أوزباكستان

في أي قطاعات من الاقتصاد تجتذب أوزبكستان الاستثمار الأجنبي؟

تهدف استراتيجية “أوزبكستان 2030” إلى زيادة الناتج المحلي الإجمالي للبلاد إلى 160 مليار دولار ودخل الفرد إلى 4000 دولار. إن تحقيق هذا الهدف من خلال السوق المحلية فقط أمر غير ممكن؛ لذلك، من الأهمية بمكان جذب الاستثمارات الأجنبية وزيادة الصادرات بشكل نشط.

يلعب منتدى طشقند الدولي للاستثمار دورًا مهمًا في هذا الجهد. في مايو 2024، أقيمت النسخة الثالثة من المنتدى في طشقند، لتصبح حدثًا مهمًا لاقتصاد أوزبكستان ومجتمع الاستثمار الدولي. كان الهدف الرئيسي للمنتدى هو تعزيز تدفق الاستثمارات الأجنبية وتعزيز التعاون الاقتصادي بين أوزبكستان والدول الأخرى.

استقطب المنتدى ممثلي الأعمال والمستثمرين والمسؤولين الحكوميين والمنظمات الدولية، مما سهل الحوار وتوقيع اتفاقيات الاستثمار الكبرى. في السنوات الأخيرة، أظهرت أوزبكستان نموًا كبيرًا في جذب الاستثمارات، وكان المنتدى خطوة مهمة في هذا الاتجاه.

منتدى طشقند الدولي للاستثمار

وفي كلمته الترحيبية، أشار رئيس الدولة إلى أن أوزبكستان اجتذبت أكثر من 60 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية في السنوات الأخيرة، مع ما يقرب من 14 مليار دولار من المؤسسات المالية الدولية. وقد تم توجيه هذه الاستثمارات نحو القطاعات الاجتماعية والبنية الأساسية.

اكتسب المنتدى شعبية لا تصدق، مع أكثر من 2500 مشارك من 93 دولة، مما يوفر منصة للحوار العالمي وتبادل الخبرات الاستثمارية.

من المهم أن نسلط الضوء على أن المنتدى نال اهتمام وسائل الإعلام الدولية، مع تغطية من أكثر من 110 منشورات أجنبية في 30 دولة، بما في ذلك وسائل الإعلام العالمية الرائدة مثل CNN و Euronews و London Post و Associated Press.

كان أحد الأحداث الرئيسية للمنتدى هو تقديم مشاريع الطاقة الإقليمية (بناء محطة الطاقة الكهرومائية Kambarata-1 و Yavan) للمستثمرين الأجانب. وشمل العرض رؤساء وزراء جمهورية أوزبكستان وجمهورية قيرغيزستان، مؤكدين على أهمية هذه المشاريع للمنطقة بأكملها.

نتيجة لمنتدى طشقند الدولي للاستثمار، تم توقيع اتفاقيات بقيمة إجمالية 26.6 مليار دولار، مما يدل على جاذبية الاستثمار العالية لأوزبكستان ونجاح المنتدى. للمقارنة، في عام 2022، تم توقيع 167 وثيقة في المنتدى، بلغت قيمتها 11 مليار دولار، مما يدل على زيادة كبيرة في الاهتمام الاستثماري في البلاد.

مشاريع استثمارية كبرى

على وجه التحديد، تم التوصل إلى اتفاقيات بشأن تنفيذ مشاريع الاستثمار الكبرى التالية:

– ستشارك شركة «داتا فولت» السعودية في بناء البنية التحتية الحضرية في «طشقند الجديدة» مقابل مليار دولار وستنشئ «مركز معالجة البيانات» القائم على التقنيات الخضراء.

– شركة «أكوا باور» السعودية ستنفذ مشاريع لبناء محطة طاقة رياح بقدرة 5 جيجاوات في جمهورية قراقالباكستان وإنشاء أجهزة تخزين طاقة بقدرة 2 جيجاوات.

