مقالات

العلاقات بين الكويت والولايات المتحدة ترتكز على التاريخ والصداقة والقيم المشتركة

بقلم: طارق يوسف الشميمري

تستند العلاقات بين  دولة الكويت والولايات المتحدة إلى علاقات عمرها قرون تعززها الصداقة والود بين الشعبين ، وقد تم إنشاء أول مستشفى في الكويت من قبل الارسالية الأمريكية في عام 1911 ويشار له باسم (المستشفى الأمريكي) مما يعزز هذه العلاقات.

ترتكز الشراكة بين البلدين على التاريخ، وتتمحور اليوم  بمدأ المعاملة بالمثل والقدرة على التكيف التي تمكنهما من التنقل بمهارة في القضايا الحيوية للاستقرار الإقليمي والسلام العالمي والازدهار المتبادل فقد أقامت دولة الكويت والولايات المتحدة علاقات دبلوماسية بعد فترة وجيزة من حصول دولة الكويت على استقلالها عن بريطانيا العظمى في عام 1961.

تم تعزيز الروابط التي تربط الكويت والولايات المتحدة في الفترة 1990-1991 خلال الغزو العراقي على دولة للكويت، وكان الدعم بقيادة القوات الأمريكية وبجانبها قوات التحالف الصديقه حيويا في طرد القوات الغازية وتحرير الكويت وعززت القيادة الأمريكية في استعادة سيادة الكويت وضمان أمن حدودها ومنذ ذلك الحين اصبحت مكانة الولايات المتحدة كحليف موثوق وثابت لدوله دولة الكويت.

أكدت  سعادة  كارين ساساهارا سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية على العلاقات العميقة المتجذرة  مع دولة الكويت والتزام الولايات المتحدة بأمن الكويت وسيادتها ، وفي حديثها في حفل استقبال السفارة الأمريكية الذي أقيم بمناسبة عيد الاستقلال الأمريكي 248 العام الماضي، أكد السفيرة ساساهارا أن الولايات المتحدة ستظل شريكا استراتيجيا  لدولة الكويت في مختلف المجالات وخاصة الأمن.

كما تم تكرار تصريحات الدعم الأمريكي المستمر لأمن دولة الكويت في نوفمبر 2024 من قبل الرئيس المنتخب  دونالد ترامب مباشرة بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وجاء ذلك خلال اتصال  هاتفي مع حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، الذي قام  بتهنئة الرئيس المنتخب على فوزه في الانتخابات وشكر الرئيس المنتخب ترامب صاحب السمو الأمير على مشاعره اللطيفة، وأشاد بالصداقة القوية بين البلدين كحلفاء وقال إنه يتطلع إلى تعزيز العلاقة الثنائية، وأكد من جديد دعم الولايات المتحدة المستمر لأمن واستقرار الكويت ومن جانبه، سلط سمو أمير البلاد الضوء على العلاقات المتميزة والعميقة بين دولة الكويت والولايات المتحدة، وأعرب عن تطلعه إلى تعاون أعمق في إطار الشراكة الاستراتيجية بين البلدين .

واستضافت مؤسسة البترول الكويتية ووزارة الخارجية  الكويتيه جلسة حوار في معهد سعود الناصر الصباح الدبلوماسي و تحدث الدكتور ريتشارد هاس المساعد الخاص السابق للرئيس الأمريكي الراحل جورج إتش دبليو بوش، والشيخ نواف  سعود الصباح نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة البترول الكويتية خلال الجلسة الحواريه عن كيفية اتخاذ القرارات الحاسمة في أوقات الأزمات، مستشهدا بالقرارات التاريخية التي اتخذها الرئيس الأمريكي الراحل جورج  دبليو بوش منذ بداية العدوان العراقي على دولة الكويت حتى تحريرها ،  كما كشف لأول مرة عن تفاصيل زيارة الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح إلى الولايات المتحدة في سبتمبر 1990 والإجراءات الحاسمة التي اتخذتها إدارة بوش والتي أدت إلى تحالف دولي لتحرير دولة الكويت.

