السفير الإيطالي : إعلان أخبار سعيدة عن إعفاء الكويتيين من «الشنغن» سبتمبر المقبل
وصف السفير الإيطالي لدى البلاد كارلو بالدوتشي زيارة وزير الخارجية الشيخ سالم العبدالله إلى إيطاليا مؤخرا بالناجحة والمثمرة بكل المقاييس، حيث وضعت خارطة طريق لمستقبل العلاقات الكويتية ـ الإيطالية نحو مزيد من التعاون الاستراتيجي ونقلة نوعية على صعيد تقوية الأواصر ومد جسور التواصل والتفاهمات بين البلدين الصديقين، فقد أثمرت توقيع 3 مذكرات تفاهم في غاية الأهمية ستفتح آفاقا جديدة تعود بالنفع على الشعبين الصديقين.
وكشف بالدوتشي عن اخبار سعيدة للكويتيين بخصوص ملف الإعفاء من الشنغن سيعلن عنها في سبتمبر المقبل في بروكسل، موضحا أنها لن تكون المرحلة النهائية لكنها خطوة مهمة إلى الأمام، لافتا إلى أن وزير خارجية بلاده أكد للشيخ سالم العبدالله أن بلاده ستبذل جهدا كبيرا لتسهيل حصول الكويتيين على التأشيرة طويلة الأمد متعددة السفرات في المرحلة الحالية.
وأشار إلى مشاورات دورية مع الجانب الكويتي في مجال التعاون العسكري كركن أساسي من أركان الحوار الاستراتيجي بين البلدين، لافتا إلى أن صفقة اليوروفايتر تسير وفق المعايير المتفق عليها، موضحا أن الكويت تسلمت 9 طائرات يوروفايتر وستتسلم طائرتين أو ثلاثا في غضون أسابيع قليلة وباقي العدد سيتم تسليمه نهاية عام 2024، فإلى التفاصيل:
ما مدى أهمية زيارة وزير الخارجية الشيخ سالم العبد الله إلى إيطاليا، وأبرز العناوين على أجندتها؟
٭ زيارة وزير الخارجية الشيخ سالم العبد الله كانت ناجحة ومثمرة بكل المقاييس حيث نقلت العلاقات الثنائية الإيطالية – الكويتية نقلة نوعية نحو مزيد من التعاون الاستراتيجي وتقوية أواصر العلاقات ومد جسور التواصل والتفاهمات بين البلدين الصديقين في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى التعاون وتقليل التوتر، وأنا على يقين بأن إيطاليا والكويت لديهما القدرة على إنجاز الكثير معا. وأهم ما يميز هذه الزيارة أنها وضعت خارطة طريق لمستقبل العلاقات الثنائية وخطة عمل لكل الأنشطة التي سيقوم بها البلدان على المدى القريب والمتوسط والبعيد.
إيطاليا والكويت بدأتا مرحلة جديدة مهمة من التعاون الثنائي خلال الأيام الماضية، حيث شهدت زيارة وزير الخارجية الكويتي الشيخ سالم العبد الله إلى روما خلال الأيام الماضية ولقاءه مع نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني التوقيع على 3 مذكرات تفاهم في غاية الأهمية ستدفع العلاقات الثنائية إلى آفاق جديدة تدعم وتعزز التعاون الثنائي بين البلدين وتعود بالنفع على الشعبين الصديقين، الاتفاقية الأولى مذكرة تفاهم تتعلق بالمجال السياسي وإقامة حوار استراتيجي مشترك بين إيطاليا والكويت يكون بمثابة المظلة التي تدعم وتعزز التعاون الثنائي وتستشرف آفاقا جديدة له، ستكون لدينا مشاورات تعقد بشكل دوري كل عام، بالإضافة إلى العديد من مجموعات العمل التي ستقوم بمتابعة تنفيذ ومراجعة ما تم الاتفاق عليه.
