تقع الجمهورية القيرغيزية (قيرغيزستان)باختصار في قلب آسيا الوسطى، وتحدها من الشمال كازاخستان، ومن الغرب أوزبكستان، ومن الجنوب طاجيكستان، ومن الشرق الصين. تبلغ مساحتها حوالي 198,500 كيلومتر مربع، مما يجعلها دولة غير ساحلية ذات تضاريس جبلية متنوعة بما في ذلك جبال تيان شان الشهيرة.
مما يمنحها خصوصية ثقافية وتاريخية في منطقة آسيا الوسطى، ومما يتوجب الاهتمام الإعلامي بها في العالم العربي لاستكشاف ما يتميز به هذا البلد من الديناميكيات والامتيازات، وتقديمها للقراء والمشاهدين العرب.
للجمهورية القيرغيزية قرغيزستان تاريخ غني يمتد لآلاف السنين، كونها كانت مهد لحضارات يمتد تاريخ قرغيزستان المدون لأكثر من 2000 سنة، ويشمل مجموعة متنوعة من الثقافات والإمبراطوريات، وعلى الرغم من أن قرغيزستان معزولة جغرافيا بسبب تضاريسها الجبلية العالية، التي ساعدت على الحفاظ على ثقافتها القديمة، إلا أنها كانت على مفترق طرق بين عدة حضارات عظيمة جزءًا من طريق الحرير وغيره من الطرق التجارية والثقافية.
وإبراز هذا التاريخ في الإعلام العربي يفتح الباب لفهم أعمق للحوار الحضاري بين الشعوب.حيث تعد الثقافة القرغيزستانية مزيجاً من التأثيرات الشرقية بما في ذلك اللغة، الفنون، الموسيقى، والأدب. إذ يجب علينا تكريم هذه الثقافة عبر الإعلام العربي الذي يعزز التقدير المتبادل ويبرز التنوع الثقافي.
تلعب قرغيزستان اليوم دوراً مهماً في السياسة الإقليمية تتميز السياسة الخارجية لقيرغيزستان بأنها متعددة الأبعاد أو متعددة الاتجاهات تركز على تعزيز العلاقات الخارجية المرنة ومتعددة الجوانب مع الدول المجاورة واللاعبين الإقليميين في المنظور التاريخي،حيث تمتع قيرغيزستان بمكانة مرموقة ومحترمة على الساحة الدولية. وقد نالت الجمهورية القيرغيزية (قرغيزستان )هذا التقدير بفضل سياستها الخارجية المتوازنة والواضحة والنهج المبدئي لقيادة البلاد، القائم على المصالح الوطنية، باعتبارها مشاركًا كاملاً في العمليات العالمية.
يعمل فخامة الرئيس الجمهورية القيرغيزية *صادير جباروف* – صاحب التجارب السياسية والعملية على توسيع شبكة العلاقات الدولية لقرغيزستان ويعمل على أن تكون الجمهورية القيرغيزية قرغيزستان فاعلاً رئيساً في منطقة آسيا الوسطى. فقد تمكنت قرغيزستان من لعب دور محوري في مبادرات إقليمية متعددة، وساهمت في تعزيز علاقاتها الخارجية.
حيث تولت قيرغيزستان رئاسة في منظمة الدول التركية لعامي 2024-2025.
ويشارك فخامة الرئيس صادير جباروف في اجتماعات الجمعية العامة. والدور الذي تلعبه قرغيزستان في هذه المنظمة قدمت قرغيزستان العديد من المبادرات بشأن أجندة المناخ والاقتصاد الأخضر. وقد وجدت فكرة حماية البلدان الجبلية، التي طرحها صادير جباروف، تفهمًا في الأمم المتحدة بالإضافة إلى الزيارات الخارجية والمشاركات في قمة دول آسيا الوسطى ودول الخليج العربي والقمة العربية الإسلامية وهنا تكمن أهمية التغطية الإعلامية العربية للعلاقات الدبلوماسية والتجارية بين قرغيزستان والدول العربية في تسليط الضوء على فرص التعاون المتبادل.
قرغيزستان بتضاريسها الطبيعية المتنوعة وما تزخر به من مواقع التراث العالمي، تقدم فرصاً سياحية رائعة وتفتح آفاقا واعدة للترويج وتنشيط التبادل السياحي مع الشركاء العرب، الذين هم في حاجة ماسة لاكتشاف وجهات سياحية غنية بالمزايا والمتطلبات التي يرجوها السائح العربي، لذلك تعد قيرغيزستان اليوم دولة نامية ديناميكيًا ولها تاريخ غني وثقافة غير عادية والعديد من التقاليد المثيرة للاهتمام.
وإذا تحدثنا عن اقتصاد البلاد، فنود أن نشير إلى أن قيرغيزستان تشهد اليوم ازدهارًا اقتصاديًا في جميع مجالات الحياة في البلاد، حيث ارتفع الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بنسبة 6.7% في العام الماضي وفي هذا العام، ارتفع الناتج المحلي الإجمالي خلال الأشهر الستة الأولى بنسبة 8.1%.
في العام الماضي ارتفع الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بنسبة 6.7%. وقد ارتفع الناتج المحلي الإجمالي خلال الأشهر الستة الأولى من هذا العام بنسبة 8.1%.وهذا يدل بوضوح على أن قيرغيزستان بلد ذو طموحات عالية وفرص كبيرة ومستقبل مشرق.
وكما أشار معالي الأمين العام للأمم المتحدة السيد/ أنطونيو غوتيريش مؤخراً، فإن “قيرغيزستان تحولت من الحسناء النائمة إلى حصان سباق. لقد أصبحت قيرغيزستان بلد الفرص”.
وعلى سبيل المثال، أطلقت قرغيزستان هذا العام 100 مصنع ومنشأة إنتاجية. بالإضافة إلى ذلك، القيام ببناء العديد من المباني الإدارية الجديدة ومراكز الأعمال والمباني السكنية متعددة الطوابق.كما يجري حاليًا بناء في بيشكيك أحد أكبر ملاعب كرة القدم في آسيا الوسطى ، فضلا عن بناء مطارات محلية ودولية جديدة.
تم مؤخرا إطلاق أول مصنع للسيارات في تاريخ البلاد، وهو مصنع تولبار موتورز، والذي بدأ بإنتاج 10 علامات تجارية من السيارات والشاحنات والحافلات.بالإضافة إلى ذلك، تم إطلاق تنفيذ مشروع ضخم لإنشاء محطة الطاقة الكهرمائية Kambarata-1، والتي ستصل طاقتها التصميمية الإجمالية إلى 1860 ميجاوات، وستولد 5.6 مليار كيلووات ساعة من الكهرباء سنويًا. كما سيتم تصدير الكهرباء المولدة إلى دول أجنبية.
ومن المقرر أن يبدأ بناء خط السكك الحديدة بين الصين وقيرغيزستان وأوزبكستان قريبا. وسيربط خط السكك الحديدة الصين ودول آسيا الوسطى ويفتح طرق نقل جديدة إلى دول الخليج وأوروبا.
وفي هذا السياق، تولي قيرغيزستان أهمية كبيرة للتعاون مع جميع الدول الصديقة وتدعو الجميع، بما في ذلك المستثمرين، للمشاركة الفعالة في تنفيذ المشاريع الضخمة في الجمهورية القيرغيزية، لذلك تمضي الجمهورية القيرغيزية بثبات نحو بناء قيرغيزستان الجديدة التي تسعى بإخلاص إلى التنمية وتحقيق الهدف المنشود بالتأكيد، وهو تحويل قيرغيزستان إلى دولة متقدمة وقوية، ونقلها إلى الأجيال القادمة.
ان الاهتمام الإعلامي العربي بـ “قرغيزستان” لا يثري المحتوى الإخباري والثقافي فحسب، بل يعمل أيضآ على تعزيز الروابط بين الشعب القيرغيزي والشعوب العربية، بالإضافة إلى فتح آفاق جديدة للتعاون والتفاهم. هذا التوجه يمكن أن يسهم في خلق جسور التواصل والفهم المتبادل بين الثقافات.