بينما تحتفل المملكة العربية السعودية بيومها الوطني الرابع والتسعين في 23 سبتمبر، فإننا في الكويت نحتفل مع إخواننا وأخواتنا السعوديين بالأهمية التاريخية لهذا اليوم.
إن اليوم الوطني السعودي هو يوم تاريخي ليس فقط لشعب المملكة العربية السعودية بل لكل العرب والمسلمين في مختلف أنحاء العالم، ففي هذا اليوم من عام 1932 أعلن الملك عبد العزيز بن سعود مؤسس المملكة العربية السعودية الحديثة بمرسوم ملكي توحيد مملكتي نجد والحجاز لتشكيل المملكة العربية السعودية. ويحمل هذا التوحيد أهمية كبيرة لأنه وضع المدينتين المقدستين مكة والمدينة في عهدة آل سعود، الأمر الذي دفع عجلة التنمية في المدينتين لصالح المسلمين في كل مكان.
وحتى قبل تأسيس المملكة العربية السعودية، كان أهل الكويت يشتركون في العديد من القواسم المشتركة، بما في ذلك الروابط التاريخية والاجتماعية والثقافية، فضلاً عن علاقات القرابة مع الشعب السعودي والدولتان ذات السيادة الكويتية والسعودية اليوم ليستا سوى استمرار وتطور وتأسيس للحقائق التاريخية.
وفي العصر الحديث، عملت قيادتا البلدين على تعزيز هذه العلاقات، حتى أصبح هناك اليوم تعاون كبير بين البلدين في مختلف المجالات، ويمضيان قدماً معاً برؤية واضحة لمستقبل مزدهر وأمن وازدهار لدولتيهما وشعبيهما.
في يونيو 1961، دعمت المملكة العربية السعودية استقلال الكويت من خلال إنشاء أول تمثيل دبلوماسي لها هناك وكان المبعوث السعودي إلى الكويت من بين أوائل السفراء الذين قدموا أوراق اعتمادهم إلى دولة الكويت ذات السيادة الجديدة كما أيدت المملكة العربية السعودية عضوية الكويت في الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.
وفي دلالة إضافية على العلاقات الأخوية، أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، على ضرورة زيادة التعاون مع الكويت، وهو ما تجلى في موافقة مجلس الوزراء السعودي على إنشاء مجلس التنسيق السعودي الكويتي في عام 2017، والذي نال موافقة مجلس الوزراء الكويتي سريعاً.
إن إنشاء المجلس الذي يرتكز على الرغبة المتبادلة في تطوير العلاقات في كافة المجالات، دعم على مدى السنوات العديدة الماضية العمل الثنائي والجهود المشتركة.
وقد دفع الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد ورئيس وزراء المملكة العربية السعودية هذه العلاقات إلى الأمام من خلال زيارته الأولى إلى الكويت في سبتمبر 2018 بصفته ولي العهد السعودي. وقد عززت الزيارة العلاقات الطويلة الأمد بين البلدين الشقيقين.
وفي ديسمبر 2021، زار ولي العهد الكويت مجدداً، وصدر بيان مشترك لتعزيز التعاون المتبادل في الاستثمار المباشر في البلدين، والعمل على زيادة فرص التبادل الاستثماري وتوحيد الجهود وتذليل العقبات وتوفير فرص الاستثمار بين البلدين في مجالات الصحة والسياحة والأمن الغذائي والتنمية البشرية، مع التركيز بشكل خاص على قطاع الشباب وتمكين المرأة.
ويعمل البلدان معًا على تعزيز التجارة والاستثمار المتبادل، مع التركيز على المشاريع المتعلقة برؤية السعودية 2030 ورؤية الكويت 2035، وتعزيز التكامل الاقتصادي بين دول مجلس التعاون الخليجي.
وكانت زيارة صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح إلى المملكة العربية السعودية، فور توليه مقاليد الحكم في الكويت، دليلاً على التقدير الذي يكنه لخادم الحرمين الشريفين وولي العهد، وشهادة على قوة العلاقات بين البلدين.
وقد أكدت زيارة سمو الأمير إلى المملكة العربية السعودية فور توليه منصبه التزامه بتعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، وأكدت تطابق وجهات النظر بين قيادتي البلدين بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، فضلاً عن حرص القيادتين على تعزيز المصالح المشتركة للكويت والمملكة العربية السعودية من أجل رفاهية الشعبين في كلا البلدين.
واليوم أصبحت المملكة العربية السعودية لاعباً رئيسياً في جهود السلام والاستقرار العالمي، وعززت نفوذها الاقتصادي والسياسي إقليمياً وعالمياً كما تلعب المملكة دوراً رائداً في حل النزاعات الإقليمية والدولية وإجراء المفاوضات الرامية إلى الحفاظ على السلام العالمي.
ويعود النفوذ الإقليمي والعالمي المتزايد للمملكة إلى قيادتها الحكيمة ورؤيتها الواضحة والتزامها بالقانون الدولي، الأمر الذي عزز مكانة المملكة في المجتمع الدولي.
وعلى الصعيد الاقتصادي، تعد المملكة العربية السعودية اليوم أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط وتمتلك ثاني أكبر احتياطيات نفطية على مستوى العالم، مما يجعلها أكبر مصدر للنفط في العالم. وعلى الرغم من تفوقها النفطي، فقد عملت المملكة بشكل مطرد على تقليل اعتمادها على عائدات النفط، من خلال تطوير القطاع غير النفطي في البلاد بشكل كبير. وقد نمت الإيرادات غير النفطية بشكل كبير في السنوات الأخيرة وتشكل الآن 52 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة.
كما مكنت الرؤية الواضحة للقيادة المملكة من تحقيق 87% من أهداف رؤيتها الطموحة 2030 التي تهدف إلى تحويل البلاد ويتجلى نجاح رؤية السعودية 2030 في عدة مجالات، بما في ذلك قطاع السياحة الذي وصل إلى 100 مليون زائر قبل الموعد المحدد، مع تحديد هدف جديد عند 150 مليون زائر.
وبينما تحتفل المملكة العربية السعودية بيومها الوطني، تستمر العلاقات القوية بين الكويت والمملكة في الازدهار، مدفوعة بالاحترام المتبادل والأهداف المشتركة والالتزام بالاستقرار والازدهار الإقليمي.