أوزبكستان لؤلؤة طريق الحرير تتألق في قلب الخليج العربي

عبدالحميد حميد الكبي
على دروب طريق الحرير، حيث تتراقص الحضارات وتنبض الحياة بالتاريخ، تقف أوزبكستان كلؤلؤة متلألئة تدعو العالم لاستكشاف سحرها. في يوليو 2025، فتحت سلطنة عُمان والكويت والبحرين أبوابها لاستضافة منتديات سياحية دولية تحت عنوان “أوزبكستان – الخليج”، لتصبح منصات نابضة بالحياة لعرض تراث أوزبكستان الثقافي الغني وإمكاناتها السياحية الواعدة.
هذه الفعاليات لم تكن مجرد لقاءات رسمية، بل احتفالات بالترابط الحضاري، وخطوات واثقة نحو تعزيز العلاقات الثنائية، وتنشيط التدفقات السياحية، وبناء شراكات اقتصادية وثقافية مستدامة، لتؤكد أوزبكستان مكانتها كجسر ساحر بين الشرق والغرب.
السياحة ليست مجرد رحلة، بل حوار بين الشعوب ينسج خيوط الثقافة والاقتصاد. المنتديات السياحية التي استضافتها عُمان والكويت والبحرين في يوليو 2025 جمعت نخبة من ممثلي الحكومات، ووكالات السفر، وسلاسل الفنادق، ورجال الأعمال، لمناقشة آفاق تعزيز التدفقات السياحية المتبادلة. من إقامة رحلات جوية مباشرة إلى تطوير مشاريع بنية تحتية مشتركة، شكلت هذه الفعاليات منصة لتبادل الأفكار وبناء الشراكات. اللقاءات بنسقي B2B وG2B أتاحت فرصاً ذهبية لإقامة علاقات تجارية مباشرة، وتصميم باقات سياحية تلبي تطلعات السائحين الخليجيين، وتبادل الخبرات، مما عزز مكانة أوزبكستان كوجهة سياحية عالمية في أعين دول الخليج.
كان العرض التقديمي “أوزبكستان – لؤلؤة طريق الحرير” قلب هذه المنتديات النابض، حيث أسر الحضور برحلة بصرية عبر مدن سمرقند وبخارى وخيوة وطشقند، الجواهر المدرجة على قائمة اليونسكو. من السياحة الحجية إلى العلاجية والطعامية والبيئية، أظهرت هذه العروض تنوع السياحة في أوزبكستان، مع تسليط الضوء على الحرف التقليدية والمأكولات الوطنية.
في مسقط، أضفت العروض الفنية من الرقصات والموسيقى الأوزبكية أجواء احتفالية ساحرة جذبت الزوار في أحد أكبر مراكز التسوق.
وفي الكويت والبحرين، أبهرت معارض “أوزبكستان الجديدة” الفوتوغرافية الأنظار، معروضة إنجازات البلاد في تحديث البنية التحتية وتطوير مرافق سياحية عصرية، مما عزز جاذبية أوزبكستان كوجهة سياحية متميزة.حيث أكد المسؤولون في المنتديات على الدور الحيوي للسياحة في تعزيز الروابط بين أوزبكستان ودول الخليج.
في الكويت، ألقى رئيس لجنة السياحة الأوزبكية أوميد شادييف، وسفير أوزبكستان أيوبخون يونسوف، وكيلا وزارة الإعلام لقطاع السياحة في الكويت أسامة حمد المخيال، كلمات أبرزت الالتزام بتنشيط التبادل السياحي وتنفيذ مشاريع مشتركة.
وفي البحرين، عززت كلمات شادييف وسفير أوزبكستان نوديرجان تورغونوف ووزيرة السياحة البحرينية فاطمة الصيرفي التأكيد على أهمية الشراكات المستدامة. هذه التصريحات، التي استندت إلى رؤية القيادات العليا بقيادة الرئيس الأوزبكي شوكت ميرضيائيف، عكست التزاما مشتركا بتطوير السياحة كمحرك للتعاون الاقتصادي والثقافي، مضيفة بعدا رسميا ومصداقية لأهداف المنتديات.
وشكلت اللقاءات الثنائية بنسقي B2B وG2B ركيزة أساسية في تعزيز الشراكات التجارية، حيث ناقش المشاركون إطلاق باقات سياحية مشتركة، وتنظيم جولات تعريفية لمنظمي الرحلات وممثلي وسائل الإعلام، وتسهيل إجراءات السفر عبر رحلات جوية مباشرة. كما تمت مناقشة مشاريع البنية التحتية المشتركة وتوسيع شبكة الشركاء، مما يعزز النشاط التجاري ويمهد الطريق لزيادة التدفقات السياحية بين أوزبكستان ودول الخليج.
من خلال هذه المنتديات، أثبتت أوزبكستان أنها أكثر من مجرد وجهة سياحية؛ إنها مركز حضاري يربط بين الشرق والغرب. بفضل تراثها الغني، وإصلاحاتها الطموحة في قطاع السياحة، وجهودها في بناء شراكات دولية، جذبت أوزبكستان أنظار السياح والمستثمرين من دول الخليج.
هذه الفعاليات عززت صورتها كوجهة سياحية رائدة في آسيا الوسطى، وساهمت في تعميق التفاعل الثقافي والاقتصادي مع دول الخليج. أوزبكستان، بلؤلؤتها المتلألئة على طريق الحرير، تواصل التألق كوجهة عالمية واعدة، مؤكدة مكانتها كجسر حضاري يجمع العالم بجمالها وتنوعها.