Featuredأخبار دولية

عمران خان.. بطل العالم المثير للجدل في عالم السياسة

يعيش رئيس الوزراء الباكستاني السابق، عمران خان، حالة من الإحساس بـ”المجد الشعبي”، منذ اكتسابه شهرة وإعجابا كبيرا بعد فوزه بكأس العالم للعبة الكريكت قبل 30 عاما، وصولا إلى رئاسة الوزراء، ثم التفاف حشود كبيرة حوله بعد إقصائه إلى مقاعد المعارضة التي قرَّبته من الموت.

هذا الإحساس بـ”الشعبية الكبيرة” يدفع خان، البالغ من العمر 70 عاما، إلى الإصرار على العودة للحكم عبر انتخابات مبكرة.

وأًصيب رئيس الوزراء السابق في قدمه خلال المسيرة وهو في مدينة وزير آباد بشرق البلاد، حين فتح مسلح النار على موكبه.

ونقلت وسائل إعلام باكستانية أن منفذ الهجوم أقر بأنه أراد قتله، وقال إنه تصرف بشكل مستقل.

خان يحدد المتهم

وجه عمران خان الاتهام رسميا لرئيس الوزراء شهباز شريف، الذي أقصى فريقه خان عن الحكم أبريل الماضي، ووزير الداخلية رانا ثناء الله، وأحد أفراد الجيش، بأنهم وراء محاولة اغتياله.

في المقابل، ندد شريف بالحادث، وكتب عبر حسابه على “تويتر”: “أدين حادثة إطلاق النار على رئيس حزب الإنصاف عمران خان بأقوى العبارات، لقد وجهت وزير الداخلية للتحقيق الفوري في الحادث، وأدعو بالشفاء العاجل لخان والمصابين الآخرين”.

وتابع: “يجب ألا يكون للعنف مكان في سياسات بلادنا”.

ضريبة الشعبية

في تقرير سابق لموقع “سكاي نيوز عربية” أرجعت المحللة السياسية الباكستانية، لبنى فرح، محاولة اغتيال خان للشعبية الكبيرة التي يحظى بها، والتي ظهرت خلال المظاهرة الضخمة التي يقودها إلى إسلام آباد.

وحسب فرح، فإن منافسي خان لم يكونوا يتوقعون هذه الأعداد الضخمة، وكان يقدرون أنها ستكون في حدود 10 آلاف، لكن من خرجوا شكلوا صدمة لهم، ومن هنا كانت هناك إرادة للتخلص من خان.

من هو عمران خان؟

أعادت محاولة الاغتيال تسليط الضوء على الرياضي والسياسي الشهير رغم إزاحته عن أضواء الحكم:

ولد عام 1952 لأب مهندس مدني، وسط 4 شقيقات في منطقة لاهور. انتقل للدراسة في جامعة أكسفورد، وخلالها ظهرت موهبته في لعبة “الكريكيت”.

في عام 1992، توج مسيرته اللامعة التي امتدت قرابة عقدين بالفوز بكأس العالم.

بعد كأس العالم، بدأ أعماله الخيرية، وزادت شعبيته حتى قادته إلى السياسة، وأسس حزب الحركة الوطنية من أجل العدالة.

ركز منذ 2011 على كسب زخم سياسي بإلقاء خطابات لمحاربة الفساد وتحقيق العدالة. توج ذلك بانتخابه رئيسا للوزراء عام 2018، بعد تقديم وعود بإصلاحات.

حصد حزبه “حركة الإنصاف” مكاسب كبيرة في معقل رئيس الوزراء السابق نواز شريف، وهي مقاطعة البنجاب، والتي تضم أكثر من نصف مقاعد الجمعية الوطنية المنتخبة مباشرة. وفي أبريل الماضي، عزل البرلمان خان من السلطة عبر التصويت على حجب الثقة عن حكومته.

وبذلك، فإن إنهاء حكم خان لم يكن مثل سابقيه، حيث يعد أول رئيس وزراء في باكستان يعزل من منصبه بحجب الثقة.

مع وجوده في المعارضة، أعلنت مفوضية الانتخابات فوزه في انتخابات تشريعية فرعية شمال غرب البلاد، الإثنين الماضي.

ومنذ عزله في أبريل، وخان يقود مسيرات احتجاجية، ويحشد للضغط على الحكومة لتجري انتخابات مبكرة، بينما تريد الحكومة الاستمرار حتى موعد الانتخابات في أكتوبر 2023؛ لتأخذ فرصة إصلاح الاقتصاد.

يأتي هذا التوتر في وقت تمر باكستان بإحدى أكبر أزماتها الاقتصادية، نتيجة الفيضانات التي أغرقت ثلث المساحة الزراعية، ودمرت وعطلت الكثير من البنية التحتية، وأزهقت أرواح المئات، وكبدت البلاد خسائر بأكثر من 10 مليارات دولار.





زر الذهاب إلى الأعلى