الاتحاد الأوروبي يوجه ضربة لشركة «آبل»

وجَّه الاتحاد الأوروبي ضربة كبيرة لشركة «آبل» الأمريكية العملاقة التي تنتج هواتف «آيفون» وكمبيوترات «آيباد» اللوحية، وذلك باتخاذ قرار يقضي بـ«توحيد وتثبيت سلك الشحن» بما يحجب عن الشركة الأمريكية واحداً من الأدوات التي كانت تتلاعب بها وتحقق من خلالها الكثير من الأرباح طوال السنوات الماضية.

وحسب أحدث القرارات التي أصدرها الاتحاد الأوروبي فسوف تكون شواحن «USB-C» إلزامية لجميع الهواتف والأجهزة الإلكترونية المحمولة الأخرى التي تباع في الاتحاد الأوروبي اعتباراً من عام 2024.

وقال الاتحاد الأوروبي إن سلك شحن موحد لأجهزة متعددة سوف يقلل من النفايات الإلكترونية، وبالتالي سوف يحافظ على البيئة العامة في العالم.

وقال تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية، إنه سيتعين على «آبل» تغيير فتحة الشحن والتوصيل على أجهزة «آيفون» المباعة في أوروبا بحلول عام 2024 وفقاً لهذه القواعد الجديدة التي أقرها الاتحاد الأوروبي.

والقرار الجديد الذي تم الإعلان عنه في ستراسبورغ الأسبوع الماضي يعني أن شركة «آبل» ستضطر إلى تغيير منفذ الشحن على أجهزة «آيفون» الخاصة بها في جميع دول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة.

وحالياً، تستخدم أجهزة «آيفون» تقنية موصل الطاقة الخاصة بشركة «آبل» ويدعى «لايتننج» بينما تستخدم الأجهزة التي تعمل بنظام أندرويد شواحن «USB-C» وهي التي اعتمدها الاتحاد الأوروبي.

ويريد الاتحاد الأوروبي سلك شحن موحد للهواتف الذكية والأجهزة الأخرى لتقليل النفايات الإلكترونية، لكن «آبل» تقول إن هذا سيحد من الابتكار ويضر المستهلكين.

ويقدر الاتحاد أن أجهزة الشحن المهملة أو غير المستخدمة تمثل 11 ألف طن متري من النفايات الإلكترونية في أوروبا كل عام.

وسيتمكن المشترون في دول الاتحاد الأوروبي أيضاً من اختيار ما إذا كانوا يريدون شراء أجهزة جديدة مع أو بدون جهاز شحن، كجزء من لوائح الاتحاد الأوروبي الجديدة.

وتم الإعلان عن هذه القاعدة الجديدة التي ستدخل حيز التنفيذ بحلول خريف 2024 في ايلول/سبتمبر الماضي، لكنها جاءت بعد أكثر من عقد من دفع البرلمان الأوروبي من أجلها.

وسيعني ذلك أن المستهلكين في الاتحاد الأوروبي سيكونون قادرين على استخدام شاحن «يو أس بي» مشترك من النوع «سي» لجميع الأجهزة الإلكترونية المحمولة الصغيرة والمتوسطة الحجم والقآبلة لإعادة الشحن.

وتشمل الأجهزة التي تخضع لهذه التعليمات الجديدة الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية وأجهزة القراءة الإلكترونية وسماعات الأذن والكاميرات الرقمية وسماعات الرأس وسماعات الرأس وأجهزة ألعاب الفيديو المحمولة ومكبرات الصوت المحمولة.

ويتم أيضاً تغطية أجهزة الكمبيوتر المحمولة، ولكن سيكون لدى الشركات المصنعة وقتاً إضافياً للامتثال.

وفي النهاية، يجب أن يجعل الحياة أسهل للمستهلكين الذين سئموا البحث في مجموعة متشابكة من الكآبلات للكآبل المناسب.

وقال ألكس أجيوس صليبا، عضو البرلمان الأوروبي، الذي قاد المفاوضات الخاصة بالبرلمان الأوروبي: «هذه قاعدة ستطبق على الجميع».

وأضاف: «إذا أرادت شركة آبل أو أي شخص تسويق منتجاته، وبيعها داخل سوقنا، فعليه الالتزام بقواعدنا ويجب أن يكون أجهزته من هذا النوع».

وسيتم التصديق على القرار رسمياً من قبل البرلمان الأوروبي وبين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بعد الصيف قبل دخوله حيز التنفيذ.

ومن غير المؤكد ما إذا كان القرار سيؤثر على منتجات «آبل» في بريطانيا ودول أخرى خارج الاتحاد الأوروبي لكنها داخل القارة الأوروبية.

وحدد الاتحاد الأوروبي أيضاً معايير لمنح المستهلكين الحق في اختيار ما إذا كانوا يريدون شراء أجهزة جديدة بشاحن أو بدونه، وهو ما يقدر أنه سيوفر للمستهلكين 250 مليون يورو (212 مليون جنيه إسترليني) سنوياً.

وقال الاتحاد الأوروبي في بيان: «سيتم تزويد المستهلكين بمعلومات واضحة عن خصائص الشحن للأجهزة الجديدة، مما يسهل عليهم معرفة ما إذا كانت أجهزة الشحن الحالية متوافقة أم لا».

وأضاف: «سيتمكن المشترون أيضاً من اختيار ما إذا كانوا يريدون شراء معدات إلكترونية جديدة بجهاز شحن أو بدونه».

وفي حين أن العديد من صانعي الإلكترونيات بدأوا في استخدام منافذ «يو أس بي سي» على أجهزتهم، كانت «آبل» واحدة من المعوقات الرئيسية.

ومع ذلك، فقد أشارت الشائعات بالفعل إلى أن «آبل» تخطط لاستبدال الشاحن الخاص بها، ربما تحسباً لقرار الاتحاد الأوروبي الجديد.

ومنذ عام 2012 أصبحت أجهزة آيفون مزودة بمنفذ «لايتننج» الخاص بالشركة وكابلات التوصيل، والتي حلت محل الموصل السابق ذي 30 سناً.