السفيرة الأميركية: الصحافيون لم يتحولوا إلى ديناصورات… على وشك الانقراض
«الكويت القائدة في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط في ما يتعلق بحرية الصحافة»

– ماكبرايد: المعلومات المغلوطة تنتشر بشكل سريع جداً
– الخليفة: الكويت فقدت 45 مرتبة في مؤشر حرية الصحافة
– المطيري: صعوبة في الحصول على معلومات مؤكدة من مصادرها
رأت السفيرة الأميركية لدى البلاد ألينا رومانوسكي، أن حرية الصحافة مبدأ أساسي من مبادئ الديموقراطية، من شأنها أن تبقي الجمهور على اطلاع، وتمكن من محاسبة المسؤولين، لافتة إلى أن حرية الصحافة تتطلّب يقظة بالغة للمحافظة عليها.
ورفضت رومانوسكي خلال ندوة افتراضية، بعنوان «حرية الصحافة في الكويت»، فكرة أن الصحافيين أصبحوا ديناصورات وعلى وشك الانقراض، مؤكدة وجود صحافة نشيطة جداً في الكويت.
وتابعت «لا أقول إنكم لا تواجهون مشاكل أو تحديّات، ولكن مقارنة بالدول الأخرى في المنطقة، أعتقد أنكم ما زلتم تتمتعون بصحافة نابضة، إضافة إلى القدرة على الولوج إلى مواقع التواصل المتاحة في الكويت، لذلك أعتقد أن الكويت لا يزال فيها صحافة حيوية، ونشهد الكثير من التغييرات في البلدان كافة، ولكن في الكويت، ما زلتم تحافظون على حرية الصحافة».
وأضافت «أنا أعتقد أن الصحافة الاستقصائية صعب القيام بها، وهذا الأمر صعب أيضاً في الولايات المتحدة، فكلنا نواجه نفس الصعوبات والتحديات، لذلك، أنا أكثر تفاؤلاً بما يتعلّق بحرية الصحافة في الكويت، والشعب الكويتي أيضاً يريد صحافة حرة ونشيطة، لذلك، أنا متفائلة فيما يتعلّق بهذا الموضوع».
وأردفت قائلة «على غرار المجتمعات الديموقراطية، وأضم الكويت لها، فإن الولايات المتحدة والكويت ضمنتا حرية الصحافة في الدستور، وعلى مدى طويل، كانت الكويت القائدة في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط في ما يتعلق بحرية الصحافة، لكن هذه الحرية تتطلّب يقظة بالغة للمحافظة عليها».
وقالت إن «على كافة الحكومات حماية حرية الأفراد الصحافيين وكتّاب الرأي، للانخراط في الصحافة الاستقصائية وحرية الصحافة، وأيضاً على الصحافيين بدورهم، التأكد من نشرهم للمعلومات الموثوقة».
من جانبها، أكدت رئيسة قسم الاتصالات في كلية كولمبيا شيكاغو الكاتبة الصحافية البروفيسور سوزان ماكبرايد، أنه على مدار الثلاث عقود الماضية حدثت تغيرات كبيرة في ما يخص حريتي الصحافة والتعبير، مستعرضة المخاطر التي يتعرض لها الصحافيون حول العالم، موضحة أن الـ 25 عاماً الأخيرة شهدت مقتل من 40 إلى 70 صحافياً خلال تأدية مهامهم.
ولفتت إلى خطورة نشر المعلومات المغلوطة، والتي تنتشر بشكل سريع جدا، موضحة أن هذه المشكلة ظهرت بشكل واضح خلال جائحة «كورونا»، داعية مستخدمي مواقع التواصل، إلى ضرورة التحقق من المعلومات بشكل دقيق قبل نشرها، كما يجب أن يكون هناك ميثاق صحافي يلتزم به الجميع، فضلاً عن ضرورة البدء بحملات لنشر الوعي بدور الصحافة والعمل الصحافي.
بدوره، تحدث رئيس جمعية الإعلاميين الكويتية الدكتور يوسف الخليفة، عن تراجع مؤشر حرية الصحافة الكويتية، لافتا إلى أن الكويت فقدت 45 مرتبة في مؤشر حرية الصحافة خلال 10 سنوات.
وقال الخليفة إن هناك تقييداً من إطار تشريعي وقانوني، إذ إن القوانين والتشريعات الإعلامية فيها تقييد كبير في حق الحصول على المعلومة وتداولها، مضيفا «لدينا مشكلة في العمل الصحافي، تكمن في عدم وجود بيئة تشريعية تضمن حقوق الإعلاميين وتدعمهم في الحصول على المعلومات».
من ناحيتها، تحدثت رئيس تحرير صحيفة برواز الإلكترونية بدور المطيري، عن تجربتها الصحافية في مجال عملها والتحديات والقيود التي تواجه العاملين في مهنة الصحافة، وصعوبة الحصول على المعلومات المؤكدة من مصادرها.
وشددت على ضرورة مساعدة الصحافي على أداء عمله، ونشر ثقافة التسامح واحترام الرأي الآخر بين الشعب الكويتي الذي يستخدم منصات التواصل الاجتماعي، لافتة إلى دور الإعلام في كشف قضايا الفساد.
مخاطر تواجه الصحافيات
استعرضت ماكبرايد نتائج دراسة أجرتها اليونسكو، على عينة مكونة من 900 صحافية، حول المخاطر التي تتعرض لها الصحافيات، موضحة أن الدراسة كشفت عن نتائج مخيفة منها:
• أكثر من 70 في المئة من الصحافيات تعرضن لتعنيف عبر الإنترنت.
• 25 في المئة تعرضن للتهديد بالعنف الجسدي.
• 18 في المئة تعرضن للتهديد بالقتل.
• 20 في المئة تعرضن للتنمر.
• 41 في المئة تعرضن لحملات ممنهجة من التشوية.
• هجوم إلكتروني تتعرض له الصحافيات، وخصوصا ذوات البشرة الداكنة، والأصول العرقية المختلفة.
• 20 في المئة من الصحافيات مارسن رقابة ذاتية على منشوراتهن في مواقع التواصل.
المصدر: جريدة الراي