كازاخستان

افتتاح حديقة السلام والمصالحة في العاصمة الكازاخستانية

عبدالحميد حميد الكبي

في قلب عاصمة كازاخستان، أستانا، تألقت حديقة السلام والمصالحة بافتتاحها الرسمي، لتكون منارة ثقافية والتفاهم بين الأديان والقوميات. هذا المشروع الفريد، الذي شهد حضور مندوبي المؤتمر الثامن لزعماء الأديان العالمية والتقليدية، يعكس رؤية كازاخستان كجسر روحي يربط بين الشعوب، في زمن يتطلب السلام أكثر من أي وقت مضى.

تقع الحديقة عند تقاطع شارعي Tәuelsіzdіk وPanfilov على ضفاف نهر Yesil، وتتميز بتصميمها الرمزي الآسر. يبرز نصب “شجرة الحياة” كعنصر مركزي، حيث تتجسد تحت قبة خيمة سماوية ترمز إلى وحدة الدول والشعوب. أربعة مداخل تواجه الجهات الأربع – الشرق والغرب والجنوب والشمال – تعكس المساواة والانفتاح، بينما تربط شجرة بلوط في الوسط الماضي بجذورها، والحاضر بجذعها، والمستقبل بتاجها، لتكون رمزًا للأمل والازدهار.

تتألق الحديقة بتفاصيل فنية تحمل معانٍ عميقة. الجدار الأول، “كازاخستان – بوابة التنوع”، يحاكي قوانين الكون بزخارفه الهندسية والنباتية. الجدار الثاني، “كازاخستان – مركز السلام والازدهار”، يضم ياقوتة ترمز للشمس وطائرًا أبيض يحمل غصن السلام. أما الجدار الثالث، “الخلق العظيم”، فيعكس خلق العالم بتوهجه الذهبي، بينما يجسد الجدار الرابع، “انسجام الأديان”، وحدة المباني الدينية في كازاخستان بنمط فني متناغم.

تأسست فكرة الحديقة خلال المؤتمر السابع لزعماء الأديان العالمية والتقليدية عام 2022، بحضور شخصيات بارزة مثل البابا فرانسيس والإمام الأكبر أحمد الطيب.

وفي كلمته خلال الافتتاح، أكد مولين أشيمباييف، رئيس أمانة الكونغرس ورئيس مجلس الشيوخ، أن هذه الحديقة تمثل جسرًا روحيًا يعزز الحوار بين الثقافات في أوقات التحديات العالمية.

تضم الحديقة أيضًا نفق “سماء مرصعة بالنجوم” وشلالًا متدفقًا، مما يجعلها فضاءً يدعو إلى التأمل والسلام. ومع استمرار أعمال المؤتمر الثامن في أستانا، تظل حديقة السلام والمصالحة شاهدًا على التزام كازاخستان بتعزيز الوئام والتفاهم المتبادل بين شعوب العالم.

زر الذهاب إلى الأعلى