يعد العلاج بـ«العلقة» من القرون الوسطى وقبلها، حيث استخدم القدماء المصريون والهنود والعرب واليونانيون العلق في علاج أمراض الجلدية، ومشاكل الأسنان، ومشاكل الجهاز العصبي، والالتهابات وغيرها من الأمراض، بحسب موقع «medical news today» الأمريكي.
وظلت هذه الممارسة منتشرة في أجزاء كثيرة من العالم حتى وقت قريب، حيث استخدم مستشفى مانشستر الملكي في المملكة المتحدة 50 ألف علقة خلال عام 1831.
انتعشت شعبية «العلقة» في السبعينيات واستخدمت مع بعض النجاح بعد عمليات إعادة ربط الأصابع والعمليات الجراحية على الأنسجة الرخوة للوجه، كما أنها تستخدم أحيانًا بعد العمليات الجراحية الدقيقة، مثل الجراحة التجميلية أو الترميمية، حيث تساعد العلقات على تحسين تدفق الدم إلى المناطق التي تباطأ فيها أو توقف، وبالتالي منع موت الأنسجة.
وكشف الموقع الطبي عن كيفية إنتاج العلقات وسحرها في العلاج والتعافي من الأمراض، مشيرًا إلى أن «هناك مجموعة مذهلة من المواد الكيميائية الموجودة في لعاب العلقة، بما في ذلك ما يقرب من 60 بروتينًا مميزًا، هذا المزيج من المواد الكيميائية له فوائد صحية بعيدة المدى بعد إطلاقه في مجرى الدم».
وأضاف الموقع الأمريكي المتخصص أنه «عندما يجمعون غذائهم من عروقك، تطلق العلق مجموعة من المركبات النشطة والتي تشمل مخدر موضعى يخفف الألم الناتج عن اللدغة، يسمح للعلقة أن تمتص عشاءها من عروقنا دون أن نشعر بالكثير من الانزعاج»،
مشيرًا إلى أن «المركبات النشطة تشمل أيضًا موسع وعائي محلي سيحفز هذا تدفق الدم في منطقة اللدغة، مما يزيد من إمدادها الغذائي، كما تشمل العوامل المضادة للتخثر (هيرودين)، والتي تضمن هذه المنتجات عدم تجلط الدم كما تتغذى العلقة، وأيضًا مثبطات تراكم الصفائح الدموية، التي تمنع الصفائح الدموية من الالتصاق ببعضها البعض كما تفعل أثناء التئام الجروح».
وأوضح الموقع الأمريكي المتخصص في الطب أن «هناك بعض الأدلة على أن المواد الكيميائية المستخرجة من لعاب العلقة قد تساعد في منع انتشار السرطان وتخفيف الآلام المرتبطة بالسرطان»، بحسب الموقع.