مع ظهور «نجم سهيل» هذه الأيام، يبدأ اعتدال الجو تدريجياً، خاصة خلال ساعات من الليل، مع انكسار حدة الحرارة بصورة ملحوظة، حيث يستمر ظهور النجم 52 يوماً، الطي عُرف عند العرب ومنذ القدم، بأنه نجم لامع، وله مسميات عدة، منها: «البشير اليماني»، «نجم اليمن»، «سهيل اليماني»، وارتبط ظهوره بتحول الظروف الجوية للاعتدال، نتيجة تراجع منخفض الهند الموسمي جنوباً، وهبوب رياح قوية يطلق عليها «هبايب سهيل».
وقال إبراهيم الجروان عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك: أبناء الجزيرة العربية اهتموا منذ القدم بمطالع النجوم والنظر فيها ومعرفة منازلها، وذلك لارتباطها بحياتهم اليومية، فهم يعرفون من خلالها دخول فصول السنة ووقت نزول الأمطار، ووقت البرد والحر ومن خلال حساب النجوم، يعرف أهل القرى والفلاحون متى يحرثون أراضيهم.
وأشار إلى أنه من الناحية العلمية فإن النجم سهيل ثاني ألمع النجوم وأهميته تكمن في طلوعه في الجزيرة العربية مع انكسار شدة الحر خلال النصف الثاني من أغسطس، وغيوبه خلال النصف الأول من مايو مع قدوم الحر والجفاف، موضحاً أنه مع طلوع «سهيل» يبدأ تقويم خاص لأهل الخليج، هو «تقويم الدرور» يقسم السنة إلى عشرات كل عشرة أيام منها تسمى در ولها خصائص معينة يعرفها أهل الخليج.
وأضاف: تكون أول السنة السهيلية وبداية التقويم يكون موسم الصفري مع طلوع سهيل حيث لا يزال الجو دافئاً ورطباً في الليل مع بقاء الحرارة المرتفعة في ساعات النهار ويتساوى الليل بالنهار، ثم موسم الوسم مع طلوع نجم العوى في منتصف أكتوبر، يعتدل الجو وتزداد الرطوبة ويتشكل الضباب صباحاً، وينشط قدوم السحاب وينصرف الحر وهو أفضل أوقات المطر النافع، يليه موسم المربعانية مع بداية ديسمبر وطلوع نجم اكليل العقرب، يشتد فيها البرد وتقوى ريح الشمال الباردة، يدخل على إثرها موسم برد البطين مع طلوع نجم النعائم في منتصف يناير وفيه بطن الشتاء وشدة البرد ويتشكل الصقيع صباحاً في المناطق الصحراوية والمرتفعات.
طول الليل وقصر النهار
يُقال عن نجم سهيل «، ورفع الكيل، ويتلمس التمر في الليل، ولا تأمن السيل»، كناية عن زيادة فرصة هطول الأمطار واستبشار أهل الجزيرة العربية بطلوعه، حيث تبدأ ملامح حقبة جديدة من فصول السنة، منها زيادة الظل طولاً ويطول الليل وقصر النهار.
المصدر:صحيفة الاتحاد