Featuredاخبار محلية

السفير الروسي: التدريبات العسكرية مع الكويت تفيد الطرفين

أكد السفير الروسي لدى البلاد فلاديمير جيلتوف أن «عيد المدافع عن الوطن» الذي يحتفل به الروس في 23 فبراير من كل عام يحمل أهمية خاصة للشعب الروسي، حيث يعد مناسبة عزيزة يتم الاحتفال بها منذ قرن من الزمان، سواء داخل روسيا أو في السفارات الروسية بالخارج. جاء ذلك في تصريحات للصحافيين على هامش حفل الاستقبال الذي أقامته السفارة بمناسبة عيد الجيش «المدافع عن الوطن» بحضور ديبلوماسي وعسكري كبير.

وتقدم السفير جيلتوف بالتعازي لدولة الكويت أميرا وحكومة وشعبا في شهداء الواجب من الجيش الكويتي، مشيرا إلى أنه خلال مسيرته الديبلوماسية التي تمتد لثلاثة عقود، شهد مثل هذه المواقف من حين إلى آخر، وأن طبيعة العمل العسكري محفوفة بالمخاطر.

أما عن التعاون العسكري بين روسيا والكويت، فقد أوضح السفير جيلتوف أن هناك تعاونا أمنيا وعسكريا مشتركا، مشيرا إلى انتهاء التدريبات العسكرية المشتركة بين قوات الحرس الوطني الروسي والقوات الخاصة الكويتية قبل نحو عشرة أيام في الكويت.

وأضاف أن روسيا تنتظر زيارة الفريق الكويتي من القوات الخاصة إلى روسيا خلال الصيف المقبل، مؤكدا أن هذه التدريبات المشتركة تعود بالفائدة على الطرفين، كما أعرب عن سعادته بحضور مراسم التكريم للقوات الكويتية والروسية.

وفيما يخص الاجتماع الروسي- الأميركي في الرياض وما أثير من تفاؤل بشأنه، أكد جيلتوف أن استخدام مصطلح «تفاؤل» ليس دقيقا، إذ إن أوروبا وأوكرانيا تعانيان من حالة إحباط متوقعة، نظرا لوجود العديد من الأطراف الخارجية المؤثرة في المعادلة الأوكرانية.

وأشار إلى أن الجهات الخارجية الداعمة لكييف لديها طموحات تهدف إلى إضعاف روسيا وإجبارها على التراجع، إلا أنه مع القيادة الأميركية الجديدة، فإن الوضع قد يشهد تغييرا، حيث إن الرئيس دونالد ترامب يمتلك رؤية مختلفة، مؤكدا أن ترامب لا يدافع عن روسيا، بل يسعى إلى تحقيق مصالح بلاده.

وأضاف أن الطريق نحو تسوية الأزمة الأوكرانية مليء بالعقبات والمطبات، سواء كانت مصطنعة أو طبيعية، موضحا أن الوصول إلى اتفاق يضمن الأمن للجميع لا يزال بعيد المنال، في ظل وجود عوائق كبيرة تعترض تحقيق هذا الهدف.

وحول العلاقات الروسية- السعودية، شدد السفير جيلتوف على أن القيادة السعودية تتسم بالحكمة، وأن هذا ينطبق أيضا على الدول الشريكة الأخرى، موضحا أن هناك ضغوطا تمارس على الدول التي لا تدعم الموقف الغربي في المسألة الأوكرانية، إلا أن السعودية تنتهج سياسات حكيمة تصب في مصلحة المملكة قبل أي اعتبار آخر.

وأكد أن العلاقات بين روسيا والسعودية لا يوجد فيها ما يعيق تحقيق الأهداف المشتركة، لافتا إلى أن المحادثات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس الوزراء بشأن استضافة السعودية للمشاورات الروسية- الأميركية تعكس مستوى ثقة الطرفين الروسي والأميركي في المملكة.

في سياق آخر، أشار السفير إلى أن الجهات التي كانت وراء الانقلاب العسكري في أوكرانيا لتعزيز قدرات الجيش الأوكراني على مدى السنوات الثماني الماضية باتت تشعر بالإحباط والهستيريا.

أما فيما يخص التحركات والمبادرات الديبلوماسية العربية والخليجية، لا سيما الكويتية، إزاء الأوضاع في سورية وغزة، فقد أكد السفير ان القضية الفلسطينية بالغة الصعوبة والتعقيد نظرا للعوامل الداخلية والتدخلات الخارجية والتي تحمل للأسف رغبة اكيدة لطرد وتشريد الفلسطينيين، موضحا أن روسيا مع الشعب الفلسطيني ومع حقه في الوجود في أرضه ومسقط رأسه، مشددا على أن الشعب الفلسطيني يستحق حياة كريمة على أرضه.

وبين ان روسيا تتمنى ان يكون هناك صوت عربي موحد لرفض كل محاولات استبدال التسوية الحقيقية للقضية الفلسطينية بسيناريوهات وهمية لفرضها لتصفية القضية الفلسطينية وتفريغها من محتواها ودفنها.

