أذربيجانمقالات

الأذربيجانيون يستعيدون فرحة الانتصارات العظيمة

في الذكري الأولي للقبضة الحديدية

بقلم: المستشرق والباحث/ هاشم محمدوف

 

بفرحٍ كبير يستقبل الأذربيجانيون حول العَالَم الذكري الأولي لحرب التحرير العظمي “القبضة الحديدية”، التي رسم خلالها جيش أذربيجان الوطني تحت قيادة الرئيس إلهام علييف ملحمة وطنية لم يسبق لها مثيل في تاريخ أذربيجان الحديث، حيث توحَّد الشعب الأذربيجاني الأبي مع جيشه الوطني حول القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتضامن الجميع علي يد رجلٍ واحد وقبضة واحدة، حيث كانت القرارات السياسية الحكيمة وقبضته الشهيرة خلال حرب قراباغ الثانية 2020، رمزاً لتصميم الجيش الأذربيجاني الذي أحرز النصر، ومنحته هذه القبضة الشهيرة حماسةً كبيرةً على مختلف خطوط الجبهة. 

     دعت أذربيجان أرمينيا مراراً وتكراراً وفي جميع المناسبات والمحافل إلى وقف الإستفزازات، ومع ذلك، واصلت محاولاتها المُتكرِّرَة لتعطيل عملية السلام، في مسعى منها إلى جَر أذربيجان صوب الحرب مُجَدداً. وهكذا، وعلى الرغم من استمرار تفشي وباء كوفيد 19، إلا أن أرمينيا في 27 سبتمبر 2020 انتهكت دعوات عديدة للأمم المتحدة إلى وقف إطلاق النار، حيث تم استشهاد عدد من الجنود الأذربيجانيين، إلي جانب عدد آخر من المدنيين المسالمين.     

     وعلى الرغم من اتفاقات وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، لم تتخلَ أرمينيا عن هجماتها، وخرقها تلك الاتفاقات، فما كان من القرار الشجاع الحكيم الذي اتخذه الرئيس إلهام علييف يوم 27 سبتمبر 2020، بأن موقف أذربيجان قائم على القانون الدولي والعدالة، وأذربيجان تقاتل على أرضها، وتخوض حرباً فرضت عليها، من أجل استعادة وحدة أراضي أذربيجان.  

     انتهت الحرب الوطنية العُظمى بعد أن حققت أهدافها في تحرير الأرضي المحتلة، فأنجزت القوات المسلحة الأذربيجانية تلك الأهداف الكبري خلال 44 يوماً، حيث كتبت في سجلات التاريخ بدماء الشهداء ملحمة مجيدة سيخلدها التاريخ بحروف من نور، بعد أن أرغمت العدو علي توقيع وثيقة الإستسلام. وهكذا، عاش شعب أذربيجان الأبي، الذي يرفض إلا أن يعيش بعزة وكرامة وكبرياء، عاش ومازال يعيش بهجة النصر التي كان ينتظرها منذ ثلاثين عاماً، فقد كانت من نتائج تلك الانتصارات الخالدة أن لَمس شعب أذربيجان روح الوِحدة الفولاذية بين الشعب والجيش. وأظهر الأذربيجانيون داخل الوطن وفي مختلف بقاع العَالَم تضامنهم التام مع وطنهم وقضيتهم العادلة.  

     يَعيش الأذربيجانيون اليوم، شعباً وجيشاً وقيادة لحظات تاريخية، لحظات المجد والعزية والكرامة والكبرياء، التي كان من أجلها استعادة وتحرير أراضي قراباغ، لذلك يشعر كل أذربيجاني اليوم بالفخر الوطني الذي  يُعزّز الانتماء للوطن أذربيجان، فلقد أظهرت حرب قراباغ الثانية 2020، للعَالَم أجمع قوّة الهوية الوطنية للشعب الأذربيجاني، ففي مثل هذه الأيام، عملت الاستفزازات الأرمينية، علي استعادة شعبنا لوحدة وتضامنه أكثر من أي وقت مضي، وها هي الأمة الأذربيجانية تلتف حول قضيتها العادلة وحقوقها المشروعة، وحول قائدها وجيشها، فلقد التقوا تحت سقف واحد، مُعَظِّمِين الشجاعة التي أظهرها جيشهم الوطني، والتي ألهمتم أكثر من أي وقت مضى، فلقد ظهرت كل الخصال النبيلة من جديد في خِضم الشدائد، فأكدت لكل شعوب العالم أن الأذربيجانيين لا ينحنون ولا يقيبلون بالهزيمة، رغم حبه للسلام والتعايش في أمان واستقرار، ولكنهم أشداء علي علي معتد أثيم.  

      إن الإرادة اللامتناهية للنصر، واستعداد كل مواطن أذربيجاني للتضحية بروحِه وجَسده وكل ما يملك من أجل تراب هذا الوطن، يعد هو الانتصار الأكبر، لأن وجود مثل هذه الروح والعزيمة هي وحدها القادرة علي حماية تراب الوطن من أي عدوان تسول له نفسه الاعتداء عليه. 

      أثبت جيش أذربيجان الوطني الباسل تحت القيادة الحكيمة للقائد الأعلى للقوات المسلحة، أنه رمز الشموخ والصمود وأنه درع الوطن ضد أي اعتداء، فلقد أظهر مهاراته واستراتيجيات العسكرية المُبتكرة، التي لم يكن يعمل لها المحتل أي حساب، وذلك بفضل الأسلوب العلمي الحديث في بناء الجيوش الحديثة من حيث الاستراتيجيات والخطط والتسليح والتدريب، فوضعت أذربيجان بملحمة القبضة الحديدية نموذجاً يتد دراسته في أعرق المداراس والأكاديميات العسكرية في الوقت الراهن. 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى