“إعلان دوشنبه” يطالب بوقف عاجل وشامل لإطلاق النار في أفغانستان
الرئيس الطاجيكي: كل وجع يعاني منه شعب أفغانستان يمر صداه بقلب الشعب الطاجيكي أيضا
• طاجيكستان تدعم الاستراتيجية الدولية الشاملة لتحقيق الاستقرار وإعادة إعمار الحياة الآمنة في أفغانستان
• طاجيكستان تحتوي على موارد كهرومائية هائلة كمصدر هام لإنتاج الكهرباء
• التنظيمات الإرهابية والمتطرفة تستغل الوضع المعقد في أفغانستان لتحقيق مآربها المدمرة
اتفق المجتمعون في نهاية المؤتمر الوزاري التاسع لمجموعة “قلب آسيا-عملية إسطنبول” المنعقد في طاجيكستان، على “إعلان دوشنبه” المشترك، والذي يطالب بوقف عاجل وشامل ودائم لإطلاق النار في أفغانستان.
وأكد إعلان دوشنبه على دعم مساعي محادثات السلام بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان.
وشدد على ضرورة دعم التعاون بين دول المنطقة (دول مجموعة “قلب آسيا – عملية إسطنبول) سياسياً وأمنياً واقتصاديا من أجل تحقيق السلام والرفاه والاستقرار في أفغانستان ودول المنطقة.
كما أشار إعلان دوشنبه إلى الحاجة لتعزيز الحوار والتعاون الإقليمي من أجل تجاوز المصاعب المشتركة التي تواجه أهداف تأسيس مجموعة “قلب آسيا – عملية إسطنبول وتشجيع الأمن والاستقرار وتحقيق التطور الاجتماعي والاقتصادي.
وتعهدت دول المجموعة والدول الداعمة للمؤتمر، بتعزيز الشراكات والتعاون الثنائي والثلاثي والمتعدد فيما بينها.
ومن جانب آخر، أكدت الدول والمؤسسات المشاركة في المؤتمر، على أهمية المساعدات والتعاون فيما بينها في ظل وباء كورونا.
ويعد تحقيق الأمن والسلام في أفغانستان شرطاً لتحقيق الرفاه والاستقرار طويل الأمد في المنطقة، بحسب الإعلان الذي أشار إلى المسؤولية والمصلحة المشتركة لدول المنطقة والمجتمع الدولي في تعزيز السلام والأمن بالمنطقة برمتها.
وافتتح أعمال المنتدى رئيس جمهورية طاجيكستان فخامة الرئيس/ إمام علي رحمان ورئيس جمهورية أفغانستان الإسلامية فخامة الرئيس/ محمد أشرف غني.
رحب فخامة الرئيس/ إمام علي رحمان المشاركين في طاجيكستان وهنأهم جميعًا بمناسبة اليوم العالمي “النوروز”.
في بداية كلمته ، شدد رئيس الجمهورية/ إمام علي رحمان على أن طاجيكستان وأفغانستان تربطهما العديد من الحضارات المشتركة وعلاقات الجوار الوثيقة. يتشارك شعب هذا البلد الشقيق لغتنا وثقافتنا ، وتعود جذورنا التاريخية المشتركة إلى آلاف السنين.
وأشار إلى أهمية أنشطة ومكانة “قلب آسيا – عملية اسطنبول” منذ بدايتها في عام 2011 وحتى يومنا هذا. وتؤيد طاجيكستان تنفيذ استراتيجية دولية شاملة لضمان الاستقرار واستعادة السلام في أفغانستان بالكامل.
قال فخامة الرئيس / إمام علي رحمان رئيس جمهورية طاجيكستان ، إننا على ثقة من أن مؤتمر دوشانبي اليوم ستتخذ خطوات جديدة في حل مشاكل افغانستان الشقيق ، وأكد بثقة أن المجتمع الدولي سيكمل آلية التعاون والمساعدة لأفغانستان بمبادرات ومقترحات جديدة.