– شركة «أميا باور» الإماراتية ستنفذ مشروع بناء محطة طاقة رياح بقدرة 1000 ميجاوات في جمهورية قراقالباكستان.

– شركة «تبريد السعودية» ستتولى تحديث أنظمة التدفئة في نوكوس وفيرجانا وكوفاساي.

– شركة «النيل للسكر» المصرية ستشارك في زراعة البنجر السكري وإنتاج السكر في منطقة جيزك.

– شركة «شنغهاي كنود إنترناشيونال» الصينية ستنفذ مشروعاً لإنتاج المنسوجات ومنتجات الخياطة في منطقة نمانجان.

– شركة «ويلمار إنترناشيونال» (سنغافورة) ستنتج المنتجات الغذائية والحلويات في منطقة طشقند.

كما تم التوصل إلى اتفاقيات مع عدد من الشركات العالمية الكبرى مثل «أوراسكوم للاستثمار» (مصر)، و«بونافرم جروب» (المجر)، و«سايار» (الولايات المتحدة)، و«جولدويند»، و«سينوما» (الصين)، و«سام يابي» (تركيا)، و«باشا للتنمية» (أذربيجان)، و«لاسلسبرجر» (النمسا)، و«بتروسات تشيكسلستون» (إيران)، لتنفيذ مشاريع استثمارية جديدة بإجمالي استثمارات تبلغ 1.5 مليار دولار.

تضمن الحدث برنامجاً غنياً من الجلسات الحوارية والمناقشات ووجبات الإفطار التجارية والمناقشات المستديرة، مع التركيز على الجوانب الرئيسية للتنمية الاقتصادية. ودار الموضوع الرئيسي حول دور الدولة والمستثمرين ورجال الأعمال في دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم.

 بيئة أعمال آمنة وشفافة

وأكد الخبراء خلال الجلسة الخاصة بمكافحة الفساد أن التدابير الفعالة لمكافحة الفساد تشكل أهمية بالغة لتحسين مناخ الاستثمار. وأكدوا أن خلق بيئة أعمال آمنة وشفافة يلعب دوراً حيوياً في هذه العملية.

صرح أكمل بورخانوف، مدير وكالة مكافحة الفساد في جمهورية أوزبكستان، قائلاً: “إن مكافحة الفساد بنجاح تتطلب اتباع نهج شامل، بما في ذلك تعزيز التشريعات وزيادة شفافية الإجراءات الحكومية”.

حددت الجلسة الخاصة بتجارة التجزئة التحديات والفرص الرئيسية في هذه الصناعة. وأعرب المشاركون عن الحاجة إلى تحسين التشريعات الضريبية وتبسيط إجراءات الاستيراد. كما أكدوا على أهمية تهيئة الظروف للتكيف الناجح للعلامات التجارية الجديدة في السوق.

خفض الرسوم الجمركية

“بفضل القرار الخاص بخفض الرسوم الجمركية، تمكنا من تحديد أسعار عادلة، كما هو الحال في المملكة المتحدة وكازاخستان”، شارك إيليا ليابستين، مدير المبيعات والتسويق في “مركز طشقند سيتي للتسوق”.

خلال إفطار العمل المخصص لريادة الأعمال النسائية، تم التأكيد على التأثير الكبير لرائدات الأعمال على المجتمع. قدم المتحدثون أمثلة واستراتيجيات ملهمة لتحقيق التوازن بين الربحية والمسؤولية الاجتماعية.

جذب الاستثمارات الأجنبية

تم إيلاء اهتمام خاص لجذب الاستثمارات الأجنبية من خلال برامج الإقامة.

“في السنوات الأخيرة، أثبتت أوزبكستان نفسها كوجهة جذابة للمستثمرين العالميين بسبب انفتاحها على التعاون والآفاق في قطاع العقارات”، لاحظ أكرم موخاماتكولوف، ممثل شركة هينلي آند بارتنرز.

