فشل ثالث محاولة لوقف إطلاق النار في «قره باغ» بعد دقائق من سريانه
فشلت ثالث محاولة لإنهاء القتال بين الجيش الأذربيجاني والقوات الأرمينية في ناغورني قره باغ امس، حيث تبادل الجانبان الاتهامات حول «الانتهاك الصارخ» لوقف إطلاق النار الذي تم التفاوض عليه في واشنطن.
وكان من المقرر أن يدخل هذا «الوقف الانساني لإطلاق النار» في الاشتباكات المستمرة في هذه المنطقة الجبلية من القوقاز منذ 27 سبتمبر، حيز التنفيذ امس في الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي لكن الطرفين المتحاربين أبلغا على الفور عن انتهاكه كما حدث في المحاولتين السابقتين خلال الأسابيع الأخيرة.
من جانبه، قال الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، إن من يريدون وقف إطلاق النار يرسلون أسلحة إلى أرمينيا، وإن لديه قائمة بأسماء تلك البلدان. وأضاف علييف في خطاب لشعب بلاده، امس: «أقول لداعمي أرمينيا إن أردتم إنقاذها فقولوا لها أن تنسحب من أراضينا، وهي بكلمة منكم ستنسحب».
وأوضح علييف أن بلاده قبلت وقف إطلاق النار من أجل تبادل الأسرى والقتلى، لكن أرمينيا انتهكت الاتفاق بعد بضع دقائق.
وتابع قائلا: «دمرنا 252 دبابة أرمينية وغنمنا 53، إلى جانب تدمير 6 منظومات دفاع جوي من طراز «إس300»، فمن أين لأرمينيا كل هذه الأسلحة».
وصرح الرئيس الأذربيجاني أن قوات بلاده تمكنت من تحرير 17 قرية جديدة من الاحتلال الأرميني.
واتهمت وزارة الخارجية الأذربيجانية القوات الأرمينية بقصف بلدة ترتر وقرى مجاورة وكذلك مواقع لجيش باكو، مؤكدة من جانبها «الاحترام الصارم» للاتفاق.
واعتبر حكمت حاجييف، أحد مساعدي الرئيس الأذربيجاني، أن «هذا يظهر مرة أخرى أن أرمينيا لا تدعم سوى بالكلام مبدأ الهدنة الإنسانية. إنها في الواقع تتستر وراء الهدنة وتحاول إعادة تجميع (قواتها) ومحاولة السيطرة على مواقع جديدة».
ونددت «وزارة دفاع» ناغورني قره باغ من جهتها بالقصف المدفعي المعادي على مواقعها في مختلف مناطق الجبهة، مؤكدة أن القوات التابعة لها «تواصل الالتزام التام بوقف إطلاق النار» وأن «اتهامات العدو لا علاقة لها بالواقع». واستنكر كل طرف «الانتهاك الصارخ» للهدنة من قبل الخصم.
وتم التفاوض على هذه الاتفاق في واشنطن وسط حملة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإعادة انتخابه. ووعد الأخير بأنه «سيجد حلا» لهذا النزاع، مؤكدا أن ذلك سيكون «سهلا».
وفي ستيباناكرت، كبرى مدن إقليم ناغورني قره باغ، ساد الهدوء خلال الليل، بحسب مراسل وكالة فرانس برس. لكن قبل عشر دقائق من بدء سريان وقف إطلاق النار صباح امس، دوى انفجار وشوهد دخان على تلة قريبة، ثم سمع قصف المدفعية مرتين عن بعد.
وجرى التوصل إلى أحدث اتفاق على وقف إطلاق النار أمس الأول بعد محادثات منفصلة في واشنطن بين وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ونظيريه الأرميني والأذربيجاني.
وشارك في المحادثات أيضا ممثلون عن مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والتي تشكلت للوساطة في الصراع وتقودها فرنسا وروسيا والولايات المتحدة. وقالت المجموعة إن رؤساءها ووزراء الخارجية اتفقوا على الاجتماع مرة أخرى في جنيف في 29 أكتوبر الجاري.