في الوقت الذي بدأت فيه حركة السفر العالمية بالعودة إلى نشاطها الذي كانت عليه قبل جائحة كورونا، ظهرت العديد من المشاكل التي رافقت حركة المطارات، في مختلف أنحاء العالم، خاصة في أميركا والقارة الأوروبية.
وسادت حالة من الفوضى عدد من المطارات الرئيسية في أوروبا وأميركا مؤخراً، ما أدى إلى تأجيل وإلغاء آلاف الرحلات وارباك خطط السفر والاجازات.
مشهد فوضوي
شبكة دويتشه فيله الألمانية، قالت في تقرير لها أن «مشهد فوضوي»، هي أقل كلمة يمكن أن نصف بها الوضع في المطارات الأوروبية الكبرى في الوقت الراهن، وذلك في ظل تغيير مواعيد السفر أو إلغائها علاوة على فقدان الأمتعة ووقوف المسافرين في طوابير طويلة لساعات.
وقد أدت الإضرابات ونقص الموظفين إلى إلغاء آلاف الرحلات الجوية والتسبب في طوابير طويلة بشكل يثير الإحباط بين المسافرين الراغبين في السفر، بعد عامين من الإغلاقات بسبب وباء كورونا، وبدت مشاعر الاستياء واضحة لدى المسافرين.
إلغاء 12 ألف رحلة في أميركا
من جانبها سلطت شبكة سي إن بي سي الضوء على الوضع الراهن في عدد من المطارات العالمية، حيث تكافح شركات الطيران والمطارات للتعامل مع مشاكل التوظيف وعودة حركة السفر بعد تأثرها بشكل كبير جراء قيود جائحة كورونا.
ووفقاً للشبكة الأميركية، فقد ألغيت آلاف الرحلات الجوية واصطف المسافرون لساعات في مراقبة الجوازات وجمع الأمتعة في المطارات في جميع أنحاء أوروبا خلال الأسابيع الماضية، مضيفةً أنه ومن المتوقع أن تستمر المشكلات.
وطلب مطار هيثرو ، وهو أكثر المطارات ازدحاما في لندن ، شركات الطيران الأسبوع الماضي خفض الرحلات الجوية ، حيث كان عدد الركاب أعلى مما يمكنه التعامل معه. لم يكن بعض الركاب على علم بإلغاء رحلتهم ، بينما اشتكى آخرون من الطوابير الطويلة.
كما واجه الكثيرون أيضًا مشكلات السفر في أميركا، تأجيل أكثر من 12000 رحلة وإلغاء المئات، وذلك تزامناً مع عطلة نهاية الأسبوع، وعطلة عيد الاستقلال في 4 يوليو.
وأكد المحلل الاقتصادي ستيفن فورلونج لـ «سي إن بي سي»، أنه من غير المرجح أن تتلاشى فوضى السفر في الأشهر المقبل.
إضرابات عمالية
وتم إلغاء ربع الرحلات الجوية في المطار الرئيسي في باريس خلال يونيو بسبب إضراب عمالي، فيما تستعد الخطوط الجوية البريطانية لإضراب للموظفين في الأسابيع المقبلة، حيث يطالب العمال بإلغاء خفض بنسبة 10٪ في الأجور تم إقراره أثناء تفشي الجائحة.
ومن شأن حالة الفوضى في المطارات الأوروبية الرئيسية في فرانكفورت ولندن وباريس أن تلقي بظلالها على آمال تعافي قطاع الطيران، الذي تراجع إلى أدنى مستوى له عام 2020 في ذروة وباء كورونا، وخسر أكثر من 230 مليار دولار، بسبب الإغلاقات وحظر وقيود السفر.
تأثير الجائحة
ويبدو أن قطاع الطيران تفاجأ بحركة الانتعاش السريعة في حركة السفر والسياحة، فيما يسعى القطاع في الوقت نفسه إلى التعاطي مع أزمة نقص العمالة والموظفين التي يعاني منها قطاع الطيران الأوروبي.
فخلال وباء كورونا، اضطرت شركات الطيران والمطارات إلى تقليص العمالة، بيد أنه مع عودة حركة الطيران والسفر بوتيرة أسرع مما كان يُتوقع، جعل المطارات وشركات الطيران في حاجة إلى توظيف عمالة وموظفين بشكل سريع، لكن يبدو أن توظيف عمالة لن يكون بالأمر السهل إذ أصبح الكثير من الموظفين أكثر انتقائية عندما يتعلق الأمر بالبحث عن وظائف، وأصبح كثيرون يرفضون الوظائف التي تدر أجورا منخفضة وتستلزم العمل في ظروف سيئة.