تناولت المناقشة المستديرة حول “سلاسل التوريد والمرونة: إيجاد التوازن في الأوقات غير المؤكدة” المشاكل والاستراتيجيات لضمان مرونة سلاسل التوريد العالمية.

وأشار نائب وزير التجارة التركي، سيزاي أوشارماك، إلى أن «تركيا وأوزبكستان تربطهما شراكة استراتيجية، ويمكننا تعزيز التعاون بشكل كبير من خلال العمل معًا».

وأكد الخبراء أيضًا على أهمية دمج التقنيات الرقمية في استراتيجيات الاستثمار. وأكدوا أن التحول الرقمي ليس مجرد مستقبل بل هو بالفعل حقيقة واقعة، ويلعب دورًا رئيسيًا في تسريع عمليات الاستثمار وزيادة الشفافية.

وقدمت جلسة العرض التقديمي «IT-PARK Uzbekistan: آفاق جديدة للتنمية» خططًا لتحويل أوزبكستان إلى مركز إقليمي لتكنولوجيا المعلومات بحلول عام 2030.

وأبرز شيرزود شيرماتوف، وزير التقنيات الرقمية في أوزبكستان، أهمية الاستثمارات الأخيرة. وأشار إلى أن «أمس شهدنا حدثًا مهمًا – بدء بناء مركز البيانات الأخضر، Data Volt، وهو مشروع كبير للاستثمار الأجنبي المباشر. نحن نعمل على خلق بيئة مواتية لشركات تكنولوجيا المعلومات وإطلاق برنامج «صفر مخاطر» لتغطية جميع المخاطر المرتبطة بفتح وتشغيل المكاتب في أوزبكستان».

إحياء طريق الحرير الدولي

جمعت المناقشة المستديرة حول «الاتصال: إحياء طريق الحرير العظيم» خبراء دوليين وممثلين عن هيئات حكومية لاستكشاف فرص توسيع الاتصالات والتعاون الاقتصادي والتبادل الثقافي على طول طرق طريق الحرير القديم.

شارك في المناقشة المستديرة حول «التخطيط الحضري المتكامل: الاستثمارات الجيدة والراحة البيئية والإنسانية» كبار مخططي المدن والمهندسين المعماريين وممثلي الأعمال الذين ناقشوا النهج المتبعة في تطوير مدينة طشقند. وعلى وجه الخصوص، أكد فلاديسلاف بوتينكو، المدير الإداري والشريك الأول في بوسطن كونسلتينج جروب، على أهمية دمج الحلول المبتكرة في التخطيط الحضري لتحقيق التنمية المستدامة للمدينة. وشدد على ضرورة مراعاة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية في التخطيط الشامل، وضمان التوازن بينهما.

لعب المنتدى دورًا مهمًا في جذب الاستثمارات لمختلف الوزارات والمناطق في أوزبكستان. تشير الاتفاقيات الموقعة إلى تطوير قطاعات رئيسية مثل الصناعة والطاقة والأدوية وتصنيع السيارات.

كان أحد الإنجازات الرئيسية للمنتدى هو الاتفاق بين وزارة التكنولوجيا الرقمية ووزارة الطاقة وشركة تكنولوجيا المعلومات Data Volt بشأن بناء مركز بيانات يعتمد على التقنيات الخضراء. وأكد الخبراء على أهمية مثل هذه المشاريع بالنسبة لأوزبكستان. وحضر حفل التوقيع وزير الاستثمار والصناعة والتجارة لازيز كودراتوف، ومدير داتا فولت راجيت ناندا.

اختتم منتدى طشقند الدولي الثالث للاستثمار أعماله، لكن المبادرات المخطط لها والاتفاقيات الموقعة تعد بالعمل النشط في جذب الاستثمارات وضمان التنمية المستدامة. وأكدت أوزبكستان مرة أخرى دورها كشريك استراتيجي على الساحة الدولية، حيث جذبت انتباه المستثمرين العالميين وساهمت في النمو الاقتصادي للمنطقة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى