الهند..قوة عظمى صاعدة بجيل شاب

الهند على وشك أن تصبح قوة عظمى، لقد تجاوز عدد سكانها عدد الصينيين، وأصبحت البلاد الآن سكانيا الأكثر تعدادا في العالم.

يبلغ متوسط عمر سكان الهند 28 عامًا، وهو عمر منخفض في المعايير العالمية، وخاصةً بالمقارنة مع الدول الصناعية الغربية.

الهند بلد يُطلق عليه غالباً أكبر ديمقراطية في العالم، بلد تفوق على الصين من حيث النمو الاقتصادي في عام 2023 ويريد أن يصبح أحد أهم اللاعبين العالميين على الصعيدين الاقتصادي والسياسي.

فبالإضافة إلى الشركات الناشئة الصاعدة التي تخترع أشياء رائدة، تسعى الحكومة التى يقودها مودى إلى تعزيز القوة الناعمة الهندية على المسرح العالمى من خلال تعزيز القيم الإنسانية الإيجابية المقبولة للجميع فى وقت يتأثر فيه العالم بحرب أوكرانيا وعواقب أزمة كوفيد.

إن القوة الناعمة للهند حيوية وحاضرة للغاية، وربما يكون أفضل تلخيص لنهج الهند فى التعامل مع القوة الناعمة هو ما قاله الدبلوماسى المتميز بافان فارما: «نحن (الهنود) نبرز ببطء كعوامل مهمة فى مجالات السياسة والاقتصاد والقوة العسكرية. أما فى مجال الثقافة، فلقد كنا دائمًا قوة عظمى، بسبب عمق حضارتنا».

كما عززت الهند نهجها تجاه القوة الناعمة مؤسسيا. تم إنشاء إدارة الدبلوماسية العامة فى وزارة الشؤون الخارجية فى عام 2006 وتم توسيع المجلس الهندى للعلاقات الثقافية (ICCR) فى جميع أنحاء العالم.

وبدأت وزارة السياحة حملة «الهند المذهلة» وتم تكليف وزارة «الهنود بالخارج» بتسليط الضوء على القيم الثقافية والاجتماعية والسياسية للهند.

ترأست الهند العام الماضي قمة مجموعة العشرين، تحت شعار: «دولة واحدة، أسرة واحدة، مستقبل واحد»، مما يدل على إخلاص الهند للمبادئ الأساسية للإنسانية.

حددت الهند ست أولويات لحوار مجموعة العشرين فى عام 2023: أولا: التنمية الخضراء، وتمويل التخفيف من آثار تغير المناخ وحركة (لايف) التى تعزز الممارسات الواعية بيئيًا وتبنى على تقاليد الهند المستدامة، ثانيا: النمو المتسارع والشامل والمرن، ثالثا: تسريع التقدم فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، رابعا: التحول التكنولوجى والبنية التحتية الرقمية العامة، خامسا: المؤسسات متعددة الأطراف للقرن الحادى والعشرين، سادسا: التنمية التى تقودها المرأة.

واخيراً جميع خصائص القوة الناعمة الهندية، ومن بينها أنها موطن لأكبر عدد من الشباب والنساء، مع مؤسسات ديمقراطية متماسكة واقتصاد وجيش قويين، الأمر الذي يجعل منها أن تصبح قوة عظمى عالمية.