فيما تتعلق مذكرة التفاهم الثانية بالبرنامج التنفيذي للتعاون الثقافي خلال الأعوام (2023 – 2024 – 2025) وتعزيز انشطتنا الثقافية في الكويت والأنشطة الثقافية الكويتية في إيطاليا، وكما تعلمون لقد قمنا بالكثير من أجل دعم وتعزيز التعاون الثقافي بين البلدين الذي يمثل أرضية مشتركة للفهم المتبادل بين البلدين الصديقين من خلال ما تقيمه السفارة من معارض وعروض وحفلات موسيقية وورش عمل على الصعيد التعاون العلمي والاكاديمي، كما أن للجانب الثقافي الكويتي تواجدا مميزا في إيطاليا ينصب على المشاركة في بينالي البندقية «فينيسيا» في مجال الهندسة المعمارية.
أما المذكرة الثالثة فهي مذكرة تفاهم للتعاون الإنمائي بين الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية والوكالة الإيطالية للتنمية «البنك الوطني الإيطالي الترويجي» لإيجاد فرص تعاون مشتركة لتمويل عدد من المشروعات التنموية في افريقيا خصوصا الأمن الغذائي والتغير المناخي وغيرها من المشروعات ضمن أجندة الأمم المتحدة.
ومذكرات التفاهم الثلاث تشكل العمود الفقري لعملية تطوير العلاقات الإيطالية – الكويتية خلال الأعوام القادمة.
كما ناقش وزيرا الخارجية أبرز القضايا والملفات على الساحتين الإقليمية والدولية ومنها الأزمة الروسية – الأوكرانية، الموقف الراهن في سورية وإيران واليمن وأفغانستان وغيرها وهي ملفات تحتاج مشاورات بين دول مثل إيطاليا والكويت يهتمان دائما بتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي ويحاولون دائما بناء جسور التواصل بين الشعوب وإعلاء قيمة الحوار في مواجهة الأزمات.
شملت الزيارة أيضا لقاء جمع وزير الخارجية الشيخ سالم العبد الله مع رئيس الوزراء الإيطالي، ما أبرز المواضيع التي تمت مناقشتها خلال اللقاء؟
٭ اللقاء كان شاملا في إطار من الثقة والاحترام المتبادل وناقشنا خلاله موضوعات مختلفة منها المؤتمر الذي سيعقد في روما يوم 23 يوليو الجاري بعنوان الهجرة والتنمية وتم توجيه الدعوة للكويت لحضوره وننتظر من الجانب الكويتي الإعلان عمن سيمثلها في هذا المؤتمر.
لدينا قناعة بأن الكويت لديها دور كبير لتلعبه في هذا المؤتمر وننتظر مشاركتها فيه، كما وجهنا الدعوة أيضا للصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للمشاركة.
بعد توقيع مذكرة التفاهم الخاصة بإقامة الحوار الاستراتيجي بين البلدين، كيف ترى مستقبل العلاقات الكويتية – الإيطالية؟
٭ أعتقد أن العلاقات الإيطالية – الكويتية على الطريق الصحيح وتتطور بشكل مميز على كل الأصعدة ومختلف مجالات التعاون ولذلك نعتقد أن المستقبل اكثر إشراقا ويحمل الكثير من الآفاق الجديدة للتعاون والتي تصب في صالح الشعبين الصديقين وتعود بالنفع على البلدين. الحوار الاستراتيجي سيساهم في المضي قدما في دفع بعض المجالات ذات الاهتمام المشترك واحراز تقدم ملحوظ فيها.
هل تطرقت المحادثات الثنائية بين وزيري الخارجية إلى ملف إعفاء الكويتيين من تأشيرة الشنغن؟
٭ نعلم جيدا أهمية هذا الموضوع للكويت، وبالفعل تمت مناقشته في المباحثات الثنائية وتم إبلاغ وزير الخارجية بدعم إيطاليا الكامل لملف إعفاء الكويتيين من تأشيرة الشنغن وسنساند مطلبهم في بروكسل.