أكد الشيخ نواف سعود الصباح  في خطابه في الجلسة الحواريه  ان هذه الجلسه فرصة ثمينة لتذكير الأجيال الحالية بالنضالات السياسية التي عانت منها الأجيال الماضية من أجل تحرير البلاد. وسلط الضوء على أهمية صنع القرار خلال الأزمات العالمية وقال إن أحد العوامل الرئيسية في حل الأزمات هو القدرة على اتخاذ القرارات استنادا إلى مبادئ واضحة تعزز الثقة وتسهل التواصل والتعاون على المستويين التجاري والسياسي.

فى علامه  أخرى على أن العلاقات الثنائية تتجاوز الضرورات السياسية وفي وقت سابق من هذا الشهر، عين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عامر غالب سفيرا جديدا للولايات المتحدة لدى  دولة الكويت  وأعرب الرئيس عن حماسه لدور غالب الجديد، وأضاف أن السفير الجديد لدى دولة الكويت سيمثل الولايات المتحدة بفخر بدوره الجديد ، ومما يذكر أن السفير غالب ولد في جمهورية اليمن،   وفي عام 2021 انتخب  كأول عمدة عربي أمريكي ومسلم لهامتر امكفي ميشيغان.

إلى جانب العلاقات السياسية والدبلوماسية، تشترك الكويت والولايات المتحدة أيضا في علاقات اقتصادية وتجارية قوية، فقد قامت هيئة الاستثمار الكويتية (KIA) متمثله  بصندوق الثروة السيادية في دولة الكويت، بتنويع صندوقها الذي تبلغ قيمته تريليون دولار تقريبا في مختلف القطاعات الاقتصادية الأمريكية، بما في ذلك التكنولوجيا والبنية التحتية والعقارات.

كما وقعت دولة الكويت والولايات المتحدة اتفاقية إطار التجارة والاستثمار (TIFA)، التي تتماشى مع رؤية الكويت 2035 للحد من الاعتماد على الهيدروكربونات وتشارك الشركات الأمريكية بنشاط في قطاعات الطاقة والطيران والدفاع والتكنولوجيا في الكويت.

كثيرا ما يسافر الكويتيون إلى الولايات المتحدة، حيث يواصل ما يقرب من 6000 طالب كويتي تعليمهم في الكليات والجامعات الأمريكية وترحب دولة الكويت بالمواطنين الأمريكيين والعلامات التجارية الأمريكية، وكذلك المنتجات الأمريكية بسبب الإلمام بالثقافة الأمريكية على الرغم من أن الكويتيين واعون للغاية بأسعار السلع ، إلا أنهم أيضا مستهلكون يعرفون اهميه جودة المنتجات ومصدرها  .

وفقا لمكتب الممثل التجاري الأمريكي (USTR) بلغ إجمالي تجارة السلع الأمريكي مع دولة الكويت ما يقدر بنحو 4.1 مليار دولار في عام 2024 وبلغت صادرات السلع الأمريكية 2.4 مليار دولار، في حين بلغ إجمالي واردات السلع الأمريكية من دولة الكويت حوالي  1.6 مليار دولار وبلغ الفائض التجاري الأمريكي مع دولة الكويت حوالي  768.2 مليون دولار في عام 2024 ، من عام 2018 إلى عام 2023  وزادت صادرات الولايات المتحدة إلى دولة الكويت بمعدل سنوي قدره 3.44 في المائة وفي نفس الفترة انخفضت صادرات دولة الكويت إلى الولايات المتحدة بمعدل سنوي قدره 3.05 في المائة.

إن الشراكة الدائمة بين دولة الكويت والولايات المتحدة تتمحور حول المحور المزدوج للمعاملة بالمثل والقدرة على التكيف والتي تسمح للبلدين بالتنقل ببراعة في القضايا الجيوسياسية والاقتصادية والتجارية المتطورة وتستند الي الصداقة  والتعاون المتبادل  والقيم المشتركة والتقاليد والعلاقات المؤسسية التي تم اختبارها بمرور الوقت، بالإضافة إلى التفاعلات القوية بين شعبي البلدين .

كفلت العلاقات على أعلى المستويات الحكومية الأهداف  والمصالح المشتركة وأن العلاقات القوية بين دولة الكويت والولايات المتحدة تستعد للتوسع والازدهار في السنوات المقبلة لصالح كلا الشعبين والبلدين .

زر الذهاب إلى الأعلى