«الخيمة» تصبح أمل الناجين وملاذهم..رعب الزلازل يُوقع المزيد من الضحايا في سوريا

قبل ان يستفيقوا من صدمة زلزال 6 فبراير المدمر قبل أسبوعين، أمضى مئات الآلاف من السوريين أوقاتهم محتارين بين البقاء في الشوارع والحدائق والساحات المفتوحة في ظل درجات حرارة شديدة البرودة، وبين العودة إلى منازلهم التي هزها الزلزالان الجديدان اللذان ضربا سورية بمقياس 6.4 و5.8 درجات على مقياس ريختر مساء أمس الأول، ووصلت موجاتهما الزلزالية وهزاتهما الارتدادية إلى نحو 100، وشعر بهما سكان لبنان وفلسطين وأجزاء من الأردن وقبرص.
أصبحت الخيام مكانا آمنا يفكر فيه الناجون من الزلازل ما لم تثبت الفحوصات سلامة منازلهم.
وبعد ان نجوا من الزلزال الأول في سوريا وتركيا، لم يحالف الحظ أشخاص فقتلوا في الزلزالين الجديدين
وقال محمد إرماك (34 عاما)، وهو موظف : «مادت الطريق مثل الموج، السيارات تحركت من اليسار إلى اليمين. صدمنا»، مشيراً إلى أنه ينام في سيارته منذ أكثر من 15 يوماً أي منذ الزلزال الأول.
وقالت امرأة تدعى منى وهي تحمل ابنها البالغ من العمر 7 سنوات: «ظننت أن الأرض ستنشق تحت قدمي»، مبينة أنها تعيش الان في خيمة بعدما اضطرت لترك منزلها بسبب الزلزال الأول.
ووفقاً لما نقلته وسائل اعلام سورية تعرض أكثر من 350 شخصاً بكسور وجروح متفاوتة وحالات إغماء وانهيار لأبنية متصدعة في سورية نتيجة الهزات الجديدة، بالإضافة إلى وفاة 3 أشخاص منهم 3 في حلب و2 في دمشق وواحدة في حماة وواحدة في طرطوس.
وبينت الطبابة الشرعية في سوريا أن سبب الوفيات والإصابات يعود إلى حالة التدافع والهلع التي أصابت المدنيين السوريين في تلك المناطق وكذلك تساقط الحجارة من الأبنية المتداعية، بالإضافة إلى وقوع أكثر من 500 إصابة غالبيتها نتيجة انهيارات عصبية ونوبات قلبية، حيث بقي الكثير من السوريين في الشوارع أو في سياراتهم أو في حافلات عامة وفي خيام تمكنوا من تأمينها، ولم يعودوا لمنازلهم حتى الفجر خشية وقوع هزات جديدة.
إلى ذلك، دعت منظمة «إغاثة جوعى العالم» الألمانية إلى تقديم المزيد من المساعدة للسوريين المتضررين.
في غضون ذلك، أعلنت المنظمات التابعة للأمم المتحدة أنها ستواصل دعمها لتركيا وسورية عقب الزلزال الجديد.
وقال مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس في تغريدة عبر تويتر أمس: «نحن قلقون من الزلازل التي تتسبب في المزيد من الخسائر في الأرواح والإصابات في تركيا وسورية».
بدوره، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، إن الزلزال الجديد سبب الخوف والأذى لكل من عانى من الزلازل السابقة في تركيا وسورية.
وأضاف عبر تويتر أن فرق المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تواصل جهود الإغاثة في المناطق المتضررة من الزلزال.