Featuredالصينعلوم وتكنولوجيا

اختراق عسكري مذهل.. ليفة صينية تخفي الطائرات المقاتلة

في اختراق تقني عسكري يغيّر قواعد اللعبة في هندسة التخفي، أعلن فريق من العلماء الصينيين عن تطوير طلاء ثوري مشتق من الليفة النباتية قادر على إخفاء الطائرات المقاتلة عمليا عن أعين الرادار. هذا الابتكار المذهل، الذي يحوّل مادة بسيطة استُخدمت منذ آلاف السنين إلى درع كهرومغناطيسي بالغ التطور، يمكنه تقليل البصمة الرادارية للطائرة بما يصل إلى 700 مرة في خطوة قد تعيد رسم موازين القوة العسكرية حول العالم.

ووفقًا لتقرير حديث، لصحيفة “scmp” الصينية طوّر جيش التحرير الشعبي الصيني بالتعاون مع مؤسسة علوم وصناعة الفضاء الصينية (CASIC) مادة متقدمة تمتص الموجات الكهرومغناطيسية بسهولة، ما يجعل اكتشاف الطائرات الشبحية أكثر صعوبة بكثير.

كيف يعمل الطلاء الجديد؟

تم تحويل الليفة المجففة إلى كربون، ثم غرس فيها جزيئات نانوية من أكسيد النيكل والكوبالت (NiCo₂O₄)، لتشكّل مركبا يُعرف باسم NCO-2 بسمك 4 ملم فقط.

تظهر التجارب أن هذا الطلاء قادر على تقليل شدة إشارة الرادار المنعكسة بما يقارب 700 مرة، مع الحفاظ على الأداء حتى عند استقبال الإشعاع من الأعلى.

يعني هذا أن طائرة شبحية بمقطع رأسي يبلغ 50 مترًا مربعًا يمكن أن تُقلص فعليًا إلى أقل من متر مربع واحد، ما يجعل اكتشافها عبر الرادارات الفضائية شبه مستحيل.

السر في الليفة والكربون

يعتمد الطلاء على شبكة ثلاثية الأبعاد من ألياف السليلوز المترابطة، تتحوّل عند الكربنة إلى هيكل خفيف الوزن وموصل يشبه “غابة مجهرية”، تسمح للموجات الكهرومغناطيسية بالارتداد داخلها مرارًا وتكرارا، ما يمنح المادة وقتا أطول لامتصاص الطاقة. إضافةً إلى ذلك، تُحوّل الإلكترونات داخل الشبكة الموصلة طاقة الموجات الميكروية إلى حرارة عبر فقدان التوصيل، بينما تعمل الجزيئات المغناطيسية NiCo₂O₄ على تعزيز الخسارة المغناطيسية وتحسين الخصائص العازلة للمادة، ما يزيد من فعالية امتصاص الموجات الكهرومغناطيسية.

ابتكار صيني مستوحى من الطبيعة والتاريخ
الطلاء الجديد مستدام ويعتمد على مادة أولية طبيعية (الليفة)، ما يجعل التقنية صديقة للبيئة. وأشار الباحثون إلى أن هذا الابتكار يعتمد على العمليات الحرارية المائية والكربنة، مع محاكاة أدائها عبر برنامج COMSOL للتحقق من قدرتها على امتصاص الموجات.

يؤكد الفريق أن بنية الشبكة الفريدة والتأثير التآزري بين الاستقطاب السطحي والخسارة التوصيلية والمغناطيسية يمنح المركبات خصائص ممتازة لامتصاص الموجات الكهرومغناطيسية، ما يجعلها مناسبة للطائرات العسكرية الحديثة، وفقاً لما نشره موقع “interestingengineering”.

تأثيرات مستقبلية محتملة

يُعتبر هذا البحث خطوة مهمة في تطوير مركبات الكربون المشتقة من الكتلة الحيوية الخضراء والمستدامة، مع أداء عالٍ في مجال التخفي العسكري. ويضع أساسًا نظريًا وتجريبيًا لتقنيات قد تغيّر قواعد الحرب الجوية والمراقبة الفضائية في المستقبل القريب.

 

زر الذهاب إلى الأعلى