
أفرد طائر “النسر الذهبي” أحد الجوارح المهددة بالانقراض في العالم، جناحيه في محمية بشمال غرب تونس حريته بعد نحو ثلاث سنوات من الرعاية.
واطلق الطائر في البرية اليوم بمناسبة اليوم العالمي للتنوع البيولوجي، ليحلّق مرة أخرى في المحمية الطبيعية “كاف الرعي” بولاية سليانة.
ووفق جمعية “أحباء الطيور” التي سهرت على رعاية الطائر، عثر على النسر بجهة الكاف غرب البلاد في حزيران/يونيو عام 2019 في وضع صحي متدهور وفي سن مبكر، ليتم تسليمه الى الجمعية حيث خضع منذ ذلك الوقت الى برنامج تأهيل وتدريب على مدى اشهر.
ووفق الجمعية الناشطة منذ العام 1975 في مجال حماية التنوع البيولوجي وضمان الاستدامة الايكولوجية، باشر النسر الملقب بـ”وطن” المراحل الأولى من التدريب على الطيران في مركز الحياة البرية بولاية فرجينيا الأمريكية.
وقال العضو في الجمعية أيمن العبروقي لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب .أ) “يتمتع هذا الطائر بأهمية قصوى في التوازن الطبيعي بالحياة البرية كونه يقع في أعلى هرم السلسلة الغذائية ويعتمد غذاءه أساسا على القوارض الفلاحية”.
وتابع العقروبي “منذ القدم مثل هذا الطائر رمزا في بلادنا ومنه جاءت تسمية ”نسور قرطاج” لمنتخبنا الوطني. نأمل اليوم مع اطلاق ”وطن” في البرية أن تشهد العقبان الذهبية ارتفاعا في بلادنا”.
وساعد خبراء ومتطوعون في جمعية أحباء الطيور وجمعية “معاصر محجوب” بالتعاون مع منظمات دولية في ألمانيا ولاليات المتحدة، في رعاية النسر الملقب بـ”وطن” حتى استعادة عافيته وسرعته وطبائعه الغريزية والبرية.
وللمرة الأولى بالنسبة لطائر جارح نادر في تونس سيتعقب الخبراء النسر من خلال جهاز تتبع عبر الأقمار الصناعية “جي بي اس” وفره معهد “ماكس بلانك” في برلين، لمدة 24 ساعة في البرية.
وينتمي النسر الذهبي الى فصيلة العقابيات ويتميز بريشه البني الداكن أو الذهبي بجهة الذيل والرأس ويتراوح مداه عند فتح جناحية بين 8ر1 متر و34ر2 متر.
ويتواجد هذا الطائر الجارح في أعشاش قارة في جبال الوسط الغربي والجنوب التونسي وقدرت أعداده بين عامي 1975 و1990 ما بين 40 و50 زوجا ويتوقع أن أعداده اليوم أقل من ذلك بكثير.