والأيام القادمة ستحمل اخبارا سعيدة للكويتيين فيما يتعلق بالإعفاء من الشنغن سيعلن عنها قريبا في بروكسل وتحديدا في سبتمبر المقبل، لن تكون المرحلة النهائية للإعفاء ولكنها خطوة مهمة إلى الأمام في هذا الملف.
وبخصوص الاقبال المتزايد على التأشيرة الإيطالية في الوقت الحالي فقد أكد وزير الخارجية الإيطالي أن إيطاليا ستبذل جهدا كبيرا لتسهيل حصول الكويتيين على التأشيرة الطويلة الأمد المتعددة السفرات.
كم يبلغ عدد التأشيرات التي اصدرها القسم القنصلي في السفارة منذ بداية العام حتى الآن؟
٭ كما سبق أن ذكرت أن الاقبال على التأشيرة متنام جدا والقسم القنصل بالسفارة يتعامل مع عدد هائل من الطلبات ونصدر ما بين 250 و300 تأشيرة في اليوم.
ما آخر مستجدات التعاون العسكري بين البلدين؟
٭ لدينا مشاورات دورية مع الجانب الكويتي في مجال التعاون العسكري والذي سيصبح ركنا أساسيا من أركان الحوار الاستراتيجي بين البلدين.
حاليا اهتمامنا منصب على تسليم الكويت باقي صفقة اليوروفايتر والتي تسير وفق ما هو متفق عليه حيث سلمنا الكويت 9 طائرات وهناك طائرتان أو ثلاث سيتم تسليمها للكويت خلال الأسابيع القليلة المقبلة وباقي العدد سيتم تسليمه في نهاية عام 2024.
ماذا عن تقييمكم للوضع الراهن للتبادل التجاري بين البلدين؟
٭ التبادل التجاري مع الكويت ناجح جدا وإيطاليا هي الشريك الاقتصادي الأوروبي الأول للكويت، ولقد بلغت الصادرات الإيطالية إلى الكويت ملياري يورو في عام 2022 وهذا يعني أن صادراتنا إلى الكويت قد تضاعفت مقارنة بعام 2019 والتي كانت تبلغ المليار يورو، كما شهدت الصادرات الكويتية إلى إيطاليا زيادة ملحوظة حيث بلغت 500 مليون يورو.
جدير بالذكر أن لدينا عددا هائلا من الشركات الإيطالية الصغيرة والمتوسطة في الكويت وهناك العديد من الشركات الإيطالية الكبرى المهتمة بالعمل في الكويت والمشاركة في المشاريع التنموية في إطار رؤية الكويت التنموية الطموحة 2035.
كيف ترون الدور الذي تلعبه الكويت إقليميا ودوليا على صعيد حل النزاعات وإحلال السلام؟
٭ الكويت تلعب دورا محوريا إقليميا وعالميا وهي أحد أبرز اللاعبين في حل النزاعات وإحلال السلام وهذا الدور البناء والإيجابي يزداد أهمية في الظروف التي يعيشها العالم فنحن في حاجة لهذا الدور وخصوصا في ظل إيمان الكويت والتزامها بالقانون الدولي وضرورة الاعتماد على الحلول الدبلوماسية والحوار كنهج لا بديل عنه في حل الازمات.
وفد من علماء الآثار الإيطاليين يصل إلى الكويت قريباً
لدى سؤاله عن آخر مستجدات التعاون الأثري الكويتي ـ الإيطالي لاسيما أنه من أبرز مجالات التعاون، قال السفير الإيطالي كارلو بالدوتشي: بالفعل التعاون الأثري من أبرز مجالات التعاون الثنائي وأقدمها حيث بدأ في نهاية السبعينيات، ونحن في انتظار وصول وفد من علماء الآثار الإيطاليين في الأيام المقبلة لمناقشة الخطوات الأولى من التعاون الجديد في منطقة كاظمة وفق الاتفاقية التي تم توقيعها بين جامعة لاسابيينزا في روما والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب. ومن المتوقع أن تبدأ البعثة الإيطالية اعمالها في النصف الثاني من هذا العام.
الأنباء