
بعزيمة صلدة، وإصرار لا ينكسر، حفرت المرأة الكويتية اسمها بقوة، في سجلات الرياضة بمختلف أنواعها، وتمكنت من تثبيت وجودها وجدارتها في تنفيذ الكثير من الأنشطة والفعاليات والمشاركات الرياضية على مختلف المستويات، محليا واقليميا ودوليا، وحازت العديد من المراكز والبطولات، مؤكدة قدرتها على البذل والعطاء وتحقيق النجاحات.
لاعبات كويتيات مميزات وبطلات مرموقات، كسرن احتكار أندادهن الرجال للرياضة، ورفعن اسم الكويت في المحافل الرياضية.. فتحن قلوبهن لـ القبس، وأجمعن على أن الرياضة النسائية شهدت قفزة نوعية ملحوظة في البلاد أخيرا، نتيجة لزيادة الوعي المجتمعي وتغير نظرة الأهل تجاه الرياضة النسوية، فحظين باهتمام أولياء الأمور ودعمهم وتنمية مواهبهن.
واستعرضت اللاعبات جملة من التحديات والصعوبات التي تقف حائلا أمامهن للتحليق بطموحهن الرياضي الى آفاق أرحب، كمشكلة التفرغ الرياضي وقلة المعسكرات الخارجية، فضلا عن عدم تخصيص اماكن للتدريب في بعض الالعاب.
لم تستسلم لاعبة ألعاب القوى مضاوي الشمري، للعوائق التي أحاطت بتحقيق حلمها الذي راودها منذ نعومة أظفارها، كلاعبة شغوفة بألعاب القوى التي بدأت ممارستها في سن الرابعة عشرة، بل كدّت وكافحت حتى برعت وابدعت وحققت مراكز متقدمة، استطاعت بموجبها الظفر بأرقام قياسية للكويت في أربع مسابقات دولية. تقول مضاوي: عندما كنت في المرحلة المتوسطة، ظهر شغفي بالرياضة، وشجعتني معلمتي آنذاك على التدريب وملاحقة حلمي، واستطعت المشاركة في بطولات مدرسية عديدة، ثم اختارني نادي سلوى الصباح الرياضي وساعدني على المواصلة، حتى شققت طريقي في البطولات المحلية، وحين لفتُّ الأنظار تم اختياري لمنتخب ناشئات الكويت عام 2013، قبل التحاقي بمنتخب الشابات والمنتخب النسائي العام.
مضاوي، التي تعمل معلمة تربية بدنية حاليا، شاركت في بطولات خارجية عديدة، وكانت اللاعبة الكويتية الوحيدة التي شاركت في سباق diamond league في قطر، والوحيدة كذلك التي شاركت في بطوله العالم.
.. ليس مفروشاً بالورد
«طريق النجاح لم يكن مفروشا بالورد».. هكذا تقول مضاوي، مستعرضة التحديات التي واجهتها في مسيرتها الرياضية، وتضيف: الرياضة النسائية تواجه العديد من المشكلات، مثل التفرغ الرياضي، وندرة المعسكرات وقلة الاحتكاك مع لاعبات محترفات أو المشاركة في البطولات الودية الخارجية أو المحلية.
وبالرغم من إشارتها إلى «ما شهدته الرياضة النسائية في الكويت، من تطور وطفرة كبيرين، وتغيرات ايجابية في الفترة الاخيرة»، فإنها تؤكد أنها «ما زالت بحاجة الى الكثير من الدعم المادي والمعنوي، إضافة إلى الحاجة لتطبيق قانون الاحتراف الجزئي، أسوة باللاعبين الرجال».
ترى كابتن كرة قدم الصالات في نادي الفتاة الرياضي، ومساعدة مدرب منتخب الناشئات والشابات الكويتي حنان الراشد، أن التميز الحاصل حاليا في مستوى الرياضة النسائية في الكويت، سبقته قصص كفاح مهيبة لنساء كويتيات رائدات، مهدن الدرب لها ولرفيقاتها للسير فيه وتحقيق النجاح.
وذكرت حنان لـ القبس، أن «العديد من الرياضيات الكويتيات، عشن قصة كفاح في سبيل حبهن للرياضة، وبالمثابرة تحققت أحلامهن وأثبتن قدرتهن على تحقيق مستويات جيدة، وشاركن في دوري كرة القدم للنساء في الصالات، في وجود محترفات من مختلف الدول، وبالتالي وضعت اللاعبة الكويتية قدمها في المحافل الدولية».
وعن العقبات التي تقف حائلا أمام اللاعبات، تقول حنان: «كنا سابقاً لا نجد مكانا مخصصا لممارسة كرة القدم مثلا، إضافة إلى النظرة الاجتماعية السلبية التي حرمت فتيات كثيرات من ممارسة الرياضة بسبب عادات وتقاليد خاطئة تقول إن المرأة غير قادرة على أداء أي مجهود بدني».
وأضافت: «هناك أيضاً خجل بعض الموهوبات من إظهار مهاراتهن، وغياب الدعم والتشجيع من الدولة والمجتمع، إذ يجب أن يتوافر الدعم الكامل من الاتحادات المختصة بكل لعبة، وتوفير الأدوات والملاعب والمدربين الأكفاء، ونشر الإعلام لما يحققنه من انجازات، والأهم وضع خطة استراتيجية للنهوض بالرياضة النسائية، وإقرار قانون الاحتراف».
أول فارسة كويتية
الفارسة إيمان العتيبي، بطلة الكويت في سباقات القدرة والتحمل، وضعت بلادها على خريطة أكبر السباقات في العالم وأصعبها، كأول كويتية تشارك في كأس خادم الحرمين الشريفين لسباقات القدرة والتحمل 2022 الذي يقام سنوياً في منطقة العلا شمال المملكة العربية السعودية. تقول ايمان لـ القبس: الرياضة جزء أساسي من حياتي، وقد مثلت الكويت في عدد من البطولات الخارجية في البحرين واسبانيا وايطاليا والرياض، كما تأهلت الى بطولة كأس العالم للقدرة والتحمل في سلوفاكيا.
وحثت قريناتها صاحبات الموهبة والطموح «على الالتحاق بالرياضة التي يفضلنها، وصقل مواهبهن بالمران وبذل الجهد».
أما التحديات أمام الفتيات في رياضة القدرة والتحمل، فلخصتها في «غياب المشاركات المحلية»، مطالبة بتخصيص سباقات للسيدات في الكويت مثل ما يجري في الامارات مثلا، اضافة الى مكان للتدريب قريب من المناطق السكنية، حيث لا مكان يستوعب لاعبات رياضة الفروسية سوى كبد.
نظرة الأهل.. تغيرت
اتفقت المتحدثات لـ القبس، على وجود تغير ملحوظ في نظرة المجتمع الكويتي للرياضة النسائية في الفترة الأخيرة، لا سيما من قبل الأهل الذين يلمحون مواهب رياضية لدى بناتهم.
وقلن إن «بعض الأهالي ما زالوا متخوفين من ممارسة بناتهم الرياضة، لكن ذلك سيتغير أيضا بمرور الوقت»، مشددات على أن «الفتاة والمرأة الكويتيتين تملكان موهبة وعزيمة وإصراراً لا مثيل لها، من أجل رفع اسم الكويت عالياً».
6 مطالب عاجلة لازدهار الرياضة النسائية
01- زيادة المعسكرات الخارجية
02- تنظيم المزيد من البطولات الودية
03- تطبيق قانون الاحتراف الجزئي أسوة بالرجال
04- حل مشكلة التفرغ الرياضي للاعبات
05- توفير أدوات وملاعب ومدربين أكفاء
06- إستراتيجية شاملة للنهوض بالرياضة النسوية
4 عقبات تقف في وجه الموهوبات
النظرة السلبية من المجتمع
لا مكان مخصصاً لرياضة النساء
الخجل من إظهار مواهبهن
غياب الدعم الحكومي والأهلي