Featuredاخبار محليةاقتصاد

ندوة «كورونا أفرزت واقعاً جديداً في العلاقات الاقتصادية والاجتماعية»

المشاركون في الندوة

السفير الإماراتي: «الجائحة» أوجدت فرصاً جديدة للتعاون والتنسيق في منطقة الخليج

  • دول الخليج قدمت نموذجاً متوازنا للتعامل مع الجائحة
  • فترة ما بعد كورونا ستشهد ازدهار بعض القطاعات التي ستتمكن من جذب الاستثمارات أكثر من غيرها

الدكتور عبدالرزاق الفارس: لا نزال في وسط الجائحة ومتحوراتها ولا نعلم متى ستنتهي

  • آثار الجائحة ستؤدي لتآكل مفهوم العولمة
  • الانتعاش في الولايات المتحدة وحدها سيرفع سعر الفائدة وسعر الصرف وسيؤدي لتفاقم مديونيات العالم الثالث

طلال فهد الغانم: الصين هي القوة العالمية الكبرى المقبلة وأثبتت انها قادرة على إدارة الأزمات والاستفادة منها

  • أتمنى ان تبادر دول مجلس التعاون لإنشاء عملة رقمية موحدة للتداول بين دوله حاليا

 

عقدت سفارة الامارات العربية المتحدة لدى الكويت ندوة افتراضية بعنوان «ملامح الاقتصاد العالمي بعد جائحة كورونا» بحضور السفير الإماراتي الدكتور مطر حامد النيادي، وذلك في إطار سلسلة الندوات الثقافية التي تحرص السفارة على إقامتها، حيث شارك فيها الخبير الاقتصادي الدكتور عبدالرزاق الفارس النائب السابق للمدير التنفيذي في صندوق النقد الدولي وكبير المستشارين في دائرة التنمية الاقتصادية في دبي، والخبير الاقتصادي طلال فهد الغانم رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات طلال الغانم وأولاده القابضة الرئيس السابق لمجلس ادارة شركة بورصة الكويت، وأدارت الندوة الإعلامية هند النقبي من مؤسسة دبي للإعلام.

 

وأجمع المتحدثون في الندوة على ضرورة بحث الدول ذات الدخل الواحد عن مصادر دخل متنوعة، مؤكدين أن جائحة كورونا قد كشفت الكثير من الأمور والأسباب التي أدت لتدهور بعض الاقتصادات العالمية.

وشددوا على ضرورة التركيز على فئة الشباب ودعم مشاريع الإنتاج المحلية الصنع بغض النظر عن تكاليفها كونها أثبتت أهميتهما خلال الجائحة بعد إغلاقات الدول والمواصلات.

كما تطرق المشاركون في حديثهم إلى أهم الدروس المستفادة من هذه الندوة، وكيف نجحت دول الخليج العربي في إدارة الأزمة وتحقيق التوازن بين الصحة والاقتصاد.

 

 

في البداية أكد السفير النيادي أن جائحة «كورونا» خلقت تحدياً كبيراً في العالم، وأفرزت واقعاً جديداً في العلاقات الاقتصادية والاجتماعية، وأعادت النظر في مسائل كانت حتى وقت قريب من المسلمات لدينا، كما أوجدت فرصاً جديدة للتعاون والتنسيق في منطقة الخليج العربي.

 

 

وأضاف ان دول الخليج قدمت نموذجاً للتعامل مع الجائحة، فيه نوع من التوازن بين الاعتبارات الصحية والاقتصادية، حيث حققت نجاحات عديدة في هذا الشأن، أهمها المحافظة على المنظومة الصحية التي ساهمت في مواجهة هذه الجائحة، والعمل على استمرار وصول السلع والخدمات لشعوب دول المنطقة.

 

وأشار إلى ان دول الخليج كانت سباقة لمساعدة دول العالم الأكثر تأثرا في الجائحة، مؤكدا أن فترة ما بعد كورونا ستشهد ازدهار بعض القطاعات التي ستتمكن من جذب الاستثمارات أكثر من غيرها.

 

 

بدوره، تطرق الدكتور الفارس إلى أهم التغيرات الاقتصادية الدولية التي فرضتها الجائحة في الأسواق العالمية ومستقبل العولمة والتجارة الدولية.

وقسم الآثار التي تسببت بها الجائحة إلى قسمين الأول هو الآثار الاقتصادية الكلية والثاني هو الآثار القطاعية، مشيرا إلى اننا لا نزال في وسط الجائحة ومتحوراتها ولا نعلم متى ستنتهي، والتي أدت لآثار اقتصادية قصيرة المدى حدثت وأثرت بشكل كبير على الاقتصادات الصغيرة والمفتوحة ممن تعتمد على السياحة والطيران وحركة البشر أكثر من الاقتصادات المغلقة.

وأضاف ان هناك آثار دائمة متوقعة أن تحدث مستقبلا منها انتهاء العولمة بالطريقة التي نعرفها والتي أثرت على سلسلة الموردين حيث أدت لتعطل صناعات السيارات والهواتف والأجهزة بسبب مشاركة العديد من البلدان في هذه الصناعات، حيث كان الإغلاق في أي دولة من الدول الموردة يتسبب في إيقاف التصنيع، فكل بلد انت تسعى لحماية مواطنيها بالدرجة الأولى وكان هذا جليا في الصراعات التي حدثت في الاتحاد لأوروبي حول جرعات التطعيم مثلا، وهذا ما قد يؤدي لتآكل مفهوم العولمة.

 

وتابع ان الأثر الثاني هو إعادة توزيع الدخل على مستوى العالم حيث استفادت بعض الدول من هذه الجائحة وتضررت دول أخرى بشكل كبير، وحتى داخل الدول كانت فئات العمال أكبر الخاسرين خلال هذه الجائحة فيما تضاعفت أموال بعض الشركات بطريقة هائلة جدا، مما أعاد المجتمعات لنوع من التوحش نتيجة التفاوت في توزيع الدخل، حيث انه في حال انتهاء الجائحة فان الشركات التي كانت توظف 100 عامل لن تعود لنفس الرقم مرة أخرى وربما ستعتمد على وسائل أخرى وتوفر 50% من موظفيها، فالأزمة علمتها الاعتماد على الوسائل التقنية أكثر من العنصر البشري.

وأضاف ان النقطة الأخيرة هي أين سيحدث الانتعاش الاقتصادي بعد انتهاء الجائحة، فحاليا الانتعاش يحدث في الولايات المتحدة وحدها مما سيرفع سعر الفائدة وسعر الصرف وهذا سيؤدي لتفاقم مديونيات العالم الثالث حتى لو نجح في الخروج من الجائحة وتحقيق النمو الاقتصادي.

 

واكد ان اهم الأسباب التي أدت لخسارة بعض الشركات والتي كشفتها الجائحة هي:

  • اعتمادها على كثافة العمل والعمالة الرخيصة وليس على التقنية.
  • المديونية ومدى اعتمادها على البنوك

وطالب الدول بدعم المنتجات المحلية حتى تستمر، حيث انها أثبتت جدارتها خلال فترة الجائحة وتوقف الاستيراد.

 

من جهته، تحدث الغانم عن القطاعات المتضررة والمستفيدة من الأزمة، وعن أكثر القطاعات المؤهلة لجذب الاستثمارات المحلية والدولية، وكيف تعاملت المؤسسات الصغيرة والمتوسطة مع جائحة «كورونا»، مقدماً عدداً من النصائح لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

 

وأضاف ان ما حدث خلال أزمة كورونا يظهر ان الصين هي القوة العالمية الكبرى المقبلة، التي أثبتت انها دولة قادرة على إدارة الأزمات والاستفادة منها، والدليل على ذلك انها أول دولة تعود للإنتاج خلال الجائحة بينما الولايات المتحدة لا تزال تعاني.

وأكد ان دول مجلس التعاون أثبتت قدرتها وتعاونها خلال هذه الجائحة على الرغم من وجود بعض الخلافات بين بعض دوله كانت في بداية الجائحة، لكن الآن هناك تفاهمات وتبادلات تجارية بين دوله.

واستشهد بما قامت به الدول الخليجية من مبادرات ساهمت في التقليل من آثار هذه الجائحة على مواطنيها، مؤكدا ان أثر قتل المشروعات الصغيرة أشد فتكا من الجائحة الصحية.

 

وتمنى ان تبادر دول المجلس لإنشاء عملة رقمية موحدة للتداول بين دوله حاليا وفي المستقبل مع باقي الدول  

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى