أذربيجان

أذربيجان تعزز دورها المحوري في ممر الشمال الجنوب للنقل الدولي

تستغل أذربيجان موقعها الجغرافي الاستراتيجي عند تقاطع طرق التجارة بين الشرق والغرب وبين الشمال والجنوب لتتحول إلى مركز لوجستي رئيسي لمسارات العبور ويعزز ممر الشمال الجنوب للنقل الدولي الذي يربط جنوب شرق آسيا والخليج بالاتحاد الروسي وأوروبا الغربية مكانة البلد كبلد عبور.

وأفادت وكالة “أذرتاج” أنه تم وضع حجر الأساس للممر عام 2000 باتفاق بين إيران وروسيا والهند وانضمت إليه أذربيجان عام 2005 حيث نفذت أعمالاً واسعة النطاق على الأراضي الأذربيجانية وشملت هذه الأعمال إعادة بناء وتوسيع الطريق السريع الواصل بين ألات وأستارا والحدود الإيرانية بطول 6ر173 كيلومتر وبناء جسر السكك الحديدية فوق نهر أستارا تشاي.

وبموجب مرسوم رئاسي صدر عام 2015، قامت أذربيجان بتسريع العمل على الممر، حيث قامت بمد خط سكة حديد جديد بطول 3ر8 كيلومترات حتى الجسر وتواصل بناء محطة سكة حديد ومحطات تفريغ بضائع على مساحة 35 هكتاراً في أستارا الإيرانية.

والهدف من الممر هو تقليل زمن تسليم البضائع من الهند إلى أوروبا من أكثر من 6 أسابيع حالياً إلى 3 أسابيع عبر ممر الشمال الجنوب ووفقاً لتقديرات الخبراء فإن الممر سيقلل تكاليف النقل بنسبة 40 في المائة ومن المتوقع أن ينقل 10 ملايين طن من البضائع بعد اكتماله.

ويواجه المشروع عائقاً في استكمال الجزء المتبقي من خط سكة الحديد بين رشت وأستارا الإيرانية البالغ طوله 167 كيلومتر بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران وتولي روسيا وإيران اهتماماً خاصاً لاستكمال هذا الجزء الاستراتيجي.

وأشار رئيس قسم العلاقات الدولية والاقتصاد العالمي في أكاديمية العلوم الروسية ستانيسلاف بريتشين إلى أن أذربيجان تلعب دوراً رائداً في تشكيل الممر ونفذت الإجراءات اللازمة لعمله.

وإن تنفيذ مشاريع ذات أهمية دولية كهذه في ظل التطورات الجيوسياسية المتوترة التي يشهدها العالم الحديث هو تجسيد للإرادة السياسية وعلى الرغم من الطموحات السياسية لعدد من البلدان في المنطقة فإن إقامة علاقات تعاون في مجال النقل العابر (الترانزيت) تكتسب أهمية حاسمة في المرحلة الحالية التي يتشكل فيها نظام عالمي جديد.

أذربيجان وإيران وروسيا المعروفة بكونها دولاً منتجة للنفط في المنطقة تولي اهتماماً أكبر لتطوير القطاع غير النفطي مع الأخذ في عين الاعتبار الاتجاهات العالمية السائدة ويُعَد تراجع قيمة النفط تدريجياً في السوق العالمية بمثابة فتح للمجال أمام تطوير قطاعي النقل والعبور (الترانزيت).

زر الذهاب إلى الأعلى