ينعم السعوديون بأجواء وأماكن ترفيهية مع موجة الانفتاح التي انطلقت منذ سنوات ما جعلهم يعزفون عن السفر إلى الخارج، لكنهم باتوا يبحثون عن أجواء مختلفة كالمطعم الذي يقدم وجباته في أجواء مثيرة مرعبة مع الزومبي والجماجم.
وتحرص الكثير من المطاعم على تقديم أطباقها بطريقة مبدعة ومختلفة، وهو الأمر الطبيعي، لكن أن تجد مطعما يخرج بطريقة مبتكرة ليقدم لزبائنه وجبة مرعبة، فحتما هذا ما سيروق لهواة أفلام الرعب الذين يتمتعون بوجبتهم بينما يرتدي الموظفون أزياء دموية في أحد مطاعم الرياض.
ذهبت الموظفة السعودية نورا العساف مع صديقاتها للاستمتاع بتناول الطعام في مطعم في الرياض يعد زبائنه بتجربة “مرعبة”، لتجد نفسها أمام عرض مخيف لكائنات الزومبي، في إحدى التجارب الترفيهية المتزايدة في المملكة الساعية إلى تنويع مصادر الدخل المحلي.
والمطعم المرعب في السعودية هو من بين العشرات من المطاعم التي فتحت أبوابها في الرياض في السنوات الأخيرة، بينها ما يتبع لمجموعات إيطالية وفرنسية وأميركية شهيرة.
فمنذ تسلّم الأمير محمد بن سلمان منصب ولي العهد في 2017، تشهد المملكة المحافظة انفتاحا اجتماعيا بعد عقود من الإغلاق والقيود المشدّدة التي فُرضت على مجتمع غالبيته من الجيل الشاب.
كما تتطلع المملكة إلى دعم الترفيه والسياحة وقطاعات أخرى بقيت مهملة طوال عقود، في إطار خطة تحوّل اقتصادي طموحة تهدف إلى وقف الارتهان للنفط.
وتستقبل صور مرعبة لأموات مفقوئي الأعين الزوار في الممر الضيق الرابط بين صالة الطعام ومدخل مطعم “شادوز” (ظلال)، في مجمع بوليفارد الرياض الترفيهي في شمال العاصمة السعودية.
ويتميز عن جميع المطاعم الموجودة في المنطقة بطريقة تقديمه للأطباق، إذ تقدم بطريقة مليئة بالتفاصيل الفظيعة من أشباح ودماء وأوان صممت خصيصا لتكتمل تجربة الرعب، بالإضافة إلى الدمى والأسلحة والأعضاء الجسدية المقطعة.
وقالت العساف وهي موظفة موارد بشرية تبلغ 26 عاما “جئت للاستماع والضحك… لكن الأجواء والعروض مرعبة جدا”.
ولن يتناول الزبائن الطعام في الأواني المرعبة وحسب، فالنادلون أيضا لديهم القدرة على أن يجعلوا الفرد يعيش تجربة الرعب بحذافيرها عبر عروض الرقص المرعبة التي يؤدونها.
وتابعت العساف بتوتر “لم أعد اشتهي الطعام”، فيما كان النادل يقدم لها طبق المعكرونة بالصلصة البيضاء التي طلبتها على صينية بها جمجمة سوداء تضحك.
ويقدّم المطعم عرضا لفرقة تتنكر في هيئة كائنات زومبي (الأموات الأحياء) أو مصاصي الدماء أو وحوش أخرى لبث الرعب في نفوس الرواد.
صديقتها جواهر عبدالله التي تعمل كطبيبة، شعرت بسعادة غامرة عندما تناولت عشاءها، وقالت قبل أن تلتقط صورة سيلفي مع أحد الفنانين مصاب بجرح مزيف في صدره، “أحب الرعب بشكل عام … أعتقد أن الجو رائع فيه الكثير من المرح والإثارة”.
في مطعم “شادوز”، يبدأ الرعب من عتبات مبنى المطعم الرمادي الذي تعتليه مجسمات كبيرة لخفافيش بيضاء وعيونها حمراء وتطل من نوافذه أشباح سوداء.
وتلبي هذه الأجواء شغف رجل الأعمال السعودي سليمان العُمري (45 عاما) بالإثارة.
وقال العُمري الذي كان يتناول العشاء رفقة أسرته، جئنا “لأننا نبحث عن الأمور المثيرة والجديدة والتي باتت موجودة في الرياض”.
وتابع الرجل الذي يضع شماغا تقليديا أبيض، “كان الذهاب إلى المطاعم يدور حول الأكل والشبع والدردشة، وكنا نعود إلى المنزل، لكننا الآن نأكل، نحن نستمتع بوقتنا، ونحن مرعوبون أيضا”.
ولعقود كان السعوديون يذهبون إلى جهات خارج المملكة للترفيه والسياحة، وهو ما تغير راهنا إلى حدّ كبير مع التخمة في الأماكن والفعاليات الترفيهية.
ومع بدء العرض المرعب في المطعم، تدوي موسيقى صاخبة في القاعة، بينما تنقل شاشات كبيرة صورا لزومبي ومصاصي دماء.
وفيما يصرخ البعض من الرعب، يلتقط آخرون صور السيلفي مع هذه الكائنات العجيبة.