
نيودلهي: حصلت إفراح خان، وهي طالبة محجبة من ناغبور، على المرتبة الثالثة في امتحان الدخول المشترك يعقده معهد الهندي للتكنولوجيا لعام 2021. وحازت على المرتبة الثانية في سياق ولاية ماهاراشترا والمرتبة الأولى في سياق منطقة فيداربا.
ونسبت نجاحها إلى الدراسة المنظمة والعمل الجاد والالتزام بالمواعيد والتركيز على الهدف. كما أنها ممتنة لوالديها وإخوتها الأكبر الذين حفزوها ووجهوها باستمرار. تقول إن والديها كانا يبكيان عندما رأيا النتيجة. هي درست في مدرسة الأولمبياد الهندي التي يديرها والداها معاً وتقع المدرسة ببيلجاون على شارع كمبيتي.
في حديثها عن أول اختبار لها بالمعهد الهندي للتكنولوجيا، تقول إفراح إنها، ذات يوم، أرادت اللقاء مع شقيقها الأكبر الذي كان طالبا في فرع المعهد نفسه الواقع بخرغفور، فتأثرت بالمناخ العلمي في المعهد وله كان أثراً بالغاً في تشكيل فكرتها وتحفيزها لدراسة التكنولوجيا. وهي تقوم بمشاركة شعار النجاح قائلة “يجب أن ندرس يوميًا ، حتى لو كان ذلك لبعض الوقت.ويجب أن نجعلها عادة لنا”.
الاستعداد للمعهد
تقول إفراح إنها كانت قد بدأت الاستعداد للمعهد الهندي للتكنولوجيا عندما كانت في الصف 6 وبحلول الوقت الذي كانت فيه في الصف 10 ، كانت قد جعلت دراستها أكثر صرامة. ” لقد لاحظتُ أن معظم الطلاب يتباطئون في المرحلة الأخيرة من الفصل 10. في الواقع، هذا هو الوقت الذي كان عليهم فيه المبادرة السريعة والتحرك نحو هدفهم للنجاح فيما يختارون من المادة الدراسية. هذه المرة هي الفترة الأكثر أهمية ويجب أن نستخدمها أكثر.
فتاة الحجاب
من المثير للاهتمام، أنها ترتدي الحجاب، ومع التزامها بالحجاب هي تشارك في الألعاب في مثل هذه الملابس. ليس لديها مشكلة في أن توسم على أنها “فتاة الحجاب”. “الحجاب أو النقاب ليس نكسة للفتيات المسلمات، أو أي فتاة أخرى ولا هو يرمز إلى للتخلف.”
يمكن لفتاة ذات الحجاب أن تمشي إلى الأمام في العالم الحديث بشكل مريح جدا، كما هي تقول في هذا الصدد، إن نصيحتها للفتيات المسلمات هي أن لا يشعرن بالإحباط أبداً لمجرد أنهن يمارس ثقافتهن علناً. يجب التركيز فقط على العمل الشاق والصدق والانضباط وإذا كان كذلك فالنجاح ينتظرك.
كسرت إفراح بنجاحها بشكل خاص الأسطورة النمطية عن الفتيات المحجبات بأنهن خُلقن لأمور البيوت فقط وعليهن إعداد أنفسهن للحياة الأسرية. هي أضافت: “عائلتي كانت مختلفة. وعلى الرغم من وجود مثل هذا التمييز، فإن الفتيات يتجاوزن الآن جميع أنواع القوالب النمطية. وهي في الواقع تتبوأ مناصب قيادية في مختلف مناحي الحياة.”
تعلم الرياضة
وبالإضافة إلى الدراسة، تشدد إفراح على أهمية تعلم الرياضة والمشاركة في الأنشطة الأخرى الخارجة عن مققرات المناهج الدراسية. ألعابها المفضلة هي كرة السلة والكرة الطائرة، وفازت أيضا بالميدالية الذهبية في مسابقة كرة الطائرة في مدرستها.
وقد أسعد نجاح إفراح والديها المعلمين في المدرسة. يقول والدها سهيل خان أنه كان يدرّس منذ 25 عاما. “لقد توجهت إلى مدن مثل دلهي وكوتا وحيدر أباد لمراقبة عمل المدارس الجيدة هناك. بعد دراسة نمط إدارتهم قررت بفتح مدرسة الأولمبياد الهندية في ناغوبر. وتوفر المدرسة جميع التسهيلات الحديثة. ويقول خان إن الطلاب في مدارسنا مشجعون على اختيار موضوعهم الذي يختارونه، وبالتالي، فهم مدعوون للامتحانات التنافسية “.السيدة ناغما خان التي هي زوجته أيضا تساعده على إدارة المدرسة وتدرّس المواد العلمية.
سبق لابنه الأكبر يُدعى بسُهيل أن يدرس أيضا في المعهد الهندي للتكنولوجيا.وعزير خان، واحد من أبناء الثلاث درس في فرع المعهد بخرغفور بينما ذلك ابنه الثالث عمر كان طالبا في فرع المعهد بروركي. تم اختيار عزير خان من قبل شركة أمريكية متعددة الجنسيات، لكنه فضل البقاء مع والديه والتدريس في مدرستهم. وبالتالى تابعه أخوه عمر أيضا وقرر التدريس في مدرسة والده وترك وظيفته. وقد حاول الأخوان إدخال تقنيات تعليمية جديدة في مدرستهما لجعل التعليم أكثر ملاءمة للطلاب. بالإضافة إلى ذلك، قاموا ببناء مسجد في حرم المدرسة لتزويد الطلاب المسلمين بالتربية على أسس دينية إسلامية.
ويعتقد سهيل خان أن النجاح الذي حققته أخته إفراح سوف بمثابة نقطة انطلاق ويساعد على القضاء على الفصل بين الأطفال الذكور والإناث عندما يتعلق الأمر بالتعليم. ” المرأة تجعل البيوت جنة فعلينا أن ندرك ذلك”، يقول خان.
قراءة القرآن
تفيدنا إفراح بأنها قد تعلمت قراءة القرآن وأول كلمة منزلة من السماء هي “إقرأ” التي تشير إلى أهمية القراءة وتحفز على التعلم فمن هذه الانطلاق يركز الإسلام على التعلم والقراءة.
يقول والده أن الاسم “إفراح” هي كلمة تعني بالبهجة والفرحة، لأجل ذلك، جلبت إفراح البهجة والسرور والفرحة لأسرتها، وهذه الفرحة ليست للأسرة فقط بل لجميع سكان هذه المنطقة التي هي تنتمي إليها ونتمنى أن سائر الدولة سوف تشعر بسعادة من إنجازاتها يوما ما.