وأضاف: الوجود الفلسطيني البشري في قطاع غزة خير دليل على أن هذه الأراضي للفلسطينيين ولو تم تشريدهم أو طردهم منها فلمن ستكون هذه الأراضي الخالية من الوجود البشري؟ وهل يمكن المضي قدما في تسوية القضية الفلسطينية بلا وجود فلسطيني غزة؟.

ولفت إلى وجود محاولات للاستفادة مما حدث في سورية، مضيفا: أتذكر مؤتمر الخرطوم عام 1967 أو قمة «اللاءات الثلاث» – مؤتمر القمة الرابع الخاص بجامعة الدولة العربية والذي عقد في العاصمة السودانية في 29 أغسطس 1967 – «على خلفية هزيمة عام 1967، وقد عرفت القمة باسم قمة «اللاءات الثلاث» حيث خرجت القمة بإصرار على التمسك بالثوابت من خلال لاءات ثلاث: «لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض» قبل أن يعود الحق إلى أصحابه.

واشار إلى وجود رغبة أكيدة من الأطراف الخارجية لإلغاء المبادئ الثلاثة والعمل على إلى التسوية الشاملة للقضية الفلسطينية المليئة بالمشاكل، موضحا أن العمل العربي المشترك يعول عليه في هذه الظروف الدقيقة.

وفيما يتعلق بالشأن السوري وما تتداوله بعض وكلات الانباء عن ان الوجود الروسي سينتهي في سورية وذلك لعزم روسيا نقل قواتها لخارج سورية، قال حينما: كنت سفيرا في السودان كنت اتلقى الكثير من الأسئلة عن مستقبل العلاقات الروسية ـ السودانية بعد ما حصل في عام 2019، وكانت اجابتي دوما أن نهر النيل يجري تحت جميع الانظمة، ولذلك نهر الفرات ايضا سيجري تحت جميع الانظمة، ولذلك مهما كان حجم التوترات الداخلية في سورية، روسيا ستظل موجودة بفضل تعاطف الشعبين الروسي والسوري، بغض النظر عن الانتماءات السياسية.

وأضاف: في روسيا لدينا الكثير من السوريين المهاجرين الذين لم يدعموا السلطة السورية السابقة إنما كانوا موجودين في روسيا، لأنهم كانوا دارسين وحاليا يعملون في روسيا والكثير منهم متجنسون، ولذلك نحن بالنسبة لسورية نقول إنه مهما كانت أجواء التوترات في سورية، روسيا موجودة وستبقى هناك ولكن المهم ان سورية أصبحت ساحة للألعاب الجيوسياسية للدول الخارجية.

وردا على سؤال حول موقف روسيا في حال طلب منها تسليم الرئيس السوري السابق بشار الأسد، قال: روسيا دولة مسؤولة، ولو اتخذ قرار فلا مفر من تنفيذه، ولا اريد أن أشير إلى بعض السوابق في العالم أنه في بعض القادة أصدقاء تم منحهم لجوء هم واسرهم في بعض الدول، فهل تم تسليمهم وارجاعهم إلى وطنهم الاصلي؟ لذا أرجوكم ان تتفهموا ذلك فلقد اتخذنا قرارا مسؤولا ولا رجعة فيه.

وبالعودة للشأن السوري، قال: أمضيت بسورية بشكل عام أكثر من 8 سنوات، سنة من 1993 إلى 1994 وسبع سنوات متتالية بين 2008 و2015 كوزير مفوض في سفارتنا هناك ولذلك كنت في قلب الأحداث السورية آنذاك في فترة من أشد فترات التوتر فيها ولذلك أنا على دراية بالشأن السوري، ومن قلب أتمنى أتمنى لسورية ألا تكرر أخطاء الدول الأخرى في هذا وان تتعامل مع كل دول الجوار دون اقصاء ولا استثناء.

الملحق العسكري الروسي: نقدّر موقف الكويت الحكيم إزاء أزمة أوكرانيا

في كلمة خلال الحفل، قال الملحق العسكري الروسي الكولونيل بيتر ريلشيكوف «إننا نحترم ونثمن عاليا الموقف الحكيم لدولة الكويت تجاه الأزمة في أوكرانيا».

واشار إلى ان يوم المدافع عن الوطن يمثل عيدا وطنيا يجسد التاريخ البطولي للجيش والقوات البحرية الروسية، ويجسد امتناننا العميق لأبناء وبنات الوطن المخلصين، ولجميع الذين لم يبخلوا بأنفسهم وهم يقاتلون العدو دفاعا عن وطنهم وشعبهم، إذ خاضوا المعارك بشرف وخرجوا منها منتصرين بعدما دحروا الغزاة الأجانب».

وتابع «ان الجيش القوي الحديث هو الضمان لأمن الدول وصون سيادتها والحفاظ على ديمومة تنميتها وازدهار مستقبلها، وإذ يقاتل الجنود الروس اليوم ليس من أجل مستقبل روسيا فحسب، بل وأيضا من أجل الحرية والاستقلال الحقيقي واحترام سيادة وأمن جميع الدول، ضد الاستعمار الجديد، وضد أفكار بعض الدول التي تزعم تفوقها على غيرها من البلدان صاحبة السيادة والاستقلال».

الأنباء

زر الذهاب إلى الأعلى