أخبار دولية

المطيري: حوار التعاون الآسيوي منصة بديلة للتعاون في عالم مليئ بالتحديات المتزايدة

على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي الذي اختتم مؤخرًا في تركيا، تحدثت صحيفة تايمز الكويت مع الأمين العام لحوار التعاون الآسيوي (ACD)، ناصر المطيري. تحدثنا عن رؤيته لحوار التعاون الآسيوي، ونقاط قوته وضعفه، وكيف يمكن أن يكون قوة للتغيير في القارة الآسيوية.

هل يمكنك أن تعطينا فكرة واضحة عن ماهية حوار التعاون الآسيوي؟ نحن نفهم أنه يحاول تعزيز الحوار والتواصل في القارة الآسيوية، ولكن ماذا يستلزم ذلك؟

حسنًا، حوار التعاون الآسيوي هو منتدى حكومي دولي تأسس عام 2002 في تايلاند، بهدف تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في جميع المجالات، بالإضافة إلى مواجهة التحديات العالمية بشكل مشترك، وتحقيق التنمية المستدامة، والعمل على تعزيز التكامل الإقليمي من خلال الحوار والمشاريع المشتركة.

تسعى الدول الأعضاء أيضًا إلى تنفيذ “رؤية آسيا” التي تستند إلى ستة ركائز أساسية هي: الاتصال، والعلوم والتكنولوجيا والابتكار، والثقافة والسياحة، والتعليم وتنمية الموارد البشرية، والأمن الغذائي والمائي، والتنمية المستدامة.

عند الحديث عن “مواجهة التحديات العالمية”، ما مدى صعوبة ذلك، نظرًا لاختلاف سياسات العديد من الدول الأعضاء الخارجية، أو على الأقل عدم تشابهها.

في الواقع، نواجه العديد من التحديات. من بينها تنوع الأنظمة السياسية في الدول الأعضاء، مما يؤدي إلى اختلافات في الأولويات والمصالح واستراتيجيات السياسات والتفاوتات الاقتصادية، وكذلك في الاستجابة للأوضاع المتغيرة والتحديات البيئية، وكلها تعيق أحيانًا التعاون الكامل.

كما نواجه تحديًا آخر، وهو أن آلية اتخاذ القرار في حوار التعاون الآسيوي تعتمد على التوافق، وهو أمر يصعب تحقيقه في بعض الأحيان. وبينما تتبع الدول الأعضاء مناهج متباينة تجاه القضايا الدولية مثل قضية فلسطين، يظل حوار التعاون الآسيوي مساحة محايدة تعزز الحوار وبناء التوافق في هذه المسائل.

هل كان هناك أي نقاش مثمر حول غزة، وكيف يمكن لحوار التعاون الآسيوي أن يلعب دورًا في إنهاء الحرب؟

في حين لم يُعقد أي نقاش رسمي حتى الآن، هناك شعور متزايد بالإلحاح بين الدول الأعضاء، ونحن على أتم الاستعداد لدعم أي مبادرة تعزز السلام والحلول الإنسانية في المنطقة.

هل يمكنك إخبارنا المزيد عن أوجه التشابه بين هذه الدول؟ فما يميز حوار التعاون الآسيوي هو تمثيله للقارة الآسيوية. هناك اختلافات كثيرة كما أشرت. أعني، هناك ديانات مختلفة، ولغات مختلفة، وسياسات خارجية مختلفة، فما الذي يجمع هذه الدول؟

حسنًا، أعتقد أن هناك العديد من الأسباب، ولكن الأسباب الرئيسية الثلاثة، في رأيي، هي: أولًا، من أجل مواجهة التحديات العالمية أو معالجتها، نحتاج إلى التعاون بين الدول الأعضاء، حيث لا يمكن للدول الفردية التغلب عليها بمفردها.

هناك حاجة إلى جهد جماعي. ثانيًا، التعاون بين الدول الأعضاء ضروري لتحقيق التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي والتكامل الإقليمي. ثالثًا، من الضروري تعزيز فكرة “آسيا الواحدة” للعب دور مهم على الساحة الدولية. تمتلك آسيا إمكانات هائلة. إنها مركز اقتصادي يستضيف البنوك والمؤسسات المالية الكبرى، وهي واحدة من أكبر المصدرين العالميين للسلع والخدمات.

كما أن آسيا مفيدة في النقل البحري، وغنية بالموارد الطبيعية مثل الغاز الطبيعي. لذلك من خلال الاستفادة من هذه الإمكانات، وتحسين القوى العاملة، وتطبيق التقنيات المتقدمة، أعتقد أن آسيا يمكن أن تلعب دورًا مهمًا على الساحة الدولية.

أنت تتحدث عن التركيز على ما تشترك فيه الدول الأعضاء في حوار التعاون الآسيوي، بدلاً من التركيز على اختلافاتها، وأن أحد المبادئ الأساسية لحوار التعاون الآسيوي هو تعزيز التسامح والتنوع والاحترام المتبادل.

بصفتك دبلوماسيًا محترفًا، عشت في جميع أنحاء العالم ولديك ثروة من الخبرة في التفاعل مع أشخاص من ثقافات وخلفيات مختلفة. هل ترى أن التسامح آخذ في الازدياد أم في التراجع بين الدول الأعضاء؟

حسنًا، أعتقد أن التسامح لا ينشأ تلقائيًا. أعني أنه ينشأ مع الحوار والتبادل الثقافي. في الوقت الحاضر، لدينا دلائل جيدة على أهمية التسامح والاحترام المتبادل للثقافة، على الرغم من أن التنوع الثقافي واللغوي بين الدول الأعضاء يمكن أن يجعل هذا الأمر صعبًا. أحد مبادئنا هو أن نكون إيجابيين في تفكيرنا.

يعزز حوار التعاون الآسيوي التعاون في التعليم والتبادل الثقافي، كما يعزز التعاون من خلال الأفلام والمهرجانات والسياحة وتعلم اللغات والتعليم وتنمية الموارد البشرية. من المهم جدًا قبول ثقافة بلد آخر أو شخص آخر، وليس من المقبول فرض قيم ثقافتك على الآخرين.

لقد قام حوار التعاون الآسيوي بعمل مهم للغاية على مدار السنوات العشرين الماضية. إذن على مدار السنوات الخمس أو العشر القادمة، أين تأمل أن ترى حوار التعاون الآسيوي؟

أولاً وقبل كل شيء، نسعى إلى تحويل منتدى الحوار هذا إلى منظمة. وهناك مبادرات في هذا الصدد من الكويت. وباعتبارها منظمة، سيكون لحوار التعاون الآسيوي ميزانية ثابتة يمكن الاعتماد عليها للقيام بوظائفها والسعي لتحقيق أهدافها.

كما سيجلب الهيكل التنظيمي المزيد من الالتزام من الأعضاء وسيمكننا من الانخراط في مبادرات تعاونية مع منظمات أخرى مماثلة.

إلى جانب ذلك، نعمل على زيادة وضوح حوار التعاون الآسيوي، وهناك العديد من الخيارات في هذا الصدد. وفي ظل التحديات الجيوسياسية والاقتصادية والتنموية المتطورة التي يواجهها العالم اليوم، أعتقد أن منظمات مثل حوار التعاون الآسيوي يمكن أن تلعب دورًا مهمًا من خلال توفير منصة بديلة للتعاون بين الدول، والعمل كمنارة للاستقرار في نظام عالمي متزايد التقلب.

صحيفة تايمز الكويت

زر الذهاب إلى الأعلى