واصلت أسعار الأرز ارتفاعها للأسبوع الثالث على التوالي لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ أكتوبر 2008، ما يهدد بتأجيج الضغوط التضخمية لأن الأرز يعد عنصرا حيويا في النظام الغذائي لمليارات البشر في آسيا وأفريقيا.
وحسب بيانات رابطة مصدري الأرز التايلندي والتي نقلتها «بلومبيرغ»، ارتفع سعر الأرز الأبيض التايلندي المكسر 5% ـ الذي يعد معيار الأسعار في آسيا ـ الأربعاء إلى 659 دولارا للطن، وهو المستوى الأعلى في 15 عاما.
وبذلك فإن الأسعار تعد مرتفعة بحوالي 38% خلال العام الحالي حتى الآن، وهو ما يعود إلى تقييد الهند لصادرات الأرز والطقس الجاف الذي يهدد الإنتاج، كما أن بعض الدول اتجهت نحو تكثيف مشترياتها من الأرز لبناء مخزونات كافية، مع مخاوف من أن ظاهرة النينيو المناخية قد تقلص الإمدادات في الأشهر المقبلة.
وبدأت الأسعار بالارتفاع في أوائل أغسطس الماضي عقب القيود الشاملة على الصادرات من أكبر شركات الشحن في الهند ومع تهديد الطقس الجاف للمحصول التايلندي.
وبعد التراجع خلال شهري سبتمبر وأكتوبر، تسارعت المكاسب في نوفمبر، وهذا من شأنه أن يبقي تضخم أسعار الغذاء مرتفعا في الأشهر المقبلة، وخاصة في البلدان التي تعتمد على الأرز مثل الفلبين.
هذا، ويشعر رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بالقلق إزاء تسارع تضخم أسعار الغذاء قبل الانتخابات العامة في العام المقبل، وترتفع تكلفة الأرز على الرغم من القيود المشددة على التصدير، والحصاد الجيد والمخزونات الوفيرة للدولة، وفقا لوزارة الأغذية.
وارتفعت أسعار السلع الأساسية بنحو 12% سنويا في العامين الماضيين، وطلب المسؤولون من المطاحن خفض أسعار التجزئة.
وفي علامة أخرى على قوة الطلب على الأرز التايلندي، قالت رئيسة الوزراء سريثا تافيسين هذا الأسبوع إن إندونيسيا تخطط لشراء مليوني طن من البلاد بحلول نهاية العام المقبل.
ويأتي ذلك في الوقت الذي من المتوقع أن تؤدي فيه ظاهرة النينيو، التي تتسبب في جفاف المحاصيل في جميع أنحاء آسيا، إلى خفض إنتاج الأرز التايلندي بنحو 6% في الفترة 2023-2024.