«الدفاع الخليجي» يحدّث خططه ويتولى تأمين الأجواء

في إطار سلسلة الردود الخليجية القوية على عدوان الاحتلال الإسرائيلي الغاشم على قطر، اتخذ مجلس الدفاع المشترك في مجلس التعاون جملة من القرارات العسكرية لتحقيق أمن واستقرار وسلامة كل دوله، والتصدي لأي تهديدات أو اعتداءات محتملة تهدد استقرار المنطقة.
وعقد مجلس الدفاع المشترك دورته الاستثنائية في الدوحة، بحضور وزير الدفاع الكويتي الشيخ عبدالله السالم، ورئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري، الشيخ سعود بن عبدالرحمن، ونظرائهما في الإمارات محمد المزروعي، والبحرين عبدالله النعيمي، وعمان محمد الزعابي، ونائب وزير الدفاع السعودي عبدالرحمن بن عياف، والأمين العام لمجلس التعاون جاسم محمد البديوي، تنفيذاً لتوجيهات قادة دول مجلس التعاون لتقييم الوضع الدفاعي الخليجي ومصادر التهديد في ضوء العدوان الإسرائيلي على قطر، وتوجيه القيادة العسكرية الموحدة لاتخاذ الإجراءات التنفيذية اللازمة لتفعيل آليات الدفاع المشترك وقدرات الردع الخليجية.
وبحث أعضاء مجلس الدفاع المشترك المسائل والموضوعات المتعلقة بالاعتداء الاسرائيلي والانتهاك الصارخ لسيادة وسلامة دولة قطر، وتهديد أمنها واستقرارها، ودان بأشد العبارات هذا الاعتداء العسكري الخطير، مؤكداً أن هذا العمل العدواني يمثل تصعيداً خطيراً ومرفوضاً ومخالفة جسيمة لمبادئ القانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة، وأن الاعتداء على دولة قطر هو اعتداء على دول مجلس التعاون جميعاً، وتؤيدها في جميع الإجراءات التي تتخذها لمواجهة هذا الاعتداء، للحفاظ على أمنها والدفاع عن وحدتها وسلامة أراضيها، وبأن هذا الاعتداء يشكل تهديداً مباشراً لأمن واستقرار المنطقة برمتها، وتعدياً على الجهود الدبلوماسية والوساطة التي تقوم بها دولة قطر، للتوصل الى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، مشددين على أن أمن دول المجلس كل لا يتجزأ، وفقاً لما نصت عليه اتفاقية الدفاع المشترك، وبهذا الشأن قرر مجلس الدفاع المشترك، الآتي:
القيادة الموحدة
اتفق أعضاء مجلس الدفاع المشترك على زيادة تبادل المعلومات الاستخبارية من خلال القيادة العسكرية الموحدة، والعمل على نقل صورة الموقف الجوي لجميع مراكز العمليات بدول المجلس، وتسريع أعمال فريق العمل المشترك الخليجي لمنظومة الإنذار المبكر ضد الصواريخ البالستية.
وشددوا على تحديث الخطط الدفاعية المشتركة بالتنسيق بين القيادة العسكرية الموحدة ولجنة العمليات والتدريب لدول مجلس التعاون، وتنفيذ تمارين مشتركة بين مراكز العمليات الجوية والدفاع الجوي خلال الأشهر الـ3 القادمة على أن يتبعه تمرين جوي فعلي مشترك (قطاعات).
واتفقوا أيضاً على استمرار العمل والتنسيق والتشاور على كل المستويات العسكرية والاستخباراتية، لاستكمال تعزيز التكامل الدفاعي الخليجي، والعمل على تكثيف وربط الأنظمة الدفاعية لمواجهة كل المخاطر والتحديات، بما يضمن تحقيق أمن واستقرار وسلامة كل دول مجلس التعاون، والتصدي لأي تهديدات أو اعتداءات محتملة تهدد استقرار المنطقة.
رؤساء الأركان
وقبل ساعات، شهدت الدوحة أيضاً الاجتماع العاجل للجنة العسكرية العليا لرؤساء أركان القوات المسلحة بدول مجلس التعاون الخليجي، وجرى خلاله استعراض التحديات الأمنية والعسكرية على الساحتين الإقليمية والدولية، وبحث العديد من المواضيع التي تسهم في تعزيز مستقبل السياسة الدفاعية الخليجية، وتقوية التنسيق في مجالات التعاون العسكري بين الدول الأعضاء وفق استراتيجية موحدة تخدم الأمن الخليجي المشترك.