حضر المؤتمر رفيع المستوى رئيس جمهورية أفغانستان الإسلامية محمد أشرف غني ، ووزراء خارجية وممثلو 15 دولة مشاركة ، بما في ذلك جمهورية طاجيكستان ، وأفغانستان ، وإيران ، وتركيا ، وأذربيجان ، وباكستان ، وقطر ، وكازاخستان ، والهند ، وأوزبكستان ، والإمارات العربية المتحدة ، والمملكة العربية السعودية ، والصين ، وروسيا ، و16 الدولة الداعمة ، وقادة 16 منظمات إقليمية ودولية بشكل افتراضي.
وفيما يلي كلمة فخامة رئيس جمهورية طاجيكستان إمام علي رحمان في المؤتمر الوزاري “قلب آسيا-عملية إسطنبول” الذي عقد اليوم في العاصمة الطاجيكية دوشنبيه.
فخامة د. محمد أشرف غني رئيس جمهورية أفغانستان الإسلامية،
الحضور الكرام،
الضيوف الأعزاء،
في البداية أرحب بمشاركتكم في المؤتمر الوزاري التاسع “قلب آسيا – عملية إسطنبول” تحت شعار “تعزيز التضامن من أجل السلام والتنمية”، كما أهنئكم بحلول عيد النوروز العالمي راجيا لكم الصحة والسعادة والتوفيق.
إن طاجيكستان وأفغانستان تربطهما قواسم حضارية عديدة وعلاقات حسن الجوار الوثيقة، وأن الشعب الشريف في هذا البلد الشقيق يقاسمنا اللغة والثقافة وتمتد جذورنا التاريخية المشتركة إلى عمق آلاف السنين.
فمن الطبيعي أننا حريصون على مصير إخواننا الأفغان، وأن كل وجع يعاني منه شعب أفغانستان يمر صداه بقلب الشعب الطاجيكي أيضا.
ولقد كنت أنا شخصيا في عديد من المحافل الدولية دعوت المجتمع الدولي مرارا إلى تقديم مساعدة في معالجة القضية الأفغانية، حيث أن أزمة هذا البلد غدت من المشاكل الدولية.
وأكثر من 40 سنة يستمر الاضطراب والنزاع في هذا البلد، وأن شعب أفغانستان الشريف يعاني كثيرا من الحرب المفروضة التي وقبل كل شيء اندلعت إثر التدخل في شؤونه الداخلية.
وللأسف أن عملية الإخلال بالأمن في هذا البلد شرعت هذه الأيام تأخذ ألوانا وصبغة جديدة تثير القلق ليس فقط في بلدنا، بل في المنطقة برمتها.
مؤتمرات دولية وإقليمية
وفي السنوات الأخيرة عقدت مؤتمرات دولية وإقليمية كثيرة على مختلف المستويات حول معالجة المشكلة الأفغانية وقد تيسر للشركاء الدوليين والحكومة الأفغانية القيام بأعمال مشهود لها ضمن تلك المؤتمرات والاجتماعات لتعزيز قدرات قوات الأمن وإحلال السلام والاستقرار.
وفي الوقت نفسه تم اتخاذ خطوات محددة لتوسيع التعاون الإقليمي في البلد. ومع ذلك فلا زالت هنالك حاجة لتنسيق أكثر واستقطاب المجتمع الدولي لتنفيذ مشاريع وبرامج محددة في أفغانستان.
وفي هذا السياق تكون لمبادرة “قلب آسيا-عملية إسطنبول” منذ نشأتها في عام 2011م إلى اليوم مكانة خاصة دون أدنى شك.
وإن طاجيكستان تدعم الاستراتيجية الدولية الشاملة لتحقيق الاستقرار وإعادة إعمار الحياة الآمنة في أفغانستان.
وإننا على ثقة بأن هذا المؤتمر المنعقد في دوشنبيه مع طرح مهام جديدة فيه سوف تكون مثابة خطوات جديدة في معالجة وحسم المشاكل القائمة في هذا البلد. كما أننا نأمل بأن المجتمع الدولي بمبادرته ومقترحاته الجديدة سوف يكمل آلية التعاون والمساعدات إلى أفغانستان.
أيها الأصدقاء الأعزاء،
إن طاجيكستان وأفغانستان كانا وسيبقيان جارين طيبين، وأننا على مدى التاريخ شريكان في السراء والضراء وظلت طاجيكستان إلى جوارها طوال السنوات التي يعيشها هذا البلد في وضع معقد. وكنا دوما إلى جانب الاستقرار والسلام الدائمين والوحدة الوطنية في هذا البلد الشقيق ذات اللغة والثقافة الواحدة معنا ونعتقد أن تحقيق الأمن والاستقرار في آسيا الوسطى مرتبط قبل كل شيء بالاستقرار والسلام في أفغانستان وتوفير الظروف المؤاتية لتنميتها الآمنة.
لذا فإن التعاون مع أفغانستان من أولويات سياسة بلدنا الخارجية وإنني أفكر أن أصغر مساعدة إلى هذا البلد المنكوب وأصغر دعم لإعماره من شأنه أن يسهم للدفع بخطوة أخرى إلى الأمام نحو التنمية والتخلص من المشاكل التي يعاني منها.
ومن هذا المنطلق تقيم طاجيكستان تعاونا مفيدا مع أفغانستان في إطار أنشطة آليات العلاقات الثنائية والمتعددة الأطراف.
ولدينا عزيمة قوية للمضي قدما في هذا الاتجاه مع اتخاذ إجراءات مثمرة لإثراء مضامين تعاوننا مع أفغانستان أكثر فأكثر.
وإننا في هذا السياق نسعى على الدوام إلى المساعدة الشاملة في تنمية هذا البلد الصديق اقتصاديا واجتماعيا من خلال التعاون في إعداد وتطبيق مشاريع مختلفة عابرة للحدود وإقليمية للبنية التحتية والطاقة والنقل والمرور.
وإن بلدان منطقتنا ليس فقط تربطها حدود مشتركة، بل تقاليد تجارية عريقة تأخذ بداياتها من زمن طريق الحرير الكبرى، وأن التقاليد والنظم التجارية التي تشكلت على امتداد التاريخ عبر هذا المسار الهام العابر للحدود لها أهمية فائقة في هذا الزمن المعاصر.
وتقع أفغانستان في قلب هذا المسار لتربط بين مناطق مختلفة في العالم، خاصة وسط وجنوب آسيا وأوروبا والصين والشرق الأوسط.
شبكات النقل
وبهذا الصدد جدير بالذكر أن طاجيكستان ترى من أهم أولويات التعاون بين الأطراف إنشاء شبكات النقل والمرور الإقليمية المتكاملة.
وتبذل طاجيكستان جهودا متواصلة لإرساء أسس حقوقية لتنمية تجارة العبور من خلال ممرات النقل بالاشتراك مع البلد الصديق – أفغانستان ولذا نحن معنيون للاستخدام الأوسع لمسار أفغانستان – طاجيكستان – الصين ومسار أفغانستان – طاجيكستان – قرغيزستان.
وفي هذا الصدد نسعى إلى تطبيق أسرع لمشروع السكة الحديدية بين طاجيكستان وأفغانستان، منها مقطع السكة الحديدية رومي – بانج الأسفل – ميناء شيرخان بندر، ونقترح أن يتحول ذلك إلى فرع للسكة الحديدية بين طاجيكستان وأفغانستان وإيران ليتصل بممر النقل الدولي “شمال – جنوب”.
ويعتبر مجال الطاقة أساسا لتنمية كافة المجالات الاقتصادية وأن ترشيد استغلال مواردها يمكن بلداننا من الخروج إلى مستوى المنتج الرئيسي إقليميا “للطاقة الخضراء” وتقوية مكانتنا في تطبيق أهداف التنمية المستدامة.
الاقتصاد الأخضر
ومن مزايا أيامنا هذه هو الانعطاف العالمي نحو تكوين “الاقتصاد الأخضر” والمساعي الدولية للتوصل إلى تخفيض مستوى الغازات الدفيئة المنبعثة إلى الفضاء، مما يعتبر من عوامل التغير المناخي.
وإن طاجيكستان تحتوي على موارد كهرومائية هائلة كمصدر هام لإنتاج الكهرباء، وإننا نسعى إلى إنتاج مزيد القوة الكهربائية النظيفة لمصلحة دول المنطقة كافة مع توسيع إمكانية نقلها إلى سوق الطاقة الإقليمي، وتنقل طاجيكستان سنويا الكهرباء إلى أفغانستان بحجم 1-1.5 مليار كيلوواط في الساعة ولهذا الهدف قد قمنا بإنشاء وتشغيل خطين لنقل الكهرباء أحدهما 110 والآخر 220 كيلوولط بقدرة 500 ميغاواط من محطة غيران الفرعية في طاجيكستان إلى بول خمري في أفغانستان. ولا زالت هنالك إمكانيات كثيرة في مجال الطاقة ونحن على استعداد للتعاون الثنائي في هذا المجال الاستراتيجي، كما أننا على استعداد لتصدير مزيد من الكهرباء إلى أفغانستان.
وفي هذا الصدد من الأهمية بمكان إعداد وتنفيذ مشاريع لربط شبكات الكهرباء في دول المنطقة، ومن الأهمية في هذا السياق تنفيذ مشروع “KASA-1000” الذي سوف ينقل الكهرباء من طاجيكستان وقرغيزستان إلى باكستان عبر الأراضي الأفغانية. كما أن إنشاء خط نقل الكهرباء ذات الضغط العالي 500 كيلوولط “روغون-بولي خمري” والذي بوشر بإعداد جدواه الاقتصادية يعتبر خطوة هامة جاءت في حينها.
ولتحسين المستوى المعيشي لهذا الشعب الشقيق والجار نخطط إنشاء محطات كهرومائية في المناطق الواقعة على الحدود، منها محطة سيبزور في ولاية بدخشان الجبلية ذات الحكم الذاتي في طاجيكستان والتي تزيد من إمكانية تصدير الكهرباء إلى أفغانستان.
وإلى جانب ذلك تؤيد طاجيكستان خطط أفغانستان لتنفيذ مشاريع إقليمية في مجال الطاقة، منها تنفيذ مشروع خطوط نقل الكهرباء ذات الضغط العالي وغيرها من المشاريع العابرة للحدود في مجال الطاقة.
وإن لطاجيكستان إمكانيات واسعة في مجال إنشاء محطات كهرومائية ومنشآت فنية مائية والنظام العصري المثمر للري وزراعة الحدائق ومد السكك الحديدية، ونحن على استعداد لإقامة تعاون ذات منفعة مع أفغانستان في إعداد وتطبيق برامج مشتركة في المجالات المشار إليها.
التعاون التجاري
وإن طاجيكستان باعتبارها جارا صديقا لأفغانستان تسعى إلى ترقية مستوى التعاون التجاري والاقتصادي المتبادل، منه في المناطق الحدودية. وفي هذا السياق يحظى تزايد التبادل التجاري بأهمية خاصة. وقد بلغ التبادل التجاري بين البلدين خلال أعوام 1997-2020م مبلغ 1.549 مليار دولار، وفي عام 2020م كان حجمه أكثر من 70 مليون دولار. وسوف نسعى إلى مضاعفة هذا الرقم بغض النظر من تداعيات العوامل الخارجية، منها جائحة “كوفيد-19”.
وجدير بالذكر أنه تم إلى اليوم إنشاء ستة جسور بين طاجيكستان وأفغانستان لتنمية الروابط المتعددة الجوانب بين المناطق الحدودية من كلا الطرفين، منها العلاقات التجارية، وباشرنا بإنشاء الجسر السابع في منطقة كاكل.
وبالفعل تعمل 4 مناطق تجارية حدودية، منها أسواق تجارية حدودية في ولاية بدخشان – “تيم” بمدينة خوروغ و”إيشكوشيم” في ناحية إيشكوشيم و”روزفاي” في ناحية درفوز و”خومروغي” في ناحية وانج. كما تم في طاجيكستان إنشاء 4 مناطق اقتصادية حرة في المناطق القريبة من الحدود مع أفغانستان.
وإننا على استعداد إلى ترقية التعاون إلى مستوى جديد في مجالات العلم والثقافة والفنون والإعلام والأنشطة الاجتماعية. واليوم يدرس في الجامعات الطاجيكية أكثر من 500 طالب أفغاني.
وخلال زمن الاستقلال كله قد تخرج من جامعات طاجيكستان أكثر من ألف مواطن أفغاني باختصاصات مختلفة. وفضلا عن ذلك خلال العقد الأخير من الزمن تم شمل حوالي 1500 مواطن أفغاني، بما فيه أكثر من مئة امرأة أفغانية بدورات تعليمية وتأهيلية مهنية. وإن وحدة اللغة وغيرها من العوامل المساعدة يمكننا مواصلة عملية تعليم المواطنين الأفغاني بصورة مثمرة في مختلف مؤسساتنا التعليمية.
ويستطيع الجانب الطاجيكي إعداد مختصين في مجالات الكهرباء والمياه والري والزراعة والسكة الحديدية والبناء والعمارة وإنشاء الطرق والتقنيات المختلفة ومئات من الكوادر العلمية.
وإن طاجيكستان وأفغانستان تبديان بالغ الاهتمام بتعزيز التعاون الثنائي في مجال الأمن على أساس العلاقات الثنائية وفي إطار المنظمات الدولية والإقليمية.
وينبغي التأكيد على أن التعاون بين البلدين في هذا المجال قائم على مستوى عال من التنسيق والتفاهم والثقة المتبادلة وأن الظروف الدقيقة الراهنة تحملنا على توسيع نطاق التعاون الفعلي بين بلدينا.
وإن الأوضاع المعقدة التي تبلورت في أفغانستان خلال السنوات الأخيرة لا تقتصر على هذا البلد وحده، بل أن منشأها منه فقط، وأن القضية الأفغانية ذات طابع عابر للحدود وتشمل المجتمع الدولي.
ونحن دول المنطقة لا ينبغي لنا أن نترك الشعب الأفغاني الصديق والشقيق وحيدا قبال هذه المشاكل المفروضة عليه.
واليوم نشهد باشتداد أنشطة الجماعات الإرهابية والمتطرفة المختلفة، وكذلك الجرائم المنظمة العابرة للحدود، منها تهريب المخدرات. وإن هذه التنظيمات الإرهابية والمتطرفة تستغل الوضع المعقد في أفغانستان لتحقيق مآربها المدمرة وتوسيع نطاق أنشطتها المخربة.
وإن التجربة المريرة من استمرار الحرب والتخاصم في هذا البلد طوال 40 سنة مضت تثبت أن القضية الأفغانية ليس لها حل عسكري. ونحن نرى أن مفتاح حل مشاكل أفغانستان في الوقت الراهن في الاستخدام الواسع للوسائل الدبلوماسية والسياسية واتخاذ تدابير فاعلة لضمان تنمية البلد الاقتصادية والاجتماعية.
ومن هذا المنطلق ترحب طاجيكستان بموقف الحكومة الأفغانية من إطلاق المحادثات الأفغانية لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار في البلد.
ونحن على يقين من أن المحادثات يجب أن تأخذ بنظر الاعتبار مصالح شعب هذا البلد أجمع وأن شعب أفغانستان هو وحده قبل غيره أن يقرر مصيره ومستقبله.
وفي الوقت نفسه ينبغي للمجتمع الدولي وفي مقدمته الدول المانحة ألا يألو جهدا في مد يد العون إلى أفغانستان المنكوبة في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به اليوم.
ويعلم المشاركون في هذا المؤتمر الموقر كلهم ما أصاب طاجيكستان بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. فقد غلا لنا ثمن نعمة الاستقلال وطالت عملية المصالحة الوطنية في بلدنا خمس سنوات ولسنا نتحدث هنا عما تكبده شعبنا العزيز من خسائر في الأرواح والأموال.
وحسبي أن أؤكد أن في تلك الأيام العصيبة قام زعماء الشعب الأفغاني آنذاك إلى جانب الدول الصديقة بدعم عملية المصالحة الطاجيكية وقدموا لنا مساعدات أخوية نزيهة. ونحن لن ننسى ذلك أبدا.
ولقد كسبنا تجربة ثرية في الطريق إلى تحقيق المصالحة والسلام والتنمية ونحن على استعداد أن نقدمها للشعب الأفغاني الشقيق في أي ظرف من الظروف.
إن نهاية كل حرب هي السلام.
وأدعو جميع الدول المشاركة في هذا المؤتمر والدول المانحة والمنظمات الإقليمية والدولية:
تعالوا نساعد شعب أفغانستان الشريف ليكون الطريق إلى تعزيز التفاهم والسلام وتنمية وطنه أكثر سهولة وقصرا.
ونأمل بأن نتائج هذا المؤتمر اليوم سوف تكون عاملا فاعلا جديدا لتعزيز مزيد للتعاون المثمر بين الدول الأعضاء وشركاء مؤتمر “قلب آسيا-عملية إسطنبول”.