أفادت مجلة “ساينس” أن العلماء الذين قاموا بحفر أكثر من ميل واحد في عمق جليد القطب الجنوبي اكتشفوا معدنا نادرا ما يُرى على الأرض ولكنه يوجد بكثرة على سطح المريخ.
ويتطلب المعدن الأصفر-البني، المسمى جاروسيت (jarosite)، تكوين كل من الماء والظروف الحمضية، وفقا لوكالة ناسا، وهي ظروف يصعب العثور عليها الآن على الكوكب الأحمر.
ومع ذلك، بعد أن اكتشف مسبار “أوبورتيونيتي” لأول مرة الجاروسيت على سطح المريخ في عام 2004، ظهر المعدن في عدة مواقع على كوكب المريخ، تاركا العلماء يتساءلون كيف أصبح هذا المعدن شائعا للغاية، حسبما ذكرت مجلة “ساينس”.
وافترض البعض أنه عندما غطى الجليد الكوكب منذ مليارات السنين، فإن الغبار الذي يحتوي على المعادن المطلوبة، الحديد والكبريتات والبوتاسيوم، ربما يكون محتجزا بالداخل.
وقال مؤلف الدراسة جيوفاني باكولو، الجيولوجي في جامعة ميلانو بيكوكا، لمجلة “ساينس”: “المريخ مكان مغبر، كل شيء مغطى بالغبار. ولكن في حين أن الجليد كان من الممكن أن يوفر البيئة الرطبة اللازمة لتحويل الغبار الحمضي إلى جاروسيت، فإن العلماء لم يروا في الواقع الغبار والجليد يتفاعلان كيميائيا لتكوين المعدن”.
ولكن اكتشاف الجسيمات الجاروسيتية المحبوسة في جليد القارة القطبية الجنوبية قد يدعم هذه النظرية، حسبما أفاد الباحثون في ورقة نشرت في 19 يناير في مجلة Nature Communications.
وعلى الأرض، يعتبر الجاروسيت معدنا نادرا ينشأ في نفايات التعدين المعرضة للهواء والمطر، وفقا لما ذكره موقع “ساينس”. ويمكن أن تتشكل أيضا بالقرب من فتحات البراكين، وفقا لوكالة ناسا.
وقال باكولو وزملاؤه إنهم لم يتوقعوا أبدا العثور على المعدن في القارة القطبية الجنوبية. ولكن عندما سحب الفريق قلبا جليديا بطول ميل تقريبا (1620 مترا) من الأرض، وجدوا آثارا من الجاروسيت، أصغر من حبيبات الرمل، مدفونة في أعمق طبقات الجليد.
وبعد فحص الجسيمات بالمجهر الإلكتروني، استنتج الفريق أن الجاروسيت تشكل في جيوب داخل الجليد.
ويشير هذا الاكتشاف إلى أن المعدن تشكل بنفس الطريقة على المريخ، على الرغم من أنه على الكوكب الأحمر، يظهر الجاروسيت في “رواسب بسمك أمتار”، وليس في صورة حبيبات قليلة متناثرة، بحسب ميغان إلوود مادن، عالمة الكيمياء الجيولوجية بجامعة أوكلاهوما والتي لم تشارك في البحث.
ولاحظ باكولو أن هذه الرواسب شديدة السُمك من الجاروسيت تكونت على سطح المريخ لأن الكوكب الأحمر أكثر غبارا من القارة القطبية الجنوبية، ما يوفر المزيد من المواد الخام لتكوين الجاروسيت. وقال: “هذه فقط الخطوة الأولى في ربط جليد القطب الجنوبي العميق ببيئة المريخ”.