وخلال الاجتماع، شدد رئيس الأركان العامة للجيش، الفريق الركن خالد الشريعان، على تضامن الكويت الكامل والراسخ مع قطر جراء ما تعرضت له من عدوان من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، كما أكد أن أمن دول المجلس كل لا يتجزأ، وأن أي مساس بأمن إحدى دولنا إنما هو مساس بأمننا جميعاً.
ودعا إلى تعزيز الخطط العملية الدفاعية المشتركة بين قواتنا المسلحة، والعمل المستمر على تكامل قدراتنا الدفاعية للحفاظ على أمننا واستقرارنا.
وقالت وزارة الدفاع القطرية إن اجتماع اللجنة العسكرية، الذي ترأسه رئيس الأركان القطري الفريق الركن طيار جاسم المناعي، دانت بأشد العبارات الاعتداء الإسرائيلي والانتهاك الصارخ لسيادة دولة قطر، مؤكدة أن هذا العمل يمثل تصعيداً خطيراً ومخالفة لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
كما أكدت اللجنة العسكرية العليا أن الاعتداء على دولة قطر هو اعتداء على دول مجلس التعاون التي تؤيدها في جميع الاجراءات التي تتخذها لمواجهة هذا الاعتداء.
قطر والضربة
وفي إطار التحركات لاتخاذ إجراءات قانونية ضد إسرائيل، اجتمع كبير المفاوضين القطريين وزير الدولة للشؤون الخارجية محمد الخليفي مع رئيسة المحكمة الجنائية الدولية توموكو أكانيه.
وأكّد مسؤول قطري، أمس، أن الاجتماع جاء في إطار سعي الدوحة لسلوك «كل السبل القانونية والدبلوماسية المتاحة لضمان محاسبة المسؤولين عن الهجوم الإسرائيلي على قطر»، الذي وصفه بـ»غير القانوني وبانتهاك جسيم للقانون الإنساني الدولي».
وأفاد المسؤول بأن قطر «ستواصل الانخراط مع الشركاء والمؤسسات الدولية لتعزيز احترام سيادة القانون، ومنع المزيد من الانتهاكات، والحفاظ على السلام والأمن في منطقتنا».
في موازاة ذلك، كشف مسؤول في وزارة الحرب الأميركية أن المقاتلات الإسرائيلية أطلقت صواريخ بالستية فوق البحر الأحمر لاستهداف قادة حركة حماس في قطر الأسبوع الماضي، في هجوم غير مسبوق يرجح أنه صمم لتجاوز أنظمة الدفاع الجوي، وتفادي دخول أجواء أي دولة شرق أوسطية.
وقال مسؤول أميركي آخر إن الضربة كانت هجوماً «عبر الأفق» من خارج المجال الجوي القطري.
اتفاق نووي
وبعد أسبوع من العدوان الإسرائيلي، الذي قلب الحسابات الدبلوماسية في المنطقة رأساً على عقب، قررت السعودية توسيع تحالفها مع باكستان بتوقيع اتفاقية الدفاع الاستراتيجي المشترك.
وقال مسؤول سعودي بارز لوكالة «رويترز» أمس الأول إن الاتفاقية، التي وقعها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ورئيس الوزراء محمد شهباز شريف، «شاملة وتتضمن جميع الوسائل العسكرية، وتعكس تعاوناً طويل الأمد بين البلدين، وليست استجابة لأحداث محددة».
وعندما سئل المسؤول السعودي عما إذا كانت باكستان ستكون ملزمة بتزويد السعودية بمظلة نووية بموجب الاتفاقية، قال: «هذه اتفاقية دفاعية شاملة تشمل جميع الوسائل العسكرية». وأثار اتفاق السعودية وباكستان تفاعلاً كبيراً ووصف بأنها «رسالة ردع لإسرائيل»، و»رسالة إلى واشنطن».
في غضون ذلك، ألمح رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، دون تقديم أدلة، إلى أن الشائعات حول تورطه في مقتل المحافظ الأميركي المتشدد، تشارلي كيرك، قد تكون ممولة من قطر.
الجريدة













