الصين

الصين: لا بد من إيجاد حل شامل وعادل ودائم ومبكر للقضية الفلسطينية

قد أسفرت هذه الجولة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي منذ اندلاعها عن عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين ونزوح دفعة كبيرة من السكان المحليين. ويعاني قطاع غزة من النقص الحاد للمواد الأساسية والأزمة الإنسانية الخطيرة التي تقلق العالم برمته.

تولي الصين اهتماما بالغا لتطورات الصراع، وتشعر بقلق شديد إزاء احتمال توسع رقعة الصراع وتفاقم الوضع في المرحلة القادمة.

تدين الصين جميع التصرفات التي تستهدف المدنيين، وترفض جميع الخطوات المخالفة للقانون الدولي.

في ظل الظروف الخطيرة الراهنة، يرى الجانب الصيني أن الأولوية القصوى تكمن في وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن، ومنع الاتساع اللامحدود لرقعة الحرب، وتجنب تفاقم الوضع؛ يجب الالتزام بالقانون الإنساني الدولي، وبذل قصارى الجهد لضمان سلامة المدنيين، وفتح ممرات الإغاثة الإنسانية في أسرع وقت ممكن، للحيلولة دون كارثة إنسانية أخطر؛ يجب على كافة الأطراف التحلي بالهدوء وضبط النفس، ولالتزام بالموقف الموضوعي والعادل والدفع بتهدئة الصراع، وتجنب صدمات أكبر للأمن الإقليمي والدولي؛ يجب على الأمم المتحد لعب الدور المطلوب وعلى مجلس الأمن الدولي تحمل المسؤولية المهمة، لبلورة التوافق الدولي في أسرع وقت ممكن واتخاذ إجراءات ملموسة.

بذلت الصين جهودا كبيرة لدى كافة الأطراف منذ اندلاع الصراع، حيث أوضح الرئيس شي جينبينغ موقف الصين المبدئي من الوضع في فلسطين وإسرائيل خلال لقاءاته مع قادة لمصر وغيرها من دول العالم، مؤكدا على استعداد الصين لبذل جهود مشتركة مع المجتمع الدولي في سبيل الدفع بإيجاد حل شامل وعادل ودائم ومبكر للقضية الفلسطينية. من جانبه، أجرى وزير الخارجية وانغ يي اتصالات مكثفة مع المسؤولين من فلسطين وإسرائيل وغيرهما من الأطراف المعنية في المنطقة والعالم، لبذل الجهود الحميدة للدفع بخفض التصعيد وتهدئة الوضع.

كما قام مبعوث الحكومة الصينية الخاص لقضية الشرق الأوسط تشاي جيون بالزيارات المكوكية في الدول العربية. وقدمت الصين المساعدات الإنسانية العاجلة عبر السلطة الوطنية الفلسطينية ووكالات الأمم المتحدة، وستواصل تقديم المساعدات المادية وفقا لحاجات سكان قطاع غزة.

عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وزير الخارجية وانغ يي يتحدث عن الأوضاع في فلسطين وإسرائيل خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل بعد الحوار الاستراتيجي الصيني الأوروبي رفيع المستوى في يوم 13 أكتوبر

تدعم الصين، كعضو دائم لمجلس الأمن الدولي، كافة الجهود الرامية إلى تهدئة الصراع واستعادة السلام، وترحب بكافة المبادرات التي تسهم في حماية المدنيين وتخفيف الأزمة الإنسانية، وتدعو مجلس الأمن الدولي إلى الاضطلاع بمسؤوليته ولعب الدور المسؤول، وتبني خطوات ملموسة واتخاذ خطوات جماعية مسؤولة وفعالة.

كما تبقى الصين على التواصل والتنسيق مع الدول العربية والإسلامية، وتتجاوب بنشاط مع نداءاتها حول وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن، وتأمين سلامة المدنيين وتسريع الإغاثة الإنسانية وتجنب كارثة إنسانية أكبر، وتبذل جهودا مشتركة لتهدئة الأوضاع المتوترة وتخفيف الأزمة الإنسانية.

تتعلق القضية الفلسطينية بالسلام والاستقرار في الشرق الأوسط، فلا بد من إحقاق حق الشعب الفلسطيني في أسرع وقت ممكن. على مدى العقود، لم تنقطع الصراعات الفلسطينية الإسرائيلية، ويرجع السبب الرئيسي إلى تآكل “حل الدولتين” والاحتلال غير الشرعي وطويل الأمد على الأراضي الفلسطينية، والإهمال طويل الأمد لحق الشعب الفلسطيني في إقامة الدولة المستقلة.

قد أثبتت الحقائق مرارا أنه لا يمكن الالتفاف على الطابع السياسي للقضية الفلسطينية، ولا يمكن السيطرة على الأزمة بإجراءات متفرقة، ناهيك عن أسلوب دعم طرف ضد طرف آخر، ويكمن المخرج الواقعي الوحيد لكسر الحلقة المفرغة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي في استئناف مفاوضات السلام على أساس “حل الدولتين”.

ستدعو الصين كالمعتاد إلى تحقيق التعايش السلمي بين فلسطين وإسرائيل على أساس “حل الدولتين”، والتعايش المتناغم بين الأمتين العربية واليهودية؛ ستواصل الجهود الدؤوبة والمشتركة مع كافة الأطراف الدولية المعنية لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين وتجنب كارثة إنسانية أكبر، وتلعب دورا مسؤولا وبناء في إيجاد حل شامل وعادل ودائم ومبكر للقضية الفلسطينية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى