كينيا تُطلق «استراتيجية الذكاء الاصطناعي 2025-2030»: بوابة لاستثمار العصر الرقمي في قلب إفريقيا

تشهد كينيا اليوم خطوة طموحة ورائدة في مسار التنمية الرقمية، بإطلاقها رسميًا في مارس 2025 استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي تحت عنوان “Kenya Artificial Intelligence Strategy 2025-2030”.
هذه المبادرة ليست مجرد وثيقةً إجرائية، بل تُشكّل إعلاناً بأن كينيا تتجه لتكون مركزاً إقليمياً للابتكار التكنولوجي في إفريقيا، وتفتح أبوابها أمام المستثمرين العالميين لسوقٍ رافدٍ جديدٍ يُعدّ بمثابة «سافانا السيليكون» (Silicon Savannah).
ict.go.ke+1
ركائز الاستراتيجية وفرصها
تعتمد الاستراتيجية الكينية على ثلاثة محاور رئيسية: البنية الرقمية التحتية الذكية، حوكمة البيانات والذكاء الاصطناعي، والبحث والابتكار التجاري.
ما يعني أنها توفّر بيئة شاملة تبدأ من الأساس — مثل مراكز البيانات والحوسبة السحابية — وصولاً إلى تطبيقات ذكية في الزراعة، الصحة، التعليم، والخدمات العامة.

لماذا يستحق ذلك اهتمام المستثمر؟ أولاً، توفر كينيا قاعدة أمنية وتشريعية متطورة — فقد أعلنت الحكومة أنها ستضع إطاراً قانونياً واضحاً لاستخدام الذكاء الاصطناعي، يشمل حماية البيانات، الشفافية في الخوارزميات، واستقلالية القرار.
ثانياً، تتمتع كينيا بوصول جيد إلى الطاقة المتجددة والبُنى التحتية التقنية، ما يجعلها منصة مثالية لإطلاق خدمات الذكاء الاصطناعي ذات التركيز الإقليمي والدولي.
ثالثاً، سوق متنامٍ وشباب مبدع: توفر كينيا بيئة خصبة للشركات الناشئة، والحوافز الحكومية للاستثمار في التكنولوجيا، ما يزيد من معدل العائد المحتمل على الاستثمار.
قطاعات واعدة للاستثمار
من بين القطاعات التي تتيحها الاستراتيجية للمستثمرين:
الزراعة الذكية (Agritech): باستخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل المحصول، والتنبؤ بالمناخ، وتحسين الإنتاج، ما يُعزّز الأمن الغذائي ويخلق قيمة مضافة.
الرعاية الصحية الرقمية: استشراف تشخيص ذكي، منصة بيانات وطنية، وخدمات صحية عن بُعد في منطقة تُعدّ مركزاً إقليمياً.
الخدمات المالية والتكنولوجيا المالية (Fintech): كينيا تُعرف بريادتها في المدفوعات الرقمية (مثل M-Pesa)، والاستراتيجية تعطي دفعة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاع المالي.

البنية التحتية الذكية (Smart infrastructure): من مدن ذكية إلى النقل والمواصلات، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُحوّل المدن إلى بيئة أكثر كفاءة واستدامة.
الاستثمارات التقنية والبحث والابتكار: فرص شراكة مع الجامعات ومراكز البحث الكينية النشطة، والاستفادة من حوافز الاستثمار.
لماذا الآن هو الوقت المناسب؟
تتزامن إطلاق الاستراتيجية مع رؤية كينيا للتحول الرقمي الوطني وخطة “Vision 2030”، وهي تُعدّ أكثر من مجرد خطة تقنية، بل خارطة طريق لتنمية شاملة.
علاوة على ذلك، الدعم الدولي واضح: الاتحاد الأوروبي، وألمانيا، وغيرها من الشركاء التقنيين ساهموا في بناء الاستراتيجية، ما يُعدّ ضماناً للامتثال لأفضل المعايير العالمية.
دعوة للمستثمرين
إذا كنت تبحث عن موطن جديد للإبداع، ومنصة تنطلق منها إلى الأسواق الإفريقية والعالمية، فكينيا اليوم تُقدم لك الفرصة:
بيئة تشريعية واضحة ومُنبَذِرة في استخدام الذكاء الاصطناعي.
شريك حكومي داعم ورؤية استراتيجية تمتد لخمس سنوات.
نظام بيئي تقني ناشئ مع شباب مبدعين وبنية تحتية متطورة.
موقع جغرافي استراتيجي يحوّل كينيا إلى بوابة للوصول إلى شرق ووسط إفريقيا.
في هذا الإطار، تشكّل كينيا فرصة استثمارية من الطراز الأول في حقبة الثورة الصناعية الرابعة، وفرصة للشركات التي ترغب في الريادة وليس فقط التواجد في السوق. فلتجعل كينيا منصة انطلاقكم، ولتكن شريكًا في بناء مستقبل ذكي ومستدام.












