
يواجه المواطنون والمقيمون في الكويت أزمة في استصدار تأشيرة السفر الاوروبية (شنغن)، حيث ان مواعيد التقدم للتأشيرات في بعض المكاتب والسفارات الاوروبية غير متاحة لأشهر مقبلة، اضافة الى قصر المدة التي تمنحها بعض السفارات الاوروبية للراغبين في السفر اليها، ما دفع الكثيرين الى تغيير وجهتهم السياحية خلال هذا الصيف وتفضيل قضائها في دول لا يحتاج السفر اليها الى الحصول على تأشيرة.
ويؤكد متخصصون في سوق السياحة والسفر ان غالبية مكاتب استصدار التأشيرات لدول الاتحاد الأوروبي لا توجد فيها خانات مواعيد متاحة حاليًا، وهناك عدد قليل من البلدان لديها مواعيد متاحة في يوليو، ما جعل البعض يتقدم للحصول على تأشيرة الشنغن من هذه الدول التي لم يخططوا لزيارتها اساسا، لأنهم يحتاجون أولاً الدخول لهذا البلد الذي أصدر تأشيراتهم ثم السفر إلى وجهتهم المقصودة، ما زاد من التكاليف المالية لرحلتهم.
وقالوا انه في ظل المعاناة من المواعيد البعيدة لإصدار تأشيرات الشنغن، دفع الكثيرين للبحث وتفضيل وجهات سفر اخرى، على رأسها تركيا ودبي وماليزيا وتايلاند ومصر ولندن.
واضافوا ان بعض المواطنين تعرضوا لخسائر مالية كونهم حجزوا بالفعل الفنادق وتذاكر الطيران لأوروبا، لكنهم تفاجؤوا بعدم وجود مواعيد لتقديم طلبات التأشيرة.
ارتفاع الإقبال
كشف رئيس اتحاد مكاتب السفر والسياحة محمد المطيري انه على الرغم من ارتفاع نسبة الاقبال على السفر خلال هذا الصيف مقابل السنوات الفائتة الا انه لم يصل الى مستويات ما قبل جائحة كورونا حتى الآن.
واوضح ان معدلات السفر الحالية اقل بنسبة %20 من معدلات السفر في عام 2019، متوقعا ان ترتفع تلك الارقام خلال الفترة المقبلة، خاصة مع بدء موسم السفر وانتهاء السنة الدارسية والانتخابات البرلمانية.
وتابع: ان التنافس الكبير في سوق خدمات السياحة والسفر في الكويت ساهم بشكل كبير في المحافظة على معدلات معقولة لأسعار الرحلات، وهي في متناول الجميع.
وقال ان اهم الوجهات السياحية ما زالت هي لندن واسطنبول ودبي والقاهرة، اما عن الوجهات السياحية الجديدة في دول شرق اوروبا، فإنها ما زالت طبيعية جدا ولم تشهد ارتفاع الاقبال عليها.
ولفت المطيري الى تغير سلوك السائح الكويتي الذي اصبح يفضل السفر بشكل منفرد، دون التقيد بالسفر مع مجموعات، مستعينا في ذلك بوسائل الاتصال الحديثة والتطبيقات الذكية في التوجه الى الوجهات التي تتناسب مع ذوقه.
عطلات طويلة
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة باش للسياحة والسفر، سليمان العبدالله، ان موسم السفر الحالي يعد الاقوى بين السنوات الماضية، خاصة مع الاقبال الكبير جدا من المواطنين على قضاء العطلة الصيفية بالخارج.
واشار الى ان ما يميز موسم السفر الحالي هو تفضيل الغالبية العظمى من المسافرين بحجز عطلات طويلة وزيادة عدد ايام العطلة للهروب من ضغوط العمل والدراسة التي مروا بها خلال الاشهر الاخيرة.
وتابع: الكثير من الكويتيين اتجهوا الى تقضية عطلاتهم في الدول التي لا يحتاج السفر اليها الى الحصول على فيزا شنغن، وعلى رأسها تركيا ودبي وماليزيا وتايلاند، حيث يعاني الراغبون في استصدار الـ«شنغن» من المواعيد البعيدة للسفارات، اضافة الى قصر المدة التي تمنحها السفارات للراغبين في السفر اليها.
وعن اسعار السفر والعطلات خلال الموسم الحالي أكد سليمان العبدالله زيادة اسعار الرحلات بسبب الاقبال الكبير على قضاء عطلة الصيف بالخارج هذا العام، حيث شهدت الاسعار بداية الشهر الحالي زيادة تتراوح بين 350 الى 400 دينار.
تركيا وِجهة مفضلة رغم الزلزال
قال المطيري ان زلزال تركيا وما تبعه من احداث مؤسفة اثرت كثيرا على نسبة الحجز الى تركيا، الا انها لا تزال وجهة مفضلة للكويتيين خلال هذا الصيف ايضاً.
تفضيل الرحلات المنفردة
قال سليمان العبدالله ان الرحلات المنفردة للاسر ما زالت تطغى على الموسم، قائلاً: ان السفر في مجموعات تكاد تكون شبه منعدمة، وذلك منذ انتشار جائحة كورونا، وعلى الرغم من انتهاء الجائحة فإن هذا النوع من السفر ما زال غير مطلوب.
لندن وجهة مفضلة
اشار العبدالله الى ان قرار تصريح السفر الالكتروني لبريطانيا ممتاز، ومن شأنه ان يسهل كثيرا امام الراغبين في قضاء العطلات بلندن، خاصة انها تعد من الوجهات المفضلة لدى شريحة كبيرة من المواطنين، لافتا الى انه امام هذه التسهيلات، فإن المواطنين سيفضلونها على وجهات اخرى.
القبس