العلي: تمكين النساء المصابات بصدمات يحوّلهن إلى أكثر صانعات السلام تأثيراً
مؤسسة انتصار الخيرية ملتزمة بتعزيز مرونة الصحة العقلية للنساء

*رومانوسكي: «انتصار الخيرية» تدعم النساء المعنّفات في العالم العربي
-الخارجية الأميركية تدعم تمكين النساء في العالم بما فيها الكويت
* لوجوندر: النساء الكويتيات من أوليات مَنْ حصلن على حقوقهن خليجياً
*الشيخ: النساء يقفن في الخطوط الأمامية في «كورونا»
* عودة: 40 في المئة من العاملات في الصليب الأحمر نساء
رأت رئيسة مؤسسة انتصار الخيرية الشيخة انتصار سالم العلي، أن تمكين المرأة العربية يُحقق السلام للعالم العربي.
وأقامت مؤسسة انتصار الخيرية، ندوة لدعم المرأة العربية المتضررة من الحروب، بعنوان «تحقيق التمكين الذاتي للمرأة من أجل عالم عربي أفضل»، بمشاركة سفيرتي الولايات المتحدة وفرنسا والممثل المقيم للأمم المتحدة الدكتور طارق الشيخ، ورئيس البعثة الإقليمية للصليب الأحمر الدكتور عمر عودة، وإدارتها الدكتورة عنود الشارخ، عبر تقنية الزوم.
وقالت العلي إن المؤسسة تلتزم بالتميز في العمل الخيري، لتعزيز مرونة الصحة العقلية للنساء العربيات المتضررات من الحرب والعنف، مشيرة الى أن مهمتها الشفاء النفسي للنساء العربيات اللواتي يعانين من تجارب مؤلمة، من خلال استخدام العلاج بالدراما، مرتبطة بشكل مباشر برؤيتها لتعزيز السلام في العالم العربي.
وأكدت على انها تؤمن إيماناً راسخاً بأن تمكين النساء العربيات المصابات بصدمات نفسية، يمكن أن يحولهن إلى اكثر صانعات السلام تأثيراً في العالم العربي، مشددة على ضرورة استخدام رأسمالها الخيري بشكل فعّال ولأقصى تأثير من أجل إحداث تغيير منهجي مستدام للمرأة العربية.
وأوضحت ان المؤسسة تهدف إلى أن تكون بمثابة مركز للمعرفة العملية لتحفيز تمكين المرأة العربية من خلال، توفير برامج الدعم النفسي للعلاج الدرامي للنساء العربيات المتأثرات بصدمات الحرب والعنف، وإجراء بحث داخلي دقيق حول أثر عملها من أجل تعويض النقص الكبير في الأبحاث في مجال العلاج الدرامي في العالم العربي ودعم تعليم معالجات الدراما العربيات الجدد.
وذكرت أن جميع الأهداف الإستراتيجية تسعى لدعم مليون امرأة عربية متضررة من الحروب، وهي خطة مدتها 30 عاماً، للتخفيف من الصدمات النفسية لدى مليون امرأة عربية، تأثرت بوحشية الحرب والعنف من خلال استخدام العلاج الدرامي.
وأملت العلي أن يتغلغل السلام الداخلي لهؤلاء النساء في بقية العالم العربي.
وتطرقت الى نقص المعالجين النفسيين والمختصين في العالم العربي، مستعرضة أعداد اختصاصيي الصحة النفسية في العالم العربي، مقابل العالم الغربي وفق لمنظمة الصحة العالمية، حيث يتوافر في لبنان: 3.2 طبيب نفساني لكل 100 ألف، و1.2 طبيب نفسني لكل 100 ألف، أما بالأردن 1.2 طبيب نفسني لكل 100 ألف، و1.1 طبيب نفسني لكل 100 ألف. وفي الإمارات العربية المتحدة: 0.7 طبيب نفسي لكل 100 ألف، و1.6 طبيب نفسني لكل 100 ألف.
في المقابل يوجد في الولايات المتحدة 33.9 طبيب نفسني لكل 100.000 و13 طبيب نفسني لكل 100.000. أما في فرنسا: 48.7 طبيب نفسني لكل 100 ألف، و20.9 طبيب نفسني لكل 100 ألف.
واوضحت ان 62 في المئة من النساء تعرضن للإيذاء اللفظي والجسدي والعاطفي، بينما 46 في المئة تعرضن لإساءة بدنية و27 في المئة تعرضن للاعتداء الجنسي.
وأكدت العلي أن مؤسسة انتصار ملتزمة بالعمل القائم على الأدلة وبتحسين وتوسيع مجال العلاج بالدراما في العالم العربي وخارجه.
واشارت الى أن المؤسسة لم تحقق في الميدان فحسب، بل في الجامعات ومراكز الباحثين في لبنان والخارج، مؤكدة أن المؤسسة تؤمن بالممارسة القائمة على الأدلة، وهو نهج علمي يعتمد على جمع البيانات على جميع المستويات لتحسين العمل.
واشارت الى أن العلاج بالدراما يعتبر مجالًا أكاديميًا وغربيًا إلى حد ما، حيث يتم تطبيق القليل من الأبحاث على السكان العرب، مشيرة الى ان مؤسسة انتصار رائدة في هذا المجال البحثي للنساء المتضررات من الحرب بطريقة عملية.
وقالت إن مؤسسة انتصار تتعاون مع باحثين وأكاديميين عرب ودوليين في مجال علم النفس السريري، وعلم الأعصاب، والعلاج بالدراما، وعلم النفس المستنير بالصدمات لتحقيق هذه الأهداف.
وأضافت لقد نشرنا بالفعل ورقة بحثية نوعية حول تأثير العلاج الدرامي على اللاجئات السوريات، ونعمل حاليًا على ستة مشاريع مختلفة تستكشف ملائكة مختلفة للعلاج بالدراما والصدمات.
واوضحت ان أهداف المؤسسة تتجاوز توسيع مجال العلاج بالدراما العمل الميداني والبحث، فقد دخلت مؤسسة انتصار في شراكة مع USEK، الجامعة الوحيدة في العالم العربي التي تقدم درجة الماجستير في العلاج بالدراما حيث تقدم منحًا دراسية وتدريبًا للطلاب الذين سيستمرون في العمل كمعالجين بالدراما في العالم العربي.
واشارت إلى المؤسسة مستمرة في برامجها العلاجية بالدراما في فترة كورونا في المناطق المتضررة من الحرب في لبنان وذلك عبر الاون لاين حيث يستخدم الباحثون المقابلات الفردية النوعية بأثر رجعي لتقييم تأثير العلاج بالدراما على سلوك الأم المسيء تجاه الأطفال.
ومن جانبها، أعربت السفيرة الأميركية ألينا رومانوسكي عن سعادتها للمشاركة في الندوة الافتراضية التي نظمتها مؤسسة انتصار بمشاركة ديبلوماسية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة بعنوان «تمكين المرأة من أجل عالم عربي أفضل»، موضحة أهمية موضوع الندوة ليس فقط لأنه يتزامن مع احتفال العالم هذه الأيام باليوم العالمي للمرأة، ولكن لأنه قضية محورية تهمنا جميعاً، مشيدة بجهود مؤسسة انتصار في دعم ومساند النساء الذين يتعرضون للعنف في مختلف أنحاء العالم، من خلال إثارة قضيتهم.
واستعرضت رومانوسكي مع الحضور أبرز جهود وأساليب بلادها في تمكين المرأة وبصفة خاصة ما يفعلونه هنا في الكويت، لافتة الى الجهود التي يبذلها العديد من الدول حول العالم على صعيد تحقيق المساواة بين الجنسين ودعم وتعزيز وتطوير حقوق المرأة والمضي بها قدماً ولكن مازال هناك الكثير الذي يجب فعله، مشيرة الى ان وزارة الخارجية الأميركية استثمرت بشكل كبير في تمكين النساء في مختلف أنحاء العالم بما فيها الكويت من خلال مجموعة من البرامج لتدريب القيادات النسائية على العمل الجماعي في معالجة المشكلات.
واشارت إلى أن السفارة لديها شراكة مع الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان في العديد من الأنشطة الداعمة للمرأة وايضاً معهد اميديست، كما يزور أساتذة من جامعة واشنطن الكويت لتوعية المبادرات من النساء.
ولفتت إلى أن لبلادها 3 سفيرات في هذه المنطقة في الكويت ولبنان وعمان، و3 نساء قائمات بأعمال، كما أن السفارة في الكويت تحتوي على 6 مديرات للأقسام.
وبدورها، قالت السفيرة الفرنسية آن كلير لوجندير، إن عدد النساء اللاتي حصلن على مراكز كبيرة قد ارتفع ولكن بوتيرة بطيئة إلى حد ما حول العالم وليس في العالم العربي فحسب، لافتة إلى أن النساء الكويتيات كن من أوليات مَنْ حصلن على حقوقهن خليجياً.
وأضافت أن النساء يعانين أكثر من غيرهم فنحو 67 في المئة منهن يعملن في التمريض وفي الصفوف الأولى ويتحملن الضغوط والتعرض لفيروس كورونا، مشيرة إلى أن الإحصائيات تتوقع أن نصل للمساواة كاملة مع الرجال خلال 150 عاماً.
وتابعت ان مستوى العنف الأسري يرتفع في جميع أنحاء العالم وهذا الموضوع يؤرق الكثيرين، موضحة أن تمكين المرأة بحاجة لإرادة سياسية قوية.
وأوضحت أن فرنسا تحارب العنف ضد المرأة بشكل كبير، مضيفة أن علينا تعليم الفتيات الصغيرات انهن باستطاعتهن عمل كل شيء.
ومن جانبه، قال الدكتور طارق الشيخ، ان العالم يحتفل هذا العام باليوم العالمي للمراة بالمرأة في القيادة: لتحقيق مستقبل متساوٍ في عالم«COVID-19»، وذلك للجهود الهائلة التي تبذلها النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم في تشكيل مستقبل أكثر مساواة والتعافي من جائحة كوفيد -19.
وأوضح الشيخ ان النساء تقفن في الخطوط الأمامية في جائحة COVID-19، كعاملة في مجال الرعاية الصحية ومقدمات رعاية ومبتكرات ومنظمات مجتمعية وكبعض القادة الوطنيين الأكثر مثالية وفعالية في مكافحة الوباء. لقد سلطت الأزمة الضوء على مركزية مساهماتهن والأعباء غير المتناسبة التي تتحملها النساء، مشيرا الى ان ما يقرب من 60 في المئة من النساء حول العالم يعملن في الاقتصاد غير الرسمي، ويكسبن أقل، ويدخرن أقل، ويواجهن مخاطر أكبر بالوقوع في براثن الفقر، حيث تكسب النساء أقل بنسبة 23 في المئة من الرجال على مستوى العالم، وتشغل النساء 24 في المئة فقط من المقاعد البرلمانية على مستوى العالم.
ومن جانبه، قال عودة، ان النساء يختبرن الحرب بطرق متعددة الأوجه. ويتحملن مصاعب الصراعات.
واوضح ان العمل على النوع الاجتماعي معقد والصراع، يميل إلى تفاقم عدم المساواة القائمة، موضحاً انه في أعقاب الصراع في سورية، قامت اللجنة الدولية بتمكين 9000 شخص، بما في ذلك الأسر التي تعيلها النساء من خلال منح نقدية، لبدء الأعمال التجارية الصغيرة مثل المخابز ومحلات التجميل والأسواق الصغيرة وكذلك الامر في العراق، حيث دعمت«الصليب الاحمر» الأسر التي تعيلها نساء بمبادرات اقتصادية صغيرة، بما في ذلك المطلقات والأرامل وأزواج الزوج المفقود أو المحتجز والنساء العازبات.
وتابع أنه على الرغم من أن اللجنة الدولية استغرقت حتى عام 1961 لتعيين أول مندوبة لها، فإن ما يقرب من 40 في المئة من جميع موظفي اللجنة الدولية العاملين في الميدان اليوم هم من النساء، حيث تشارك النساء في كل جانب من جوانب المساعدة الإنسانية، بما في ذلك رعاية الجرحى وزيارة أسرى الحرب وتعزيز القانون الدولي الإنساني بين الجماعات المسلحة، وتسعى معظم المنظمات الإنسانية (بما في ذلك اللجنة الدولية للصليب الأحمر) إلى تحقيق قدر أكبر من التوازن بين الجنسين بين موظفيها الميدانيين.