الشركات الصينية تساهم بتخفيف معاناة العراقيين وإنهاء الاختناقات المرورية
تساهم الشركات الصينية مساهمة فاعلة بتخفيف معاناة العراقيين وإنهاء حالة الاختناقات المرورية الشديدة التي تعاني منها العاصمة بغداد، بما ينعكس بصورة ايجابية على تحسن حياة العراقيين.
ونتيجة للاختناقات المرورية الشديدة التي تعاني منها العاصمة بغداد، أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في مارس الماضي الحزمة الأولى من مشاريع فك الاختناقات وشملت 16 مشروعا لتطوير واستحداث الطرق والجسور.
وفازت عدة شركات صينية لتنفيذ هذه المشاريع لما تتمتع به من سمعة وقدرة عالية على تنفيذ مشاريع الطرق والجسور منها شركة ترانستك للتعاون الاقتصادي والفني الدولي وشركة المجموعة السادسة للسكك الحديدية الصينية المحدودة، وشركة هندسة الدولة الصينية المحدودة ..والخ.
ومن أهم هذه المشاريع تطوير ساحة النسور في العاصمة بغداد الذي يشمل بناء جسرين وثلاثة أنفاق جديدة وتوسعة وتطوير نفقين موجودين أصلا.
وقال قوا شياو وي، مدير مشروع تطوير ساحة النسور بشركة ترانستك للتعاون الاقتصادي والفني الدولي لوكالة أنباء ((شينخوا)) “تعمل شركتنا على تشييد المشروع لمحور النقل وسط بغداد لتخفيف الازدحام المروري وتقديم حلول صينية لبناء مشترك عالي الجودة ضمن مبادرة الحزام والطريق وتحسين معيشة الشعب العراق”.
وأضاف أن العراق يعتبر محطة مهمة على طول الحزام والطريق، مبينا أن البنية التحتية خاصة معظم الطرق والجسور دمرت خلال الحرب التي شنتها أمريكا العام 2003، حيث تعاني العاصمة بغداد من الازدحام المروري الشديد منذ سنوات.
ويشمل المشروع جسرين وخمسة أنفاق، فيما يتكون الهيكل الرئيسي من أربعة طوابق الأول الجسر العلوي والثاني الطرق السطحية والثالث والرابع نفقين أحدهما تحت الأخر، بعمق أقصى يصل إلى 24 مترا، وفقا ليانغ لين كبير مهندسي المشروع، بشركة ترانستك.
وأضاف يانغ لـ((شينخوا)) “استخدمت شركتنا تقنيات صينية جديدة خلال عملية الانشاء وأدخلت أفكارا صينية متقدمة بمجال البنية التحتية للمواصلات، ما يسد الفجوة بمجال المواصلات بالعراق”.
وأكد أنه بعد الانتهاء من المشروع ستخف وبشكل كبير مشكلة الازدحام المروري بمنطقة وسط بغداد وسيقل وبشكل فعال التلوث الضوضائي الناجم عن الازدحام المروري.
وبدأ العمل بالمشروع في شهر يوليو الماضي، ومن المتوقع اكماله بشكل نهائي في شهر يناير العام المقبل.
ويبلغ عدد السيارات التي تمر بالمنطقة خلال فترة ذروة التنقل 12.3 ألف سيارة كل ساعة، فيما يبلغ عدد الأفراد الذين يمرون بالمنطقة كل سنة 130 مليون.
وأوضح يانغ أن الشركة تقوم بأعمال نقل وتحسين الانفاق وخطوط الأنابيب بمحيط منطقة المشروع، مبينا أن طول الانفاق وخطوط الانابيب يبلغ أكثر من 180 كلم وتشمل ايضا خطوط الانابيب الخاصة بمياه الصرف وإمداد المياه والكهرباء والاتصالات وهذا سيحسن الخدمة العامة البلدية بالمناطق المحيطة ويحسن أيضا معيشة السكان المحليين بشكل فعال.
نقل الخبرات الصينية للشباب العراقي
اجتذب المشروع العديد من الأساتذة والطلبة من مختلف الجامعات والكليات العراقية الذين قاموا بزيارته وتبادلوا المعلومات واطلعوا على أساليب البناء المتقدمة والعديد من المعدات الصينية الحديثة.
وقامت الشركة بتدريب أكثر من 300 شخص، اكتسبوا مهارات جديدة، فضلا عن توفير فرص عمل لنحو 30 مهندسا وأكثر من 100 عامل وفني عراقي، بالإضافة لثلاث شركات عراقية محلية تعمل ايضا في المشروع.
وقال قوا شياو وي هناك مثل صيني يقول (من الأفضل أن تعلم الرجل كيف يصطاد السمك بدلا من اعطائه السمك مباشرة) “نحن لا نأمل فقط بجعل مشروع النسور نموذجا بالعراق، بل نأمل أيضا في تدريب المزيد من المهنيين المحليين العراقيين حتى تتمكن التكنولوجيا الصينية من ترسيخ جذورها في البلاد وتساعد بشكل أفضل على إعادة الإعمار بالعراق”.
بدوره، قال المهندس العراقي ابراهيم رياض إن “الجسور تبنى بطريقة بناء هندسية حديثة غير موجودة سابقا بالعراق”، مؤكدا أن ذلك سوف يساعد المختصين العراقيين على الاطلاع على هذه الطريقة التي تستخدم لأول مرة في العراق واكتساب خبرات.
من جانبه، قال المهندس العراقي ليث ماجد الذي يعمل بمختبر فحص المواد التي تستخدم بالمشروع والتابع للشركة الصينية “استفدت كثيرا من العمل مع الشركة الصينية واطلعت على اساليب حديثة واكتسبت خبرات مهمة ستنعكس بصورة ايجابية على عملي”.
مشروع استراتيجي
ويؤكد المسؤولون العراقيون أن مشروع ساحة النسور من المشاريع الاستراتيجية المهمة بالعاصمة بغداد والتي سيكون لها أثرا ايجابيا كبيرا على حياة العراقيين.
وقال المهندس علي مولود ممثل وزارة الإسكان والاعمار بالمشروع لـ((شينخوا)) “يعتبر مشروع تطوير ساحة النسور من أهم المشاريع الاستراتيجية في الحزمة الأولى لفك الاختناقات المرورية التي أطلقتها الحكومة العراقية”.
وأضاف “بعد إنجاز المشروع لن يكون هناك أي تقاطع أو ازدحام وسيكون السير بجميع الاتجاهات سلسا وسهلا في ساحة النسور”، لافتا إلى أن العمل مستمر على مدار الساعة وبدون أي توقف ويجري بواقع ثلاث وجبات يوميا.
وتابع مولود “هناك بعض المعوقات التي تعرقل عمل المشروع مثل خطوط الكهرباء والاتصالات وغيرها، لكن بالتعاون مع الدوائر المختصة والتنسيق مع الشركة الصينية التي باشرت بأعمال تغيير مسار تلك الخطوط بما يخدم مصلحة المشروع والدوائر الأخرى بدون اي ضرر في البنى التحتية”.
أما العميد زياد القيسي مدير إعلام مديرية المرور العامة فقال لـ((شينخوا)) “تشهد العاصمة بغداد اختناقات مرورية كبيرة كونها لم تشهد أي عملية توسعة للطرق منذ ثمانينيات القرن الماضي، فضلا عن زيادة أعداد المركبات بشكل كبير، حيث يتراوح عدد المركبات الموجودة في بغداد والداخلية إليها يوميا بين 3.5 و 4 ملايين مركبة”.
ويرى القيسي أن مشاريع فك الاختناقات سوف تساهم بفك الاختناقات المرورية بالإضافة إلى أنها سوف تساهم بتحسين جمالية العاصمة، ومن أبرزها ساحة النسور التي تعد من أهم الساحات بالعاصمة بغداد.
بدوره، قال عبد الله حسن سائق سيارة أجرة “شكرا للصين ولشركاتها لأنها تساعدنا في الخلاص من الاختناقات المرورية وخاصة في ساحة النسور التي نحتاج في ساعات الذروة لأكثر من ساعة لعبورها”.
وأضاف لـ((شينخوا)) وهو ينتظر بسيارته بالساحة “بعد انجاز المشروع سأحتاج لدقيقتين فقط للعبور، فضلا عن أن الساحة ستكون من معالم بغداد الحديثة كونها تحتوي على جسور وأنفاق وحدائق جميلة”.
(شينخوا)