
تتزامن هذه السنة مع الذكرى 880 لميلاد الشاعر الأذربيجاني المتنفذ نظامي كنجوي . بهذه المناسبة تقام فعاليات ادبية كثيرة في أذربيجان و بلدان اخرى تعرف الأرث الأدبي لهذا الشاعر. وقد وقع السيد الرئيس إلهام علييف رئيس جمهورية أذربيجان على مرسوم بإعلان عام 2021 “عام نظامي كنجوي” في أذربيجان في ضوء هذه الفعاليات.
هو أحد أهم رواد حركة الأدب والشعر في القرن السادس الهجري الموافق للقرن الثاني عشر الميلادي، شاعر ومفكر وحكيم سُطر اسمه ضمن القامات الشامخة التي حفل بها التاريخ الإسلامي فى زمن أضاء المسلمون بنور العلم ظلمات العصور الوسطي، إنه نظامي كنجوي، المفكر والفليسوف المولود في مدينة “كنجة” بدولة أذربيجان حاليًا، والذي تمر هذا العام الذكرى الـ880 لميلاده.
ولد نظامي كنجوي، عام 570 هـ – 1174م في مدينة «كنجة» في أذربيجان، ومن هذه المدينة أخذ لقبه كنجوي، وقد عاش خلال فترة حكم السلاجقة، الذين سيطروا على مقاليد الحكم فى المشرق منذ القرن الخامس الهجري، ويُعدُّ كنجوي واحدًا من أركان الشعر الإسلامي وأساتذته الكبار، وقد توفي عام 614 هـ – 1209 م، ويقع ضريحه بالمدينة نفسها.
وقضى الرجل معظم حياته في مسقط رأسه كنجة، وكان على علاقات وثيقة مع أتابكة أذربيجان، والملوك المحليين في أرزنكان وشروان ومراغة، وأتابكة الموصل بالعراق مقر الخلافة العباسية الذين قدم لهم معظم أشعاره القصصيَّة، وقد ترك نظامي كنجوي إرثًا وتراثًا أدبيًا يرقي في عمقه وجودته للتراث الأدبي العالمي.
ومن أشهر مؤلفاته الأدبية “الكنوز الخمسة” التي تتألف من خمس منظومات قصصية هي “مخزن الأسرار”، وهي منظومة قصصية تشتمل على كثيرٍ من النكات والحكايات . كما تشتمل «الكنوز الخمسة» على كثيرٍ من المقدمات في المناجاة والحمد.
أما ثاني أعماله “خسرو وشيرين”، فهي قصة تشتمل على مخاطرات الملك الساساني كسرى الثاني وغرامه مع معشوقته الجميلة شيرين، وقد ابتعد فيها عن الدراسة الموضوعية، وأخرجها قصة غراميَّة حماسيَّة تضم أكثر من 7 آلاف بيت شعري.
وهناك قصة “ليلى ومجنون”، التى تقع أحداثها في بلاد العرب ولا تمثل شخصيَّة ملكية، بل تمثل شخصين عاديين من عرب الصحراء أحدهما هو البطل، والأخرى هي الفتاة المعشوقة، وتشتمل على أكثر من أربعة آلاف بيت.
وإذا انتقلنا إلى “العروش السبعة” وهي آخر المثنويات التي أنشدها الشاعر نظامي فتضم أكثر من خمسين ألف بيت من الشعر، وموضوعها مشابهٌ لموضوع “خسرو وشيرين” في كونه متعلقًا بقصة خاصة بأحد الملوك الساسانيين وهو “بهرام جور”.
وآخر كنوزه “إسكندرنامه” أو “كتاب الإسكندر المقدوني”، وهي المثنوية الخامسة من مثنويات نظامي، وهي مكتوبة في وزن المتقارب، وهذه المثنوية مقسمة إلى قسمين، الأول منهما يسمى “إقبال نامه” والثاني يسمى “خردنامه”.
بحث الشاعر في جل مؤلفاته في القيم الانسانية السامية والمثل العليا مثل العدل والنزاهة والتسامي الروحي والسعي الى اعلاء صوت الحق والعدل. ولما كان الفكر الحر جزءًا أصيلاً من النزعة الإنسانية، وكانت المساواةُ ورفض الظلم غاية رئيسة في النزعة الإنسانية، فقد انشغل بهما الشاعر مستشهداً بمنطق القرآن الكريم وحكم وتجارب روحية من الشعوب